نشر قبل 18 سنة
مجموع الأصوات: 37
القراءات: 6357

السائل: 

عبد السميع

العمر: 

36

المستوى الدراسي: 

الدولة: 

المدينة: 

واشنطن

ما الحكمه من زواج النبيَين لوط و نوح ( عليهما السلام ) من إمرأتين غير متوافقتين معهما ؟

السوال: 

تقول الأيه الكريمة : { الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ...} أليس المفهوم من الأيه الكريمه بأن الطيب يتزوج من الطيبه ، فما الحكمه من زواج النبيَين لوط و نوح ( عليهما السلام ) من إمرأتين غير لائقتين بهما و غير متوافقتين معهما ؟

الجواب: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
في تفسير هذه الآية أكثر من قول نُِشير إلى أهمها كالتالي :
1. قال بعض المفسرين أن المقصود من قول الله عزَّ و جل : { الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } ، ( سورة النور ( 24 ) ، الآية : 26 ) هو أن الطيبات من الكلام للطاهرين من الرجال ، و الطيبات من الكلام أفضله و أحسنه ( مجمع البحرين : 2 / 111 ) .
و عليه فالطيب هو من يصدر عنه الكلام الحسن ، و الخبيث هو الذي يصدر عنه الكلام السيئ أمثال التهمة و الإفتراء ، و الكذب .
2. و قال آخرون أن " الخبيثات " هن النساء الساقطات المنحطات المنحرفات اللاتي يصدر عنهن أعمالا مخلة بالشرف ، و " الخبيثون " هم الساقطون المنحطون و المنحرفون من الرجال الذين تصدر عنهم أعمال مخلة بالشرف .
أما " الطيبات " فهن النساء المتطهرات ، و " الطيبون " فهم الرجال المتطهرون .
و الآية المذكورة هي بمثابة قول الله عَزَّ و جَلَّ : { الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } ( سورة النور ( 24 ) ، الآية : 3 ) ، فقد رُوِيَ عن الإمامين الباقر و الصادق ( عليهما السلام ) أنهما قالا : " هي مثل قوله : { الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً } ـ الآية ـ ( مجمع البيان : 7و 8 / 213 ) .
و أما بالنسبة لقول الله جَلَّ جَلالُه : { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ } ( سورة التحريم ( 66 ) ، الآية : 10 ) ، فالخيانة المذكورة في الآية ليست خيانة شرف ، لأن نساء الأنبياء و الأئمة ( عليهم السلام ) لم ينحرفن أبداً ، و إنّما المقصود منها التجسس لمصلحة الكفّار ، ذلك لأن خيانة الشرف من العيوب المنفّرة و بيوت الأنبياء طاهرة و منزهة من أمثال هذه العيوب ، لأنها تنافي أهداف النبوة و الرسالة الإلهية .