تشكل واقعة الغدير التي حدثت في الثامن عشر من شهر ذي الحجة بعد حجة الوداع منعطفاً مهماً في التاريخ الإسلامي، وحدثاً استثنائياً ذات دلالات عميقة، وأبعاد مختلفة، حيث تم تنصيب الإمام علي عليه السلام، كخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ومبايعته على ذلك.
إنه لا ريب في أن ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) التي أمر الله سبحانه نبيه (صلى الله عليه وآله) بأن يبلغها في يوم الغدير وغيره، جزء من دين الإسلام الحنيف، وقد دلت نفس الآيات القرآنية التي نزلت في مناسبة الغدير على ذلك.. فلاحظ:
إن آية : ﴿ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ... ﴾ قد نزلت حين نصب رسول الله «صلى الله عليه وآله» إماماً، وأخذ له البيعة من عشرات الألوف من المسلمين، وذلك يوم غدير خم حين كان النبي «صلى الله عليه وآله» عائداً من حجة الوداع. وهذا هو رمز التشيع، وأسُّه وعصبه، ومخّه، وقلبه النابض بالحياة.