السائل:
العمر:
المستوى الدراسي:
الدولة:
المدينة:
ما اصغر عدد ذكرفى القران ؟ هل الواحد في هذه الاية عدد ام لا ؟
السوال:
ما اصغر عدد ذكرفى القران ؟ هل الواحد في هذه الاية عدد ام لا ؟ { وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ } ، ( سورة النحل ، الاية : 51 ) .
الجواب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
أصغر عدد مذكور في القرآن الكريم هو واحد و واحدة كما في قول الله عزو جل : { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ } ، ( سورة النور ، الآية : 2 ) .
و كما في قوله تعالى : { إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ } ، ( سورة ص ، الآية : 23 ) .
لكن ما جاء في القرآن الكريم من وصف الله عز و جل بالواحد كما في الآية المُشار إليها و في كثير من الآيات الأخرى ليس المقصود منه الواحد العددي حيث أن الله سبحانه و تعالى منزَّه عن الوحدة العددية ، قال الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) في خطبته في نهج البلاغة و هو يحمد الله تعالى : " وَاحِدٌ لَا بِعَدَدٍ " .
و من ذلك ما قاله الإمام علي ( عليه السَّلام ) في وقعة الجمل عندما كان بريق السيوف يشد إليها العيون ، و كانت ضربات الطرفين تنتزع النفوس و الأرواح التفت إليه رجل من أهل العراق و سأله عن كيفية وحدانية اللّه ، فلامه أصحاب الإمام و حملوا عليه قائلين له : يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب ( أي تشتت الفكر و اضطراب البال ) ؟!
فقال الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) : " دعوه ، فإنّ الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم ".
ثم قال ـ شارحاً ما سأل عنه الأعرابي : " و قول القائل : واحد يقصد به باب الأعداد ، فهذا ما لا يجوز ، لأنّ ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد " .
ثم أضاف ( عليه السَّلام ) قائلاً : " هو ـ أي اللّه ـ واحد ليس له في الأشياء شبيه ، كذلك ربنا " .
و هكذا يصرح الإمام بأنّ الواحدية المذكورة هنا تعنى أنّه لا عديل له لا أنّه واحد على غرار قولنا : " هذا قلم واحد " الذي يكون مظنة لإمكان الاثنينية ، إذ في هذه الصورة يمكن أن يكون ذات مصاديق متعددة و أفراد متكثرة ، و لكنه انحصر في اللّه ، و هذا خلف ، و غير صحيح ، ( مفاهيم القرآن ، للسبحاني : 1 / 255 ـ 257 ) .