نشر قبل 8 سنوات
مجموع الأصوات: 86
القراءات: 9107

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

كيف نضمن العاقبة الحسنة و نتجنب العاقبة السيئة ؟

قيمة الإنسان بعلمه و إرادته و إيمانه و تقواه، و هو رهين عمله من حيث المصير و العاقبة، و إن جزءً كبيراً من مشكلة الانسان ــ على الصعيد الفردي و الأُسري و الإجتماعي ــ هو إفتقاره الى التقييم الصحيح المطابق للواقع بالنسبة لسيرته و سلوكه في حياته الفردية و حياته الخاصة، و كذلك في حياته الأسرية و الاجتماعية العامة.

التقييم الذاتي و المحاسبة و اثرهما في سعادة الانسان

لا شك في أن معرفة ما سيؤول اليه مصير الانسان و ما ستكون عاقبته، إنما هي تابعة لأعماله التي قدَّمها حتى الآن، و ما سيقدِّمه من الأعمال حتى ساعة موته و مفارقته لعالم الدنيا.
 ثم أن التقييم الذاتي الصحيح لما قدَّمه من الأعمال في ما مضى من حياته، و تصحيح ما هو بحاجة الى التصحيح، مضافاً الى العزم الصادق لتقديم الأفضل فيما تبقّى من عمره، الى جانب محاسبة النفس بصورة مستمرة من شأنها أن توفق الانسان للوصول الى العاقبة الحسنة و السعادة الأبدية بعون الله العلي القدير.

وَ فِي الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ الْمَشْهُورِ: "حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ‏ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَ زِنُوهَا قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا، وَ تَجَهَّزُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ" 1.
وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ 2، عَنْ أَبِيهِ 3 عليه السلام، أَنَّ عَلِيّاً عليه السلام قَالَ: "إِنَّ حَقِيقَةَ السَّعَادَةِ أَنْ يُخْتَمَ لِلْمَرْءِ عَمَلُهُ بِالسَّعَادَةِ، وَ إِنَّ حَقِيقَةَ الشَّقَاءِ أَنْ يُخْتَمَ لِلْمَرْءِ عَمَلُهُ بِالشَّقاءِ" 4.

و للوصول الى التقييم الدقيق المطابق للواقع لابد من المحاسبة الدقيقة و الدائمة لأعمالنا و سلوكياتنا بشكل مستمر لكي نقف على العيوب و الأخطاء فنعالجها و نصححها و نتلافى الخسارة قبل وقوعها فتكون عاقبتنا حسنة بتوفيق من الله الرحمن الرحيم.

  • 1. وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) : 16 / 99 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي ، المعروف بالحُر العاملي ، المولود سنة : 1033 هجرية بجبل عامل لبنان ، و المتوفى سنة : 1104 هجرية بمشهد الإمام الرضا ( عليه السَّلام ) و المدفون بها ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1409 هجرية ، قم / إيران .
  • 2. أي الإمام جعفر بن محمد الصادق ، سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام) .
  • 3. أي الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) ، خامس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
  • 4. معاني الأخبار: 345 ، طبعة جماعة المدرسين، قم المقدسة/ إيران، سنة: 1403 هجرية. و هو ما ألَّفه الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي المعروف بـ " الشيخ الصدوق " المولود في سنة: 305 هجرية بقم، و المتوفى سنة: 381 هجرية.