الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

أمومة فاطمة للنبي في مقابل أمومة زوجاته للمؤمنين

واذ أكرم الله زوجاته صلى الله عليه وآله بأن جعلهن أمّهات للمؤمنين لقوله تعالى ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ... 1 اشارة الى بعض آثار الامومة من الاحترام و التكريم لهن كاحترام الأم الحقيقة وتكريمها، فانّ فاطمة عليها السلام قد فاقت منزلتها بحجيتها الالهية لتكون أمّاً للنبي صلى الله عليه وآله وعلى لسانه بقوله فاطمة أمّ أبيها 2 «مما يشير الى عِظم منزلتها وخطير درجتها، فأمومتها له صلى الله عليه وآله تعني أن هناك علاقة ارتباط وثيق على مستوى الحجية، أي انّ امومتها للنبي صلى الله عليه وآله فضلًا عن رعايتها له صلى الله عليه وآله والقيام بشؤونه، فانّ لأمومتها جنبة اشراف ورعاية لدعوته وتصديقه، كاشراف مريم عليها السلام لنبي الله عيسى ورعايتها له فضلًا عن رعايتها لدعوته والقيام ببعض شؤون رسالته.

فكما انّ الرسالة العيسوية قد اعتمدت نشوءاً وبقاءً على مقام السيدة مريم منبدء الحمل حتى ما بعد الولادة،، فإن فاطمة عليها السلام تحتل مقام الحجية المشار اليها سابقاً مما يعطي لوقفتها عليها السلام بُعداً آخر في تأييد النبي صلى الله عليه وآله وتصديقه بدعوته، اذ اقترانها معه بآية التطهير ومشاركتها له بآية المباهلة وبيان مقامها في سورة الدهر منكونها من المقربين الذين يفيضون على الابرار ويتزودون من عين السلسبيل وهي عين رسول الله صلى الله عليه وآله كل ذلك يؤكد أن أمومتها استناداً الى حجيتها ستكون رعايةاشراف وحجية للدين، وبهذا فكم فرق بين الأمومة للنبي صلى الله عليه وآله والأمومة للمؤمنين.

ويحتمل معنى أمومتها للنبي صلى الله عليه وآله ما تقدم في المقام السابق من كون وجودها النوري أصل لوجوده البدني، لأن الأم في اللغة تستعمل بمعنى الأصل، نظير ما ورد أن المؤمن أبوه النور وأمّه الرحمة 3.

  • 1. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 6، الصفحة: 418.
  • 2. بحار الانوار 43: 19 و 22: 152، وتاج المواليد للطبرسي: 20 مناقب دل أبي طالب مكاتيب الرسول لأحمد الميانجي 3: 669، وفي مصادر أهل السنّة ما رواه الحافظ ابن المغازلي فيالمناقب: 340 طهران، ومقاتل الطالبيين لأبي فرج الاصفهاني: 29، المعجم الكبير للطبراني 22: 397، درر السمط في خير السبط: 27.
  • 3. المصدر: كتاب مقامات فاطمة الزهراء تحرير سماحة السيد محمد علي الحلو رحمه الله.