السائل:
العمر:
المستوى الدراسي:
الدولة:
المدينة:
إن قدرة الله عز وجل لا نهاية لها فما المانع من بقاء الموجودين الاحياء حاليا و توفير المكان و الغذاء للذين سياتون في نفس الوقت ؟
السوال:
إن قدرة الله عز وجل لا نهاية لها فما المانع من بقاء الموجودين الاحياء حاليا و توفير المكان و الغذاء للذين سياتون في نفس الوقت ؟
الجواب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
لا شك و أن الله عز و جل قادر على كل شيء ، سبحانه و تعالى عن العجز و النقص ، و هو الذي لا تنقص خزائنه .
قال الله عزَّ و جل : { لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } ، ( سورة الحديد : 2 و 3 ) .
و قال جل جلاله : { ... وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ... } ، ( سورة المنافقون : 7 ) .
نعم بكل تأكيد فإن الله العلي القدير قادر على أن يجعلنا خالدين في هذه الدنيا و يغدق علينا بكل ما نحتاج إليه من دون أن تنقص خزائنه ، و عدم خلودنا في الدنيا ليس بسبب نقص في خزينة رب العالمين أو عجز عن توفير متطلبات حياتنا في هذا العالم .
إن الله قادر على توفير كل متطلبات الحياة بل أرقاها لجميع البشر ليس للمؤمنين فحسب ، بل حتى للكافرين .
قال الله تعالى : { أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ { ، ( سورة يس : 81 ) .
و قال عزَّ مِن قائل : { وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } ، ( سورة الزخرف: 33 _35 ) .
لكن الله تعالى إقتضت قدرته أن تكون حياتنا في هذا العالم وجيزاً جداً ، حيث أننا نعيش فيها حالة الإمتحان ، و من بعد حياتنا المؤقتة هنا سوف ننتقل الى عالم الخلود و هو عالم الآخرة ، و هناك تكون الحياة الواقعية المثالية التي لا تستوعبها عقولنا ، و لقد عبَّر الله عن الحياة الآخرة بأنها الحيوان ، أي ليس فيها إلا حياة مستمرة دائمة خالدة لا موت فيها ، فكأنها في ذاتها حياة .
قال جل جلاله : { وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } ، ( سورة العنكبوت : 64 ) .
فالله سبحانه و تعالى قد هيأ لنا أفضل حياة و أهنأها و أطيبها و أوفرها نعمة و أكثرها راحة ، فيها ما تشتهيه الأنفس و تلذ الأعين ، قال تعالى : { مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ } ، ( سورة الرعد : 35 ) .
فأيها أفضل ، نعيم الدنيا ، أم نعيم الآخرة ؟!