Total votes: 7
Posted: 1 week ago
القراءات: 186

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

معنى التكليف

معنى التكليف (في اللغة)

التكليف مأخوذ من الكُلفة ، وهو عبارة عن الأمر بما فيه المشقّة 1.

معنى التكليف (في الاصطلاح العقائدي)

التكليف هو بَعْثُ من تجب طاعته ـ ابتداءً ـ على ما فيه مشقة بشرط الإعلام 2.

توضيح قيود معنى التكليف :

القيد الأوّل: " بعث "

البعث على الفعل هو الحمل عليه والحثّ عليه بالأمر والنهي 3.

أقسام البعث 4:

أوّلاً: البعث على الفعل ، وهو:

1 ـ الواجب: الفعل الذي يجب فعله .

2 ـ الندب: الفعل الذي من الأفضل فعله .

ثانياً: البعث على ترك الفعل ، وهو:

1 ـ المحرّم: الفعل الذي لا يجوز فعله .

2 ـ المكروه: الفعل الذي من الأفضل عدم فعله .

تنبيهان :

1 ـ إنّ التكليف ـ بصورة عامة ـ ينبغي أن يكون بعثاً على ما يستحق فعله المدح، من قبيل فعل الواجب والمستحب وترك القبيح، وعلى هذا يخرج المباح ، لأنّ فعله أو تركه لا يستحق المدح .

2 ـ إنّما ورد في تعريف التكليف كلمة "بعث" ليندرج في هذا التعريف: "الإرادة" و"الأمر" و"الإلزام" و"النهي" و"الإعلام"، فإنّها بأجمعها تشترك في كونها باعثة 5.

القيد الثاني: " من تجب طاعته "

يدخل بهذا القيد من تجب طاعته من قبيل اللّه تعالى والنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام(عليه السلام)والوالدين والسيّد والمنعم ، ويخرج من لا تجب طاعته، لأنّ بَعث غير واجب الطاعة لا يسمّى تكليفاً 6.

القيد الثالث: " الابتداء "

يكون التكليف بهذا القيد محصوراً بطاعة اللّه تعالى فقط، لأنّ البعث الإلهي هو البعث الوحيد الذي يكون من جهة الابتداء ، وغيره تابع له .

ولهذا لا تسمّى أوامر ونواهي النبي والإمام ومن تجب طاعتهم من العباد تكليفاً، لأنّ طاعتهم متفرّعة عن طاعة اللّه تعالى ، فلا يعتبر بعثهم على ما أمر به اللّه تعالى تكليفاً 7.

مثال :

لا يسمّى بعث وأمر الوالد ولده على الصلاة تكليفاً لسبق بعثه تعالى وأمره بها، وإنّما يقال للوالد: "أمر ولده بها"، ولا يقال: "هذا تكليف من الأب لولده"8.

القيد الرابع : " المشقّة "

يتمّ بهذا القيد الاحتراز عما لا مشقة فيه ، لأنّ ما لا مشقة فيه لا يسمّى تكليفاً 9.

تنبيهات :

1 ـ ورد قيد "المشقّة" في تعريف التكليف ، لأنّ التكليف مأخوذ من الكلفة ـ وهي المشقّة ـ فلابدّ من اعتبارها 10.

2 ـ ليس المراد من المشقّة العسر الذي يؤدّي إلى نفي الحكم، بل المراد ما يوجب الزحمة ، ويحتاج فعله إلى مؤونة 11.

3 ـ قد استشكل البعض بأنّ جملة مما تشتهيه النفس من قبيل النكاح وتناول الطعام يقع في دائرة التكليف ، وهو ليس فيه مشقة، فكيف أصبحت المشقّة من لوازم التكليف ؟

الجواب: إنّ المشقة الموجودة في هذا المقام عبارة عن اقتصار النفس على النكاح والطعام الحلال وترك الحرام ، وردع النفس عن تلبية الهوى واتّباع الشهوات.

القيد الخامس: " الإعلام "

يشترط في التكليف إعلام المُكلَّف ما كُلِّف به ، لأنّ البعث الفاقد للإعلام لا يسمّى تكليفاً 12.

بعبارة أُخرى :

إنّ التكليف لا يكون تكليفاً لأحد إلاّ بعد إعلامه بما كُلِّف به 13.

وإنّ المكلَّف لا يكون مكلّفاً إلاّ بعد إعلامه بما يُطلب منه 14.

تنبيهان :

1 ـ إنّ "اشتراط الإعلام" لا يرتبط بحقيقة التكليف ، بل يعتبر شرطاً من شروط القيام بالتكليف 15.

2 ـ إنّ اللّه تعالى يعلم العباد بتكاليفهم عن طريق :

أوّلاً: تكميل عقولهم، ليمكنهم الاستدلال بها .

ثانياً: إرسال الرسل وإنزال الكتب السماوية إليهم 16 17.

  • 1. انظر: لسان العرب، ابن منظور: مادة (كلف). كشف المراد، العلاّمة الحلّي: المقصد الثالث، الفصل الثالث، المسألة الحادية عشر، ص437. النافع يوم الحشر، مقداد السيوري: الفصل الرابع، ص71.
  • 2. انظر: المسلك في أصول الدين، المحقّق الحلّي: البحث الرابع، المطلب الأوّل، المقام الثاني، ص95. قواعد المرام، ميثم البحراني: القاعدة الخامسة، الركن الثاني، البحث الأوّل، ص114. النافع يوم الحشر: مقداد السيوري: الفصل الرابع، ص71. مناهج اليقين، العلاّمة الحلّي: المنهج السادس، البحث الرابع، ص247.
  • 3. انظر: النافع يوم الحشر، مقداد السيوري: الفصل الرابع، ص71.
  • 4. انظر: المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: ج1، ص253 ـ 254.
  • 5. انظر: إشراق اللاهوت، عميد الدين العبيدلي، المقصد العاشر، المسألة الأُولى، ص379.
  • 6. انظر: إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: مباحث العدل ، تعريف التكليف، ص271. إشراق اللاهوت، عميد الدين العُبيدلي: المقصد العاشر، المسألة الأولى، ص379.
  • 7. انظر: قواعد المرام، ميثم البحراني: القاعدة الخامسة، الركن الثاني، البحث الأوّل، ص114. النافع يوم الحشر، مقداد السيوري: الفصل الرابع، ص71 ـ 72. إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: مباحث العدل ، تعريف التكليف ، ص271. اللوامع الإلهية، مقداد السيوري: اللامع التاسع، المقصد الرابع، النوع الأوّل، المبحث الأوّل، ص222.
  • 8. انظر: مناهج اليقين، العلاّمة الحلّي: المنهج السادس، البحث الرابع، ص247.
  • 9. انظر: قواعد المرام، ميثم البحراني: القاعدة الخامسة، الركن الثاني، ص114.
  • 10. انظر: إشراق اللاهوت، عميد الدين العُبيدلي: المقصد العاشر، المسألة الأولى، ص379.
  • 11. انظر: بداية المعارف، محسن الخرازي: ج1، عقيدتنا في التكليف، ص144.
  • 12. انظر: تكملة شوارق الإلهام ، محمّد المحمدي الجيلاني: المقصد 3، الفصل 3، المسألة 11، ص55.
  • 13. انظر: قواعد المرام، ميثم البحراني: القاعدة الخامسة، الركن الثاني، البحث الأوّل، ص114.
  • 14. انظر: إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: مباحث العدل ،تعريف التكليف، ص271.
  • 15. انظر: اللوامع الإلهية، مقداد السيوري : اللامع 9، المقصد 4، النوع 1، المبحث 1، ص222.
  • 16. انظر: إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: مباحث العدل، تعريف التكليف، ص271.
  • 17. المصدر: كتاب العـدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لـشيخ علاء الحسّون.