ممّا لا شكّ فيه ولا ريب أنّ الإمام الخميني (قده) قد نهض بالإسلام نهضةً قوية جداً، أثبت من خلالها قدرة هذا الدين العظيم على اختراق العصور والنفاذ إليها بإدارة قضاياها العامة بشكلٍ خاص، وليلعب الإسلام دوراً مهماً ومؤثراً جداً في مجال السياسة الدولية مقابل الإيديولوجيات والفلسفات الأخرى التي انبثقت عنها الأنظمة الحاكمة على الساحة الدولية.
لماذا تعاني الشعوب الإسلامية إلى هذا الحد من الناحية الاقتصادية والضغوط السياسية والحروب، والحروب الداخلية، والهيمنة والسيطرة، والاستعمار، والاستعمار الجديد، وأمثالها؟
الوحدة تعني أن نلتقي على المشتركات التي هي أغلب وأوسع من المفترقات.. نلتقي على الإيمان بالله ورسوله والحب والولاء لأهل بيت النبي عليهم السلام، نلتقي على مرجعية القرآن الكريم، وحتى الروايات الحديثية نجد فيها المشتركات بين المذاهب كثيرة جداً.
الأمّة الإسلاميّة، [أي] أكثر من مليار ونصف من الأنفس البشريّة، مع ما لدينا من تاريخ علميّ عظيم ومشعشع – نعم بالطّبع، لقد سقطنا من الناحية العلميّة خلال القرون الأخيرة القليلة، لكن قبل ذلك، كانت ذروة قمم العلم ملكاً لنا نحن المسلمين؛ هذا ميراثنا وهو بحوزتنا – ومع امتلاك الثروات الطبيعيّة والإنسانيّة، وامتلاك الدوافع الجديدة من أجل التجدّد، أين هي مكانة هذا العالم الإسلاميّ وهذه الأمّة؟
مقارنة الجمعة في مساجد ايران شيعيها وسنيها مع تلك التي تقام حتى في الحرمين الشريفين باشراف مباشر من الحكومة السعودية الوهابية تكشف لنا الفارق من حيث انجاز الغرض العبادي والسياسي المطلوب من هذه الشعيرة وفق الفقه الاسلامي المجمع عليه.
في العقود الثلاثة الأخيرة اكتسب الجدل المتعلق بتشكيل الدولة في المحيط الإسلامي أهمية كبرى عند الإسلاميين قبل كل شيء، ثم انسحب البحث إلى جميع التشكيلات والانتماءات فأصبح على رأس اهتمامات حتى من يصف نفسه بالحداثي بل والعلماني أيضاً، والسبب في ذلك يعود لأمور كثيرة، منها