فوضع الرسولُ إحدى يديه تحت قفاه، و الأُخرى تحت ذقنه، فوضع فاه على فيه، فقبّله، و قال: حُسينٌ منّي، وأنا من حُسين، أحَبَ الله من أحبَ حُسيناً، حُسين سِبْط من الأسباط.

فقال: ربّ العزة يقول: كتبت ما تحبّ (لا اله إلا الله) و عليّ كتب ما يحبّ (محمّد رسول الله)، و أنا كتبت ما اُحبّ (عليّ ولي الله).

قال الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام فيما رده على المسلمين من قطائع عثمان: "وَ اللَّهِ لَوْ وَجَدْتُهُ قَدْ تُزُوِّجَ بِهِ النِّسَاءُ وَ مُلِكَ بِهِ الْإِمَاءُ لَرَدَدْتُهُ، فَإِنَّ فِي الْعَدْلِ سَعَةً وَ مَنْ ضَاقَ عَلَيْهِ الْعَدْلُ فَالْجَوْرُ عَلَيْهِ أَضْيَقُ" 1.

زحف الجيش نحو خيام الحسين عند المساء بعد العصر ــ يوم التاسع من المحرم ــ، و اقترب نحو خيم الحسين و الحسين جالس أمام خيمته، إذ خفق برأسه على ركبتيه ...

فرفع الحسين رأسه إلى السماء و قال: ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين، نعم هذا أول وقتها.

قام ابن زياد خطيباً في الكوفة و قال: من يأتيني براس الحسين فله الجائزة العظمى، و أعطه ولاية ملك الرّي عشر سنوات.
فقام عمر بن سعد بن أبي وقاص و قال: أنا.
فعقد له رايةً في أربعة آلاف رجل، و اصبح الصباح، و أولُ راية سارتْ نحو كربلاء راية عمر بن سعد، ولم تزل الرايات تترى حتى تكاملوا في اليوم التاسع من المحرم ثلاثين ألفاً أو خمسين ألفاً أو أكثر من ذلك1.

فَقَالَ: بُعْدُ الْمَسَافَةِ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، وَ وَ اللَّهِ مَا جَاءَ بِي مِنْ حَيْثُ جِئْتُ إِلَّا مَحَبَّتُكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ. قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: "أَبْشِرْ، فَأَنْتَ وَ اللَّهِ مَعَنَا تُحْشَرُ".

خرج الحسين عليه السلام قاصداً الكوفة، و في أثناء الطريق التقى به سريّة من الجيش تتكوّن من ألف فارس بقيادة الحرّ بن يزيد الرياحي، و أرادوا إلقاء القبض على الحسين عليه السلام و إدخاله الكوفة على ابن زياد...

أ لستُ ابن بنت نبيّكم و ابن وصيّه و ابن عمّه و أول مصدّق لرسول الله صلى الله عليه و آله بما جاء به من عند ربّه؟ أو ليس حمزة سيد الشهداء عمّ أبي؟ أو ليس جعفر الطيّار في الجنة بجناحين عمّي؟ أو لم يبلغكم ما قال رسول الله لي و لأخي: " هذان سيدا شباب أهل الجنة".