دَخَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ عليه السلام عَلَى الْعَلَاءِ 1 وَ هُوَ مِنْ أَصْحَابِهِ يَعُودُهُ، فَلَمَّا رَأَى سَعَةَ دَارِهِ قَالَ عليه السلام: "مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِسَعَةِ هَذِهِ الدَّارِ فِي الدُّنْيَا وَ أَنْتَ إِلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ أَحْوَجُ، وَ بَلَى إِنْ شِئْتَ بَلَغْتَ بِهَا الْآخِرَةَ، تَقْرِي فِيهَا الضَّيْفَ، وَ تَصِلُ فِيهَا الرَّحِمَ، وَ تُطْلِعُ مِنْهَا الْحُقُوقَ مَطَالِعَهَا، فَ

عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ‏ مَرِضْتُ فَعَادَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ عليه السلام.
فَلَمَّا جَلَسَ‏ قَالَ عليه السلام: "يَا جَابِرُ، قِوَامُ هَذِهِ الدُّنْيَا بِأَرْبَعَةِ:

رُوي عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ كِرْدِينٍ الْبَصْرِيِّ أنَّهُ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ 1 عليه السلام: "يَا مِسْمَعُ أَنْتَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، أَ مَا تَأْتِي قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام ؟!

سُئِلَ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: كَيْفَ يُحَاسِبُ اللَّهُ الْخَلْقَ عَلَى كَثْرَتِهِمْ؟
فَقَالَ عليه السلام: " كَمَا يَرْزُقُهُمْ عَلَى كَثْرَتِهِمْ".
فَقِيلَ: كَيْفَ يُحَاسِبُهُمْ وَ لَا يَرَوْنَهُ؟
فَقَالَ: "كَمَا يَرْزُقُهُمْ وَ لَا يَرَوْنَهُ" 1.

قال الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِدَاكَ آبَاؤُنَا وَ أُمَّهَاتُنَا، إِنَّ أَصْحَابَ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا عُرِفُوا بِمَعْرُوفِهِمْ، فَبِمَ يُعْرَفُونَ فِي الْآخِرَةِ؟

رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنَّهُ قال: "يُؤْتَى بِشَيْخٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُدْفَعُ إِلَيْهِ كِتَابُهُ ظَاهِرُهُ مِمَّا يَلِي النَّاسَ لَا يَرَى إِلَّا مَسَاوِيَ، فَيَطُولُ ذَلِكَ عَلَيْهِ! فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَ تَأْمُرُنِي إِلَى النَّارِ؟!

فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام: "فَهَذَا لَا يَفِي بِدَمِ أَبِيكَ! بَلَى وَ اللَّهِ، هَذَا يَفِيَ بِدِمَاءِ أَهْلِ الْأَرْضِ كُلِّهِمْ- مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ سِوَى الْأَنْبِيَاءِ وَ الْأَئِمَّةِ عليهم السلام إِنْ قُتِلُوا فَإِنَّهُ لَا يَفِي بِدِمَائِهِمْ شَيْ‏ءٌ، أَ وَ تَقْنَعُ مِنْهُ بِالدِّيَةِ"؟

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ( ليس هناك ليلٌ، وإنَّما هو ضوء ونور يَرد الغُدوَّ على الرواح والرواح على الغدوِّ، وتأتيهم طرف الهدايا مِن الله لمواقيت الصلوات، التي كانوا يُصلُّون فيها في الدنيا، وتُسلِّم عليهم الملائكة ).

جاءت مجموعة مِن قريش بينهم العتبة بن ربيعة، وأُبي بن خلف، والوليد بن المغيرة، والعاص بن سعيد جاؤوا إلى النبي، وتحدَّثوا أمامه عن المعاد بطريقة تنمُّ عن إنكارهم له، ثمَّ تقدَّم أُبي بن خلف نحو النبي، وهو يحمل بيده قطعة عَظم فهشَّمها بين أنامله بقوَّة، ثمَّ نفخ فيها فتناثرت ذرَّاتها في الهواء وقال:

أتزعم أنَّ رَبَّك يُحيي هذا بعد ما ترى؟!