السائل:
العمر:
المستوى الدراسي:
الدولة:
المدينة:
لماذا لم يُكمل الامام الحسين عليه السلام الحج ؟
السوال:
لماذا لم يُكمل الامام الحسين عليه السلام الحج ؟
الجواب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
إن من أهم الأسباب التي دعت الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) أن يُحلَّ إحرامه و يخرج من مكة و يتوجه إلى العراق بسرعة و على عجل رغم أن الناس كانوا يتوجهون إلى عرفات لأداء مناسك الحج هو أن الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) أحسَّ بأن الجهاز الأموي عازم على إجهاض نهضته المباركة و التخلص منه بإغتياله خلال أيام الحج و إهدار دمه ، فعزم على الخروج من مكة فوراً لكي يفوت الفرصة على أعداء الدين الإسلامي .
يقول العلامة المحقق السيد هاشم معروف الحسني ( رحمه الله ) :
لقد عزم على الخروج إلى العراق مهما كانت النتائج و كان مسلم بن عقيل رضوان الله عليه قد كتب إليه يستعجله القدوم و يخبره بما رأى و سمع من إقبال الناس عليه و إلحاحهم في طلبه .
و قد علم يزيد و أعوانه بكل ما يجري في الكوفة فاستغلوا موسم الحج و دسوا عددا كبيرا من أجهزتهم لقتله و لو كان متعلقا بأستار الكعبة ، و لما أحسَّ بذلك أحل من إحرامه و خرج من مكة في اليوم الثامن من ذي الحجة قبل أن يُتمَّ حجَّهُ مخافة أن يُقتل في الحرم فيضيع دمه و لا يُعطي ما أعطاه قتله بالنحو الذي تمَّ عليه من النتائج التي أقضت مضاجع الطغاة و الظالمين .
و لو تمكَّنت أجهزة يزيد من اغتياله في الحرم كما أمرهم بذلك ، و كما خطط أبوه من قبله لاغتيال علي ( عليه السَّلام ) و هو يصلي في بيت الله لقالوا و أشاعوا انه اغتيل بسف خارجي ، و تبرأوا من دمه كما تبرأوا من دم أبيه ، و راجت مقالتهم حتى أصبحت و كأنها من حقائق التاريخ .
و جاء في المرويات التي وصفت خروجه من مكة و وداعه لأخيه محمد ابن الحنفية انه قال لأخيه محمد في الليلة التي أراد الخروج في صبيحتها : يا أخي لقد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية في الحرم فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت ، ( سيرة الأئمة الإثنى عشر : 2 / 64 ) .