نشر قبل 18 سنة
مجموع الأصوات: 177
القراءات: 32447

السائل: 

Abdullah.

العمر: 

35

المستوى الدراسي: 

الدولة: 

المدينة: 

Yanbu

لماذا سُميت فاطمة الزهراء بهذا الاسم ؟

السوال: 

لماذا سُميت فاطمة الزهراء بهذا الاسم ؟

الجواب: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد : عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ( عليه السلام ) : كَيْفَ كَانَتْ وِلَادَةُ فَاطِمَةَ ( عليها السلام ) ؟ قَالَ : " نَعَمْ إِنَّ خَدِيجَةَ عَلَيْهَا رِضْوَانُ اللَّهِ لَمَّا تَزَوَّجَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) هَجَرَتْهَا نِسْوَةُ مَكَّةَ فَكُنَّ لَا يَدْخُلْنَ عَلَيْهَا ، وَ لَا يُسَلِّمْنَ عَلَيْهَا ، وَ لَا يَتْرُكْنَ امْرَأَةً تَدْخُلُ عَلَيْهَا ، فَاسْتَوْحَشَتْ خَدِيجَةُ مِنْ ذَلِكَ ، فَلَمَّا حَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ ( عليها السلام ) صَارَتْ تُحَدِّثُهَا فِي بَطْنِهَا وَ تُصَبِّرُهَا ، وَ كَانَتْ خَدِيجَةُ تَكْتُمُ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَدَخَلَ يَوْماً وَ سَمِعَ خَدِيجَةَ تُحَدِّثُ فَاطِمَةَ . فَقَالَ لَهَا : يَا خَدِيجَةُ مَنْ يُحَدِّثُكِ ؟ قَالَتِ : الْجَنِينُ الَّذِي فِي بَطْنِي يُحَدِّثُنِي وَ يُؤْنِسُنِي . فَقَالَ لَهَا : هَذَا جَبْرَئِيلُ يُبَشِّرُنِي أَنَّهَا أُنْثَى ، وَ أَنَّهَا النَّسَمَةُ الطَّاهِرَةُ الْمَيْمُونَةُ ، وَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سَيَجْعَلُ نَسْلِي مِنْهَا ، وَ سَيَجْعَلُ مِنْ نَسْلِهَا أَئِمَّةً فِي الْأُمَّةِ يَجْعَلُهُمْ خُلَفَاءَهُ فِي أَرْضِهِ بَعْدَ انْقِضَاءِ وَحْيِهِ . فَلَمْ تَزَلْ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَلَى ذَلِكَ إِلَى أَنْ حَضَرَتْ وِلَادَتُهَا ، فَوَجَّهَتْ إِلَى نِسَاءِ قُرَيْشٍ وَ نِسَاءِ بَنِي هَاشِمٍ يَجِئْنَ وَ يَلِينَ مِنْهَا مَا تَلِي النِّسَاءُ مِنَ النِّسَاءِ ، فَأَرْسَلْنَ إِلَيْهَا عَصَيْتِينَا وَ لَمْ تَقْبَلِي قَوْلَنَا وَ تَزَوَّجْتِ مُحَمَّداً يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ فَقِيراً لَا مَالَ لَهُ ، فَلَسْنَا نَجِي‏ءُ وَ لَا نَلِي مِنْ أَمْرِكِ شَيْئاً . فَاغْتَمَّتْ خَدِيجَةُ لِذَلِكَ ، فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهَا أَرْبَعُ نِسْوَةٍ طِوَالٍ كَأَنَّهُنَّ مِنْ نِسَاءِ بَنِي هَاشِمٍ ، فَفَزِعَتْ مِنْهُنَّ . فَقَالَتْ لَهَا إِحْدَاهُنَّ : لَا تَحْزَنِي يَا خَدِيجَةُ فَإِنَّا رُسُلُ رَبِّكِ إِلَيْكِ ، وَ نَحْنُ أَخَوَاتُكِ ، أَنَا سَارَةُ ، وَ هَذِهِ آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ وَ هِيَ رَفِيقَتُكِ فِي الْجَنَّةِ ، وَ هَذِهِ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَ هَذِهِ صَفْرَاءُ [ صَفُورَاءُ ] بِنْتُ شُعَيْبٍ ، بَعَثَنَا اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْكِ لِنَلِيَ مِنْ أَمْرِكِ مَا تَلِي النِّسَاءُ مِنَ النِّسَاءِ . فَجَلَسَتْ وَاحِدَةٌ عَنْ يَمِينِهَا ، وَ الْأُخْرَى عَنْ يَسَارِهَا ، وَ الثَّالِثَةُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهَا ، وَ الرَّابِعَةُ مِنْ خَلْفِهَا فَوَضَعَتْ خَدِيجَةُ فَاطِمَةَ ( عليها السلام ) طَاهِرَةً مُطَهَّرَةً . فَلَمَّا سَقَطَتْ إِلَى الْأَرْضِ أَشْرَقَ مِنْهَا النُّورُ حَتَّى دَخَلَ بُيُوتَاتِ مَكَّةَ وَ لَمْ يَبْقَ فِي شَرْقِ الْأَرْضِ وَ لَا غَرْبِهَا مَوْضِعٌ إِلَّا أَشْرَقَ فِيهِ ذَلِكَ النُّورُ ، فَتَنَاوَلَتْهَا الْمَرْأَةُ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ يَدَيْهَا فَغَسَلَتْهَا بِمَاءِ الْكَوْثَرِ ، وَ أَخْرَجَتْ خِرْقَتَيْنِ بَيْضَاوَيْنِ أَشَدَّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَ أَطْيَبَ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ وَ الْعَنْبَرِ فَلَفَّتْهَا بِوَاحِدَةٍ وَ قَنَّعَتْهَا بِالْأُخْرَى . ثُمَّ اسْتَنْطَقَتْهَا فَنَطَقَتْ فَاطِمَةُ ( عليها السلام ) بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَ أَنَّ أَبِي رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) سَيِّدُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَ أَنَّ بَعْلِي سَيِّدُ الْأَوْصِيَاءِ ، وَ أَنَّ وُلْدِي سَيِّدُ الْأَسْبَاطِ ، ثُمَّ سَلَّمَتْ عَلَيْهِنَّ وَ سَمَّتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بِاسْمِهَا ، وَ ضَحِكْنَ إِلَيْهَا ، وَ تَبَاشَرَتِ الْحُورُ الْعِينُ ، وَ بَشَّرَ أَهْلُ الْجَنَّةِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِوِلَادَةِ فَاطِمَةَ ( عليها السلام ) ، وَ حَدَثَ فِي السَّمَاءِ نُورٌ زَاهِرٌ لَمْ تَرَهُ الْمَلَائِكَةُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَتِ الزَّهْرَاءَ ( عليها السلام ) . وَ قَالَتْ : خُذِيهَا يَا خَدِيجَةُ طَاهِرَةً مُطَهَّرَةً زَكِيَّةً مَيْمُونَةً بُورِكَ فِيهَا وَ فِي نَسْلِهَا ، فَتَنَاوَلَتْهَا خَدِيجَةُ ( عليها السلام ) فَرِحَةً مُسْتَبْشِرَةً ، فَأَلْقَمَتْهَا ثَدْيَهَا فَشَرِبَتْ فَدَرَّ عَلَيْهَا وَ كَانَتْ ( عليها السلام ) تَنْمِي فِي كُلِّ يَوْمٍ كَمَا يَنْمِي الصَّبِيُّ فِي شَهْرٍ ، وَ فِي شَهْرٍ كَمَا يَنْمِي الصَّبِيُّ فِي سَنَةٍ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهَا وَ عَلَى أَبِيهَا وَ بَعْلِهَا وَ بَنِيهَا " ، ( بحار الأنوار : 16 / 80 ) . و عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ـ أي الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لِمَ سُمِّيَتِ الزَّهْرَاءُ زَهْرَاءَ ؟ فَقَالَ : لِأَنَّهَا تَزْهَرُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) فِي النَّهَارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِالنُّورِ ، كَانَ يَزْهَرُ نُورُ وَجْهِهَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ وَ النَّاسُ فِي فِرَاشِهِمْ ، فَيَدْخُلُ بِيَاضُ ذَلِكَ النُّورِ إِلَى حُجُرَاتِهِمْ بِالْمَدِينَةِ فَتَبْيَضُّ حِيطَانُهُمْ فَيَعْجَبُونَ مِنْ ذَلِكَ ، فَيَأْتُونَ النَّبِيَّ ( صلى الله عليه و آله ) فَيَسْأَلُونَهُ عَمَّا رَأَوْا فَيُرْسِلُهُمْ إِلَى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ ( عليها السلام ) فَيَأْتُونَ مَنْزِلَهَا فَيَرَوْنَهَا قَاعِدَةً فِي مِحْرَابِهَا تُصَلِّي وَ النُّورُ يَسْطَعُ مِنْ مِحْرَابِهَا مِنْ وَجْهِهَا ، فَيَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي رَأَوْهُ كَانَ مِنْ نُورِ فَاطِمَةَ ، فَإِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ وَ تَرَتَّبَتْ لِلصَّلَاةِ زَهَرَ نُورُ وَجْهِهَا ( عليها السلام ) بِالصُّفْرَةِ ، فَتَدْخُلُ الصُّفْرَةُ فِي حُجُرَاتِ النَّاسِ فَتُصَفِّرُ ثِيَابَهُمْ وَ أَلْوَانَهُمْ ، فَيَأْتُونَ النَّبِيَّ ( صلى الله عليه و آله ) فَيَسْأَلُونَهُ عَمَّا رَأَوْا فَيُرْسِلُهُمْ إِلَى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ ( عليها السلام ) ، فَيَرَوْنَهَا قَائِمَةً فِي مِحْرَابِهَا وَ قَدْ زَهَرَ نُورُ وَجْهِهَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهَا وَ عَلَى أَبِيهَا وَ بَعْلِهَا وَ بَنِيهَا بِالصُّفْرَةِ ، فَيَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي رَأَوْا كَانَ مِنْ نُورِ وَجْهِهَا ، فَإِذَا كَانَ آخِرُ النَّهَارِ وَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ احْمَرَّ وَجْهُ فَاطِمَةَ فَأَشْرَقَ وَجْهُهَا بِالْحُمْرَةِ فَرَحاً وَ شُكْراً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، فَكَانَ تَدْخُلُ حُمْرَةُ وَجْهِهَا حُجُرَاتِ الْقَوْمِ وَ تَحْمَرُّ حِيطَانُهُمْ ، فَيَعْجَبُونَ مِنْ ذَلِكَ وَ يَأْتُونَ النَّبِيَّ ( صلى الله عليه و آله ) ، وَ يَسْأَلُونَهُ عَنْ ذَلِكَ فَيُرْسِلُهُمْ إِلَى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ ، فَيَرَوْنَهَا جَالِسَةً تُسَبِّحُ اللَّهَ وَ تُمَجِّدُهُ وَ نُورُ وَجْهِهَا يَزْهَرُ بِالْحُمْرَةِ ، فَيَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي رَأَوْا كَانَ مِنْ نُورِ وَجْهِ فَاطِمَةَ ( عليها السلام ) ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ النُّورُ فِي وَجْهِهَا حَتَّى وُلِدَ الْحُسَيْنُ ( عليه السلام ) ، فَهُوَ يَتَقَلَّبُ فِي وُجُوهِنَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فِي الْأَئِمَّةِ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتَ إِمَامٍ بَعْدَ إِمَامٍ " ، ( بحار الأنوار : 43 / 11 ) .

تعليق واحد