حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
- ابو لبابة - ابي لبابة - اسطوانة التوبة - الاستغفار - الاعتراف بالذنب - التائب - التوبة - التوبة النصوح - الخيانة - الصدقة - المغفرة - بنو قريظة - حدود الصدقة - خيانة المسلمين - بني قريظة
ما معنى أسطوانة التوبة ، و أين هي ؟
اسطوانة التوبة :
أسطوانة التوبة اسطوانة معروفة في مسجد النبي ( صلى الله عليه و آله ) في المدينة المنورة ، و هي بجانب القبر الشريف من جهة الروضة ، و تُسمَّى أيضاً بـ " اسطوانة أبي لُبَابَة " ، و سبب نسبتها إلى أبي لُبابة هو أن أَبِي لُبَابَةَ هذا كان قد رَبَطَ إِلَيْهَا نَفْسَهُ إلتماساً للمغفرة حَتَّى نَزَلَ عُذْرُهُ مِنَ السَّمَاءِ في قصة مُفصَّلة .
من هو أبو لبابة ؟
أبو لبابة : رجلٌ من المسلمين اسمه رفاعة بن عبد المنذر النقيب ، نزلت فيه الآية الكريمة : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ 1 ، و قد نزلت الآية في غزوة بني قريظة في سنة خمس من الهجرة 2 .
و أما قصة أبي لبابة فهي كالتالي :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) لَمَّا حَاصَرَ بَنِي قُرَيْظَةَ قَالُوا لَهُ ابْعَثْ إِلَيْنَا أَبَا لُبَابَةَ نَسْتَشِيرُهُ فِي أَمْرِنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : " يَا أَبَا لُبَابَةَ ائْتِ حُلَفَاءَكَ وَ مَوَالِيَكَ ، فَأَتَاهُمْ .
فَقَالُوا لَهُ : يَا بَا لُبَابَةَ مَا تَرَى ، أَ نَنْزِلُ عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ؟
فَقَالَ : انْزِلُوا وَ اعْلَمُوا أَنَّ حُكْمَهُ فِيكُمْ هُوَ الذَّبْحُ ، وَ أَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ .
ثُمَّ نَدِمَ عَلَى ذَلِكَ ، فَقَالَ خُنْتُ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ ، وَ نَزَلَ مِنْ حِصْنِهِمْ ، وَ لَمْ يَرْجِعْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، وَ مَرَّ إِلَى الْمَسْجِدِ ، وَ شَدَّ فِي عُنُقِهِ حَبْلًا ثُمَّ شَدَّهُ إِلَى الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِي كَانَتْ تُسَمَّى أُسْطُوَانَةَ التَّوْبَةِ ، فَقَالَ لَا أَحُلُّهُ حَتَّى أَمُوتَ ، أَوْ يَتُوبَ اللَّهُ عَلَيَّ .
فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَقَالَ : " أَمَا لَوْ أَتَانَا لَاسْتَغْفَرْنَا اللَّهَ لَهُ ، فَأَمَّا إِذَا قَصَدَ إِلَى رَبِّهِ فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِ " .
وَ كَانَ أَبُو لُبَابَةَ يَصُومُ النَّهَارَ وَ يَأْكُلُ بِاللَّيْلِ مَا يُمْسِكُ رَمَقَهُ ، وَ كَانَتْ بِنْتُهُ تَأْتِيهِ بِعَشَائِهِ ، وَ تَحُلُّهُ عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ .
فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ وَ رَسُولُ اللَّهِ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ نَزَلَتْ تَوْبَتُهُ .
فَقَالَ : " يَا أُمَّ سَلَمَةَ قَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى أَبِي لُبَابَةَ " .
فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ فَأُؤْذِنُهُ بِذَلِكَ ؟
فَقَالَ : " لَتَفْعَلَنَّ " .
فَأَخْرَجَتْ رَأْسَهَا مِنَ الْحُجْرَةِ ، فَقَالَتْ : يَا أَبَا لُبَابَةَ أَبْشِرْ قَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَيْكَ .
فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ .
فَوَثَبَ الْمُسْلِمُونَ يَحُلُّونَهُ .
فَقَالَ : لَا وَ اللَّهِ حَتَّى يَحُلَّنِي رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) بِيَدِهِ .
فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَقَالَ : " يَا أَبَا لُبَابَةَ قَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَيْكَ تَوْبَةً لَوْ وُلِدْتَ مِنْ أُمِّكَ يَوْمَكَ هَذَا لَكَفَاكَ " .
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ فَأَتَصَدَّقُ بِمَالِي كُلِّهِ ؟
قَالَ : " لَا " .
قَالَ : فَبِثُلُثَيْهِ ؟
قَالَ : " لَا " .
قَالَ : فَبِنِصْفِهِ ؟
قَالَ : " لَا " .
قَالَ : فَبِثُلُثِهِ ؟
قَالَ : " نَعَمْ " .
فَأَنْزَلَ اللَّهُ : ﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ 3 . 4.
هذا و قد ورد في الوايات أنه يُستحب لمن زار مسجد النبي ( صلى الله عليه و آله ) الصلاة عند اسطوانة التوبة و الدعاء للوالدين و لقضاء الحوائج 5.
- 1. القران الكريم : سورة الأنفال ( 8 ) ، الآية : 27 ، الصفحة : 180 .
- 2. قال أهل السيرة : لما قدم اليهود المدينة نزلوا السافلة منها ، فاستوخموها فأتوا العالية فنزل بنو النضير بطحان و نزلت بنو قريظة مهزورا ـ و هما واديان يهبطان من حرة هناك ـ فاتخذ بنو النضير الحدائق و الآطام و أقاموا فيها ، و أقاموا بها إلى أن غزاهم النبي ( صلى الله عليه و آله ) و أخرجهم منها . راجع مادة ( بطحان ) و ( مهزور ) من ( معجم البلدان ) .
و أبو لُبابة : بشير أو رفاعة بن عبد المنذر ، اشتهر بكنيته ، احد النقباء في بيعة العقبة ، راجع ترجمة بشير و رفاعة و أبي لبابة في أسد الغابة . - 3. القران الكريم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآيات : 102 - 104 ، الصفحة : 203 .
- 4. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 22 / 93 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية ، و أنظر أيضاً : تفسير القمي : 1 / 304 .
- 5. لمزيد من المعلومات أنظر : الكافي : 4 / 558 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
و أنظر أيضا ً : التهذيب : 2 / 570 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المولود بخراسان سنة : 385 هجرية ، و المتوفى بالنجف الأشرف سنة : 460 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .