حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
أثر اللطف
ليس اللطف الإلهي علّة تامّة تجبر المكلَّفين على فعل الطاعة وترك المعصية. بل اللطف عبارة عن "بعث" و"تحفيز" فقط. فإذا لم يستجب بعض المكلّفين لهذا اللطف. فإنّهم سيحرمون أنفسهم من هذا اللطف نتيجةً لسوء اختيارهم 1.
تفريعات ذلك:
أولاً: إنّ عدم تأثير اللطف الإلهي على الكافر لا يعني:
"عدم وجود هذا اللطف بذريعة أنّه لو كان لترك أثره"
لأنّ اللطف الإلهي مجرّد "بعث" و"تحفيز" منه تعالى بحيث يجعل المكلَّف أقرب إلى فعل الطاعة وأبعد عن فعل المعصية.
وليس اللطف الإلهي إرادة حتمية منه تعالى ليترك أثره على المكلّف بصورة قهرية.
ثانياً: إنّ عدم تأثير اللطف الإلهي على الكافر لا يعني:
"عجز اللّه عن هداية الكافر".
لأ نّه تعالى شاء أن يكون الإنسان مختاراً في أفعاله العبادية.
واللطف الإلهي ـ في الواقع ـ مجرّد "بعث" و"تحفيز" منه تعالى بحيث يكون الإنسان معه أقرب إلى امتثال أوامر اللّه تعالى والانتهاء عن نواهيه.
وليس اللطف الإلهي إرادة حتمية وتكوينية منه تعالى ليكون عدم تأثيره دالاً على العجز الإلهي.
ثالثاً: لو كان اللطف الإلهي أمراً يجبر الإنسان على الإيمان ولو كان كافراً، فإنّ الكفّار سيحتجّون على اللّه تعالى بأنّهم لم يؤمنوا لأنّه تعالى حرمهم من لطفه.
ويكون بذلك للكفّار حجّة على اللّه تعالى.
ولكن الأمر ليس كذلك، وإنّما الحجّة البالغة للّه تعالى.
واللطف عبارة عن "باعث" و"محفّز" فقط.
ويبقى الإنسان هو المسؤول عن أفعاله الاختيارية 2 3.
- 1. انظر: مناهج اليقين، العلاّمة الحلّي: المنهج السادس، المبحث الخامس، ص254. كشف المراد، العلاّمة الحلّي: المقصد الثالث، الفصل الثالث، المسألة (12)، ص446.
- 2. انظر: مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج3، تفسير آية 165 من سورة النساء ص218.
- 3. المصدر: كتاب العـدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لـشيخ علاء الحسّون.