بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين . . وبعد . .
أولاً : لم يختلف موقف الإمام الحسين « عليه السلام » من الصلح مع معاوية مع موقف أخيه الإمام الحسن « عليه السلام » ، بل كان الإمام الحسين مؤيداً لأخيه ، حتى إنه بعد استشهاد الإمام الحسن بسمِّ زوجته جعدة بنت الأشعث له ، بطلب من معاوية دعا البعض الإمام الحسين « عليه السلام » للقيام ضد معاوية ، فلم يستجب لهم ، وأكد على صحة موقف أخيه « عليه السلام » وقال : صدق أبو محمد ، فليكن كل رجل منكم من أحلاس بيته ما دام هذا الإنسان حياً » .
وقد دافع عن موقف أخيه في موضوع الصلح أيضاً ، في رسالة منه « عليه السلام » لأهل الكوفة ، وقد أمرهم فيها بالسكون إلى أن يموت معاوية .
ثانياً : إن الاختلاف بين أهل العصمة قد يكون في محله ، ولا يوجب اختلالاً في العصمة لدى أي منهما ، وذلك إذا كان قد فصل بين موقفيهما المختلفين زمان ، واستجدت ظروف ، وحدثت أمور توجب هذا الاختلاف ، فإن هذا الاختلاف لا يأبى أن يكون كلاهما مصيب في موقفه . . بل إن المعصوم نفسه كالنبي « صلى الله عليه وآله » ربما تتبدل مواقفه بحسب تبدل الأحوال التي يواجهها ، فقد يحارب قريشاً في بدر ، وأحد . . ثم يصالحها في الحديبية . .