حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
- الائمة - علم الامام - مقام الامام - نور الائمة - الامام علي - النبي محمد - الامام الحسين - الامام الحسن - كلنا نور واحد
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
اختصاص النبي بالنبوة وعلي بالامامة
نص الشبهة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
كيف نفسر اختصاص النبي صلى الله عليه وآله بالنبوة .. والإمام علي عليه السلام بالإمامة .. مع ما ورد من أنه عليه السلام، هو نفس الرسول صلى الله عليه وآله ، وفق مضمون الآية .. فإذا كان كذلك، فهل كانت الرسالة للنبي صلى الله عليه وآله، من باب الترجح أو الترجيح؟! وهل يدل هذا على فضل الرسول صلى الله عليه وآله، على الإمام علي عليه السلام؟ فكيف يفهم هذا التفضيل، مع كونهما نور واحد، ونفس واحدة؟!
Answer:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ..
فإن الإمام علياً عليه السلام هو نفس الرسول بنص الآية المباركة، ولكن ذلك لا يعني أن لا تكون هناك خصوصية اقتضت اختصاص النبي صلى الله عليه وآله، بالنبوة الخاتمة. فإن الإمام الحسن عليه السلام، كان أكبر من الإمام الحسين، وكان إماماً للحسين عليه السلام .. ولعلهما في الفضل في مرتبة واحدة، لولا أن الإمام الحسن متقدم على أخيه في السن، وفي إمامته له، بسبب ذلك ..
وقد روي بسند معتبر عن هشام بن سالم، قال: قلت للصادق عليه السلام:
«هل يكون إمامان في وقت واحد.
قال: لا، إلا أن يكون أحدهما صامتاً مأموماً لصاحبه، والآخر إماماً لصاحبه الخ ..» 1.
وعن الإمام الباقر عليه السلام، قال:
«ما تكلم الحسين بين يدي الحسن إعظاماً له .. ».
كما أن للإمام الحسين مرتبة لا ينالها إلا بالشهادة على ذلك النحو الخاص، الذي لم يتفق للإمام الحسن عليه السلام، فإذا نال تلك المرتبة، فذلك يعطيه ميزة لم يكن ليقصر عنها الإمام الحسن عليه السلام، لو ساقتها المقادير إليه، واتفقت له ..
وبذلك يعلم الجواب على السؤال المطروح، فإن نور النبي صلى الله عليه وآله ونور الإمام علي عليه السلام واحد. بل وكذلك الأئمة عليهم السلام، ولكن في النبي خصوصية اقتضت اختصاصه بالنبوة الخاتمة، فقد سبق ظهوره ظهور الإمام علي عليه السلام .. فكانت له النبوة، وكان علي عليه السلام محجوجاً به، وكان تابعاً له كما أن نفس النبوة الخاتمة تعطيه مقاماً يمتاز به على من بعث إليهم، ومنهم الإمام علي عليه السلام، حيث يرتضيه الله رسولاً، ويظهره على غيبه.
قال تعالى: ﴿ ... فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِنْ رَسُولٍ ... ﴾ 2.
أما الإمام علي عليه السلام، فينظر إلى الغيب من خلال إشرافه على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله، ليكون هو المرآة التي يرى فيها تلك الغيوب التي استحق عليه السلام نيلها من حيث هو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله ..
بل إن هناك روايات تقول: إن نور النبي صلى الله عليه وآله، هو المخلوق الأول، ثم خلق الله منه نور علي عليه السلام ..
وقد كان عليه السلام يقول عن نفسه ـ كما في نهج البلاغة ـ: إنه من النبي صلى الله عليه وآله بمنزلة الصنو من الصنو، أو الضوء من الضوء ..
ثم إن الروايات قد دلت على أن نور أهل البيت ـ جميعاً ـ عليهم السلام واحد. مع أنهم متفاوتون في فضلهم وفي مقاماتهم .. فلو أردنا تشبيه ذلك بالنور المشع من مصدر النور، فإن المتصل بذلك المصدر مباشرة لا شك في أنه نوره، والنور الأبعد عن ذلك المصدر ولو بذراع أيضاً نوره .. والبعيد عنه بأكثر من ذلك، هو الآخر كذلك، وهكذا .. مع أن ثمة تفاوتاً في درجات الإشراق والتشعشع فيما بين هذه المراتب النورية، المنبعثة من ذلك المصدر ..
وليكن حال الأئمة من حيث إنهم نور واحد، مع تفاوتهم في الفضل هو هذا الحال ..
وليكن الفرق بين الإمام علي عليه السلام والنبي صلى الله عليه وآله، هو في هذا القرب والبعد النسبي الذي لا يوجب اختلافاً في جوهرهما، وإن أوجب اختلافاً في الانتساب والإضافة من حيث تقدم نور النبوة على إضافة نور الإمامة ..
وهي إضافة تشريف وتكريم إلهي تعطي الرسول أرجحية وتقدماً بهذا المعنى، وبذلك استحق أن يكون موضعاً للنبوة الخاتمة، ثم أن يكون علي عليه السلام موضعاً لمقام الإمامة الخاتمة، وما أسماه من مقام يفضل مقام إمامة جميع الأنبياء السابقين حتى مقام إمامة النبي إبراهيم عليه السلام ..
ومع أن الإمام علياً عليه السلام هو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله، لكن مقام النبوة الخاتمة هو من العظمة بحيث دعا علياً عليه السلام لأن يقول: أنا عبد من عبيد محمد ..
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسوله محمد وآله الطاهرين 3 ..
- 1. البحار ج 25 ص6 عن إكمال الدين ص232 وحول الإمام الصامت والناطق، ذكر المجلسي عدة أحاديث، فراجع نفس الجزء والصفحة والتي بعدها . .
- 2. القران الكريم: سورة الجن (72)، الآية: 26 و 27، الصفحة: 573.
- 3. مختصر مفيد .. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة السابعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال (369).