حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
ما تفسير قول الله : { ان الله يامركم ان تذبحوا بقرة } ؟
قول الله عَزَّ و جَلَّ الآنف الذكر إنما هو جزء من الآية المباركة التالية : ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً ... ﴾ 1 .
و هذه الآية و الآيات التي تليها تُشير إلى قصة البقرة التي أمر الله بني إسرائيل بذبحها ، أما قصة هذه البقرة وتفسير هذه الآية فهو يتضح من خلال التدبر في الآيات التالية .
أما الآيات التي تحدثت عن قصة البقرة فهي :
﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ * وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ 2 .
معاني الكلمات :
هزوا : أي تسخر منا ، حيث سألناك عن القتيل فتأمرنا بذبح بقرة ! .
ما هي : كان سؤالهم عن سن البقرة ، و هذا مما يظهر من الجواب .
الفارض : الكبيرة الهرمة .
البكر : الصغيرة .
عوان : ما بين الكبيرة والصغيرة .
فاقع : أي شديدة الصفرة .
تسر الناظرين : أي تعجب الناظرين .
تشابه علينا : أي اشتبهت علينا أوصاف البقرة .
لا ذلول : أي لم يذلّلها العمل بإثارة الأرض بأظلافها .
مسلمة : أي بريئة من العيوب .
لا شية فيها : أي لا وَضَحَ فيها يخالف لون جلدها ، و الوَضَح هو البياض .
جئت بالحق : أي ظهر لنا الحق .
ما كادوا يفعلون : أي قرب أن لا يفعلوا ، و ذلك إما للخوف من فضيحة القاتل ، أو لغلاء ثمن البقرة .
اضربوه : أي اضربوا القتيل ببعض البقرة .
قصة البقرة :
أما خلاصة قصة البقرة كما جاءت في القرآن و أشارت إليها الأحاديث فهي كالتالي :
إن رجلاً من بني إسرائيل قتل رجلاً من قرابته طمعاً في ارثه أو لأن المقتول امتنع من أن يزوّجه ابنته ، أما القاتل فبعد أن قتل ذلك الرجل أتى به ورماه في الطريق و تظاهر بالبكاء عليه ، و صار يطالب الأبرياء بدمه ، و تطور الأمر حتى كادت الفتنة تقع ، فتحاكم بنو إسرائيل إلى النبي موسى ( عليه السَّلام ) فأمرهم موسى بأمر من الله أن يذبحوا بقرةً ، بعد أن دفع كُل واحدٍ منهم التهمة عن نفسه و اتهم بالجريمة شخصاً آخر ، و كاد دم المقتول يذهب ، فتعجب القوم و أكثروا السؤال حول مواصفات البقرة المراد ذبحها ، و كلما كرروا السؤال كلما زادت الشروط و صعُب تحصيل البقرة الموصوفة ، و بعد الجهد و المتابعة وجدوا البقرة بأوصافها المذكورة و اضطروا إلى شرائها بثمن باهظ جداً ، ثم أنهم عملوا كما أمرهم النبي موسى ( عليه السَّلام ) أي ضربوا الميت بجزء من البقرة المذبوحة فأحيا الله المقتول ، ثم أن المقتول أرشد الناس إلى القاتل و سمَّاه باسمه ، و هكذا انكشفت الحقيقة التي كانوا يخفونها و ذلك بصورة إعجازية .
- 1. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 67 ، الصفحة : 10 .
- 2. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآيات : 67 - 73 ، الصفحة : 10 .