سماحة العلامة المحقق الشيخ علي الكوراني العاملي رحمه الله
ولد في بلدة ياطر (جبل عامل) جنوب لبنان ، سنة : 1944 م ، و والده المرحوم الحاج محمد قاسم كوراني من وجهاء ياطر المحبين للعلماء .
تعلم القراءة و الكتابة و القرآن في كتاتيب القرية ثم دخل المدرسة الرسمية في ياطر ثم بيروت .
بدأ بالدراسة الحوزوية في جبل عامل في سن مبكرة بتشجيع آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين قدس سره ، ولم يكن في لبنان حوزة علمية فهيأ له أستاذاً خاصاً هو آية الله الشيخ ابراهيم سليمان ، فدرس عنده في قرية البياض نحو ثلاث سنوات النحو و الصرف و المنطق و المعاني و البيان و الفقه الى شرح اللمعة .
هاجر لطلب العلم الى النجف الأشرف سنة : 1958م .
أكمل دراسة بقية المقدمات و السطوح العالية على يد آيات الله : الشيخ محمد تقي الفقيه قدس سره ، و السيد علاء بحر العلوم ، و الشيخ محمد تقي الايرواني حفظهم الله ، و المرجع السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره ، و درس شرح التجريد و قسماً من منظومة السبزواري عند آية الله السيد محمد جمال الهاشمي قدس سره .
حضر بحث الخارج مدة عند المرجع السيد الخوئي قدس سره . ثم عند الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره، و كان من طلبته المقربين .
كانت له مشاركات في نشاطات المرجعية ومقاومة موجة الشيوعية ، و أرسله المرجع الراحل السيد محسن الحكيم قدس سره من سنة 1963 ميلادية، مبعوثاً في أشهر التعطيل و المناسبات الدينية الى مدينة الخالص في محافظة ديالى، و كان له نشاط مؤثر في المنطقة .
في سنة 1967م أوفده المرجع السيد محسن الحكيم قدس سره الى الكويت بصفة وكيلاً عاماً للمرجعية، فقام بنشاط تبليغي واسع و ربى جيلاً متديناً من شباب الكويت ، و بعد وفاة السيد الحكيم سنة 1970 م ، اعتمده السيد الخوئي قدس سره وكيلاً عاماً في الكويت بنفس الصفة .
عاد الى لبنان سنة 1974، فعمل في التوعية و التبليغ و التأليف .
أسس بعض المشاريع الاجتماعية في بيروت منها مسجد الرسول الأعظم ومستشفى الرسول الأعظم صلی الله عليه وآله .
سكن بعد انتصار الثورة الاسلامية الايرانية في حوزة قم المشرفة، و عمل في التأليف و التدريس، و أسس برعاية المرجع السيد الكلبايكاني قدس سره مركز المعجم الفقهي،الذي أصدر برنامج المعجم الفقهي في ثلاثة آلاف مجلد ، و قد تم تطويره أخيراً فبلغ 4700 مجلداً باسم ( مكتبة أهل البيت عليهم السلام ) .
أسس برعاية المرجع السيد السيستاني مد ظله، مركز المصطفى للدراسات الاسلامية، فأصدر سلسلة العقائد الاسلامية المقارنة، خمس مجلدات، و بعض الكتب الأخرى، و أصدر برنامج المعجم العقائدي في700 مجلد من مصادر العقائد و نحو ألفين من موضوعات العقائد.. و قد أدمج أخيراً في ( مكتبة أهل البيت عليهم السلام).
متخصص في الرد على الشبهات و الاجابة على الأسئلة العقائدية و المناظرات الدينية و هو غني عن التعريف .
ألف و درس في حوزة قم العلمية، و له مشاركات في مجلات البحوث ، و في إذاعة و تلفزيون الجمهورية الإسلامية العربي ، و غيره من القنوات الفضائية .
توفي سماحة العلامة الشيخ الكوراني فجر يوم 19 مايو 2024.
١. في مقاتل الطالبيين / ٣٩٥ : « وكان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب ، غليظاً على جماعتهم ، مهتماً بأمورهم ، شديد الغيظ والحقد عليهم ، وسوء الظن والتهمة لهم ، واتفق له أن عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزيره ، يسئ الرأي فيهم ، فحسَّن له القبيح في معاملتهم ، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله. وكان من ذلك أن كَرَبَ قبر الحسين (ع) وعَفَّى آثاره ، ووضع على سائر الطرق مسالح له ، لا يجدون أحداً زاره إلا أتوه به ، فقتله ، أوأنهكه عقوبة!
الثأر نوعان ثأرٌ شخصي يقوم به ولي دم المقتول ظلماً وثأرٌ ديني ربّاني وكلاهما من صلاحيات الإمام(ع) فهو ابن الإمام(ع) وهو أولى بأخذ الثأر من غيره . وأيضا الثأر الديني الأساسي وهو الحق العام لله عز وجل . وقد جعل الله ثأر الإمام الحسين(ع) هدفاً للإمام المهدي(ع) لأنه تجمّعت فيه ظلامات الأنبياء والأئمة (ع) كما تجمعت في أعداء الحسين(ع) صفات الطغاة فقد ورث يزيد وأبوه الطغاة من قابيل وفرعون وهامان الى آخرهم . و في حديث عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال: لما قتل جدي الحسين (ع) ضجَّت عليه الملائكة إلى الله تعالى بالبكاء والنحيب وقالوا : إلهنا وسيدنا أتغفل عمن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك ، فأوحى الله عز وجل إليهم قرّوا ملائكتي فوعزّتي وجلالي لأنتقمنَّ منهم ولو بعد حين ، ثم كشف الله عز وجل عن الأئمة من ولد الحسين (ع) للملائكة فسرَّت الملائكة بذلك فإذا أحدهم قائم يُصلىِّ، فقال الله عز وجل: بذلك القائم أنتقم منهم
قال الشيخ المفيد (ره) في كتاب الإرشاد : هناك علامات قبل قيام القائم المهدي (عج) وحوادث تكون أمام قيامه ، وآيات ودلالات : فمنها : خروج السفياني ، وقتل الحسني واختلاف بني العباس في الملك الدنيوي ، وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان ، وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات ، وخسف بالبيداء ، وخسف بالمغرب ، وخسف بالمشرق ، وركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر ، وطلوعها من المغرب ، وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين ، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام وهدم سور الكوفة ...
إن ما يجري في العراق ككل هو من علامات الظهور الموصوفة ، وهناك أحاديث متعددة فيها الكثير صحيح السند . بالنسبة إلى فاجعة سامراء وهذه الجريمة الكبرى والتي ليس لها في التاريخ شبيه ، لأنها اعتداء على مقام المعصومين من آل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم ، عندنا رواية يرويها أمالي المفيد وأمالي الشيخ الطوسي لكنها غير واضحة .
1 معنى هذا السؤال أن علياً عليه السلام لو كان إماماً حقاً ووصياً للنبي صلى الله عليه وآله فلا يمكن أن يغلبه أبو بكر وعمر ويغصبوا منه الخلافة ويعزلوه عن الحكم . وكيف تسمونه حلال المشاكل وهو لم يحل هذه المشكلة ؟! وقد فات هذا السائل أن الله تعالى ترك للناس الإختيار ولم يجبرهم على الإيمان ، وأمر أنبياءه وأوصياءه عليهم السلام أن يعملوا بالأسباب الطبيعية فكانوا مرة غالبين ومرة مغلوبين ، مع أن باستطاعته سبحانه أن ينصرهم بمعجزة ويهلك أعدائهم !
قبل الثورة الإسلامية في إيران كانت إيران تعني في أذهان الغربيين قاعدة حيوية في وسط العالم الإسلامي ، وعلى حدود روسيا . وكانت تعني في أذهان المسلمين بلداً إسلامياً عريقاً يتسلط عليه ( شاه ) موال للغرب وإسرائيل ، يسخر بلده لخدمتهم . وكانت تعني للشيعي مثلي مضافاً إلى ذلك بلدا فيه مشهد الإمام الرضا عليه السلام ، وحوزة قم العلمية ذات تاريخ عريق في التشيع والعلماء ومؤلفاتهم .
1 يقصد الكاتب ما رواه الكليني في الكافي : 1 / 464 : عن الإمام الصادق عليه السلام قال: لما حملت فاطمة عليها السلام بالحسين جاء جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : إن فاطمة عليها السلام ستلد غلاماً تقتله أمتك من بعدك ، فلما حملت فاطمة بالحسين عليه السلام كرهت حمله ، وحين وضعته كرهت وضعه . ثم قال أبو عبد الله عليه السلام : لم تُرَ في الدنيا أمٌّ تلد غلاماً تكرهه ، ولكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل ، قال : وفيه نزلت هذه الآية : ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ... ﴾ 2 . وفي الكافي : 1 / 464 : عن الإمام الصادق عليه السلام قال : نزل على محمد صلى الله عليه وآله فقال له : يا محمد إن الله يبشرك بمولود يولد من فاطمة ، تقتله أمتك من بعدك ، فقال : يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة ، تقتله أمتي من بعدي . فعرج ثم هبط عليه فقال له مثل ذلك ، فقال : يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من بعدي . فعرج جبرئيل عليه السلام إلى السماء ثم هبط فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية ، فقال : قد رضيت .
إن معركة كربلاء جرت على مرأى ومسمع من عشرات الألوف من جيش يزيد ، وعشرات من أهل البيت النبوي وسكان كربلاء ، وقد روى أحداثها رواة من الطرفين ، ثم دونها بعضهم من ذلك الوقت في كتاب مستقل ! ومن له اطلاع على الحديث والتاريخ يعرف أن حادثة كربلاء من الحوادث القليلة التي روى الرواة والمؤرخون تفاصيل كثيرة منها ، ودونتها أغلب المجاميع الحديثية والتاريخية . ثم إن بقية العترة النبوية كان فيهم إمام معصوم هو الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام وآخرون ، وكان فيهم نساء فاضلات مثل الحوراء زينب رضوان الله عليها .
اتفق المحدثون والمؤرخون على أن يزيد بن معاوية أرسل إلى عامله على المدينة أن يأخذ له البيعة جبراً من الحسين عليه السلام فإن أبى فليقتله ! ثم لما تخلص الإمام الحسين عليه السلام من حاكم المدينة ، وذهب إلى مكة ، أرسل إليه يزيد من يغتاله ولو عند الكعبة ! وعندما توجه الحسين عليه السلام إلى العراق بعث يزيد زياداً بن أبيه والياً على العراق ، وأمره أن يرسل جيشاً إلى الحسين ، ولا يقبل منه إلا أن يبايع ليزيد أو ينزل على حكمه فيه ! وأمره إن أبى أن يقتله ويوطئ الخيل صدره وظهره ، ويبعث إليه برأسه ! وفي هذه المدة التي امتدت أكثر من خمسة أشهر ، من نصف رجب حيث هلك معاوية ، إلى العاشر من شهر محرم ، كانت المراسلات بين يزيد وعماله في الحجاز والعراق متواصلة في قضية الحسين عليه السلام . فالذي يدعي أن ابن زياد تصرف من نفسه بدون أمر يزيد ، هو جاهل أو مكابر !
نعم كان عدد من الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وآله يحبون علياً عليه السلام ويلتفون حوله ، فعرفوا بإسم (شيعة علي) ، وقد نزلت الآيات من الله تعالى في مدحهم ، ومدحهم الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله . قال السيوطي في الدر المنثور : 6 / 379، في تفسير قوله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾ قال : (وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي (ص) فأقبل علي فقال النبي (ص) : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ونزلت : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾ فكان أصحاب النبي (ص) إذا أقبل علي قالوا : جاء خير البرية . وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعاً : علي خير البرية ...
نعم أمير المؤمنين علي عليه السلام هو أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وهو وزيره ووصيه ، وأخوه في الدنيا والآخرة ، وتدل أحاديث كثيرة عندنا وعندكم على أن علياً والأئمة من عترة النبي صلى الله عليه وآله هم مع النبي صلى الله عليه وآله ملحقون بدرجته يوم القيامة ، وما دامت درجته أفضل من درجات الأنبياء عليهم السلام، فأهل بيته معه في تلك الدرجة . إن أعلى درجة في جنة الفردوس هي لمحمد وآل محمد ، ثم لإبراهيم وآل إبراهيم ، ثم لبقية الأنبياء عليهم السلام ، وقد روت ذلك مصادركم !
السفياني من الشخصيات البارزة في حركة ظهور المهدي عليه السلام . فهو العدو اللدود المباشر للإمام المهدي عليه السلام ، وإن كان بالحقيقة واجهة للقوى المعادية التي تقف وراءه كما ستعرف . وقد نصت الأحاديث الشريفة على أن خروجه من الوعد الإلهي المحتوم ، فعن الإمام زين العابدين عليه السلام : ( إن أمر القائم حتم من الله ، وأمر السفياني حتم من الله ، ولا يكون قائم إلا بسفياني ) 1 . وأحاديث السفياني متواترة بالمعنى ، وقد يكون بعضها متواتراً بلفظه . وفيما يلي جملة من ملامح شخصيته وحركته وأخباره .
توجد ثلاث طرق لمعرفة الله تعالى والمعرفة الإنسانية عموماً :
1 ـ طريق الكشف الذاتي : فإن خاصة أولياء الله تعالى يعرفونه به : ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ .
وفي دعاء أمير المؤمنين عليه السلام : (يا من دلَّ على ذاته بذاته).
وفي دعاء الإمام الحسين عليه السلام : (متى غبتَ حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ، ومتى بَعُدْتَ حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك ؟! عَمِيَتْ عينٌ لا تراك عليها رقيباً).
وفي دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام : (بك عرفتُك وأنت دللتني عليك ودعوتني اليك ، ولولا أنت لم أدر ما أنت ).
مسائل مجلة جيش الصحابة ( أجوبة على مسائل وجهتها إلى علماء الشيعة ، مجلة الخلافة الراشدة الباكستانية ، التابعة لمنظمة جيش الصحابة ) : وصلتنا رسالة على شكل منشور من بعض علماء الوهابية في باكستان ، تتضمن خمسين سؤالاً أو إشكالاً ، وقد جمعوا فيها بعض الأحاديث والنصوص من مصادر مذهبنا ، وبعض كلمات من مؤلفات لعلماء شيعة ، وأكثرها مؤلفات غير معروفة ، وأرادوا أن يثبتوا بها كفر الشيعة ! وجعلوا عنوانها : هل الشيعة كفار.. ؟ أحكموا أنتم ! وهذه إجابات عليها ، تكشف ما ارتكبه كاتبها من كذب على الشيعة ، وبتر للنصوص ، وتحريف للمعاني ، وسوء فهم ، وقد جمعنا الأسئلة في محاور ، ليكون الجواب على موضوعاتها ، والله ولي القبول والتوفيق . وأصلها باللغة الفارسية وهذه ترجمتها بنصه : هل الشيعة كفار .. أحكموا أنتم !
جرت لنا مع عدد من الملحدين نقاشات في شبكات النت وقد أصدرنا خلاصتها في كتاب ( ثمار الأفكار ) ورأيناهم يهربون من النقاش العلمي ، لأن بضاعتهم الإنكار والمكابرة لا غير !
ومما وجهناه اليهم :
1 ـ سؤال للماديين : هل الحسُّ محسوس ؟!
فقد بنوا فكرهم ودينهم على النظرية الحسية القائلة : كل شئ غير محسوس فهو غير موجود ! فهم يؤمنون بوجود الحس ويجعلونه أصل نظريتهم ، وقد غفلوا عن أن الحس من الغيب غير المحسوس !
وردت في ثورة اليمن الإسلامية الممهدة للمهدي عليه السلام أحاديث متعددة عن أهل البيت عليهم السلام ، منها بضعة أحاديث صحيحة السند ، وهي تؤكد حتمية حدوث هذه الثورة وتصفها بأنها راية هدى تمهد لظهور المهدي عليه السلام وتنصره . بل تصفها عدة روايات بأنها أهدى الرايات في عصر الظهور على الإطلاق.
أحاديث الملاحم التي وردت حول مصر متعددة . ابتداء من أحاديث بشارة النبي صلى الله عليه وآله للمسلمين بفتحهم مصر ، إلى أحاديث غلبة المغاربة على مصر في أحداث ثورة الفاطميين إلى أحداث عصر ظهور المهدي عليه السلام .
1 أولاً : الجميع يعرف زهد الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام وأنها كانت هي وزوجها وأطفالها يؤثرون بطعامهم المسكين واليتيم والأسير على أنفسهم ، وفيهم نزل قوله تعالى : ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾ 2 . والجميع يعرفون أن النبي الصادق الأمين صلى الله عليه وآله قد أسرَّ إلى ابنته الزهراء عليها السلام في مرضه الذي توفي فيه أنها ستلحق به عن قريب ، وأنها أول أهل بيته لحوقاً به 3 . من هذا يتبين أن هدفها من المطالبة بمزرعة فدك ليس الحصول على المزرعة ! بل هدفها أن تثبت للمسلمين أن الذي جلس في مكان النبي صلى الله عليه وآله يخالف أحكام الإسلام ويغصب مزرعة أعطاها النبي صلى الله عليه وآله الى ابنته ووارثته الوحيدة ، فإذا كان أبو بكر يظلم بنت النبي صلى الله عليه وآله في أول يوم من خلافته ، فياويل بقية المسلمين من ظلمه وظلم من سيجلس بعده مكان النبي صلى الله عليه وآله ؟!! ثانياً : أنها عليها السلام لم تذهب إلى أبي بكر بصفته قاضياً تعترف به وبعدالته ، فهي لم تبايعه ولم تعترف به خليفة ، فكيف تعترف به قاضياً عادلاً ؟
كانت فقرة (حَيَّ على خير العمل) فصلاً من الأذان في عهد النبي صلى الله عليه وآله ، وعهد أبي بكر ، وقسمٍ من عهد عمر ، ثم حذفها عمر بحجة أن الناس قد يتصورون أن الصلاة خيرٌ من الجهاد ويتركون فتح البلاد ! واعترض عليه أهل البيت عليهم السلام وبعض الصحابة والتابعين ، وكان ابنه عبد الله بن عمر يؤذن بها ! وقد ألف عدد من العلماء رسائل في إثبات كونها جزءً من الأذان الذي أوحاه الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وآله وعلمه إياه جبرئيل عليه السلام ، تزيد عن خمسين رسالة. قال في الإيضاح / 201 : (ورويتم عن أبي يوسف القاضي ، رواه محمد بن الحسن وأصحابه ، عن أبي حنيفة قالوا : كان الأذان على عهد رسول الله وعلى عهد أبي بكر وصدر من خلافة عمر ينادى فيه : حيَّ على خير العمل. فقال عمر بن الخطاب : إني أخاف أن يتكل الناس على الصلاة إذا قيل : حي على خير العمل ويدعوا الجهاد ! فأمر أن يطرح من الأذان حيَّ على خير العمل).