نشر قبل 5 سنوات
مجموع الأصوات: 123
القراءات: 12461

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

هل صحيح ما يفعله بعض الناس من رفع اليدين حال الدعاء ثم مسح الوجه بهما؟

إن من آداب الدعاء هو الابتهال إلى الله عَزَّ و جَلَّ و الإبتهال في الدعاء هو بسط اليدين و مَدُّ الذراعين مقابل الوجه أو رفعهما الى السماء مستقبلاً القبلة، و الابتهال علامة التضرع و الاستكانة الظاهرة على الداعي حال الدعاء، و يكون الابتهال مصحوباً بالبكاء و نزول الدمعة.
و الابتهال في الدعاء هو من آداب الدعاء و سننه و له أثر كبير في جعل دعاء الداعي مستجاباً.
روى محمد بن مسلم و زرارة عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنهما سئلاه عليه السلام عن كيفية الابتهال فقال: " ... وَ الِابْتِهَالُ أَنْ تَمُدَّ يَدَيْكَ جَمِيعاً" 1.
و عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: "... وَ أَمَّا الِابْتِهَالُ فَرَفْعُ يَدَيْكَ تُجَاوِزُ بِهِمَا رَأْسَكَ" 2.
و أما بالنسبة الى مسح الوجه بباطن الكفين بعد الدعاء فهو أيضاً أمر حسن و ذلك لأن الله عَزَّ و جَلَّ لا يردُ اليد التي تمتد اليه إلا بالرحمة و الخير و العطية الالهية ، فلذلك يُستحب مسح اليدين على الوجه و الرأس ، فقد رُوِيَ عن الامام جعفر الصادق عليه السلام أنه قال: "مَا أَبْرَزَ عَبْدٌ يَدَهُ‏ إِلَى اللَّهِ الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ إِلَّا اسْتَحْيَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَرُدَّهَا صِفْراً حَتَّى يَجْعَلَ فِيهَا مِنْ فَضْلِ رَحْمَتِهِ مَا يَشَاءُ، فَإِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا يَرُدَّ يَدَهُ حَتَّى يَمْسَحَ عَلَى وَجْهِهِ وَ رَأْسِهِ" 3.

مسح الوجه باليدين بعد قراءة الفاتحة

و أما مسح الوجه بعد قراءة سورة الفاتحة فهو جائز، بل يُستحب في بعض الموارد، فقد رُوِيَ عن الامام جعفر الصادق عليه السلام أنه قال: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله إِذَا كَسِلَ‏ أَوْ أَصَابَتْهُ‏ عَيْنٌ‏ أَوْ صُدَاعٌ بَسَطَ يَدَيْهِ فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ فَيَذْهَبُ عَنْهُ مَا كَانَ يَجِدُهُ" 4.

  • 1. الكافي:2/ 481، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.
  • 2. الكافي: 2 /481.
  • 3. الكافي: 2 / 471 .
  • 4. وسائل الشيعة (تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة): 6 /231 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي الحُر العاملي، المولود سنة: 1033 هجرية بجبل عامل لبنان، و المتوفى سنة: 1104 بمشهد الإمام الرضا و المدفون بها، طبعة: مؤسسة آل البيت، سنة: 1409 هجرية، قم / إيران.