مركز الإشعاع الإسلامي

قال الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) : " ... وَ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ 1 فَقَدْ حَدَّهُ ، وَ مَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ ، وَ مَنْ قَالَ فِيمَ فَقَدْ ضَمَّنَهُ ، وَ مَنْ قَالَ عَلَا مَ فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ ، كَائِنٌ لَا عَنْ حَدَثٍ ، مَوْجُودٌ لَا عَنْ عَدَمٍ ، مَعَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ لَا بِمُقَارَنَةٍ ، وَ غَيْرُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ لَا بِمُزَايَلَةٍ ...

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : عَلِّمْنِي مِنْ غَرَائِبِ الْعِلْمِ ؟
قَالَ : " مَا صَنَعْتَ فِي رَأْسِ الْعِلْمِ حَتَّى تَسْأَلَ عَنْ غَرَائِبِهِ " ؟
قَالَ الرَّجُلُ : مَا رَأْسُ الْعِلْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ : " مَعْرِفَةُ اللَّهِ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ " .
قَالَ الْأَعْرَابِيُّ : وَ مَا مَعْرِفَةُ اللَّهِ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ ؟

عَنِ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ .
قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) .
فَقَالَ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، صِفْ لِي رَبَّكَ حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ ؟
فَأَطْرَقَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) مَلِيّاً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ .

عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : دَخَلَ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ( صلوات الله عليه ) فَسَأَلُوهُ كَيْفَ الدَّعْوَةُ إِلَى الدِّينِ ؟
قَالَ : " تَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَدْعُوكُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلَى دِينِهِ ، وَ جِمَاعُهُ أَمْرَانِ :
أَحَدُهُمَا : مَعْرِفَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ .
وَ الْآخَرُ : الْعَمَلُ بِرِضْوَانِهِ .

قال أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) : " معرفة الله سبحانه أعلى المعارف " ، 1

• 1. غُرر الحِكم و دُرر الكَلِم : 81 ، لعبد الواحد بن محمد التميمي الآمُدي ، المتوفى سنة : 550 هجرية .

قَالَ الإمام مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) : " وَجَدْتُ عِلْمَ النَّاسِ فِي أَرْبَعٍ :
أَوَّلُهَا : أَنْ تَعْرِفَ رَبَّكَ .
وَ الثَّانِيَةُ : أَنْ تَعْرِفَ مَا صَنَعَ بِكَ .
وَ الثَّالِثَةُ : أَنْ تَعْرِفَ مَا أَرَادَ مِنْكَ .
وَ الرَّابِعَةُ : أَنْ تَعْرِفَ مَا يُخْرِجُكَ مِنْ دِينِكَ .
مَعْنَى هَذِهِ الْأَرْبَعِ :
الْأُولَى : وُجُوبُ مَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي هِيَ اللُّطْفُ .
الثَّانِيَةُ : مَعْرِفَةُ مَا صَنَعَ بِكَ مِنَ النِّعَمِ الَّتِي يَتَعَيَّنُ عَلَيْكَ لِأَجْلِهَا الشُّكْرُ وَ الْعِبَادَةُ .

قَالَ الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السَّلام ) : " أَوَّلُ عِبَادَةِ اللَّهِ مَعْرِفَتُهُ ، وَ أَصْلُ مَعْرِفَةِ اللَّهِ تَوْحِيدُهُ ، وَ نِظَامُ تَوْحِيدِ اللَّهِ نَفْيُ الصِّفَاتِ ... " 1

• 1. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 4 / 227 .

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) : " ... يَا هِشَامُ مَا بَعَثَ اللَّهُ أَنْبِيَاءَهُ وَ رُسُلَهُ إِلَى عِبَادِهِ إِلَّا لِيَعْقِلُوا عَنِ اللَّهِ ، فَأَحْسَنُهُمُ اسْتِجَابَةً أَحْسَنُهُمْ مَعْرِفَةً ، وَ أَعْلَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ أَحْسَنُهُمْ عَقْلًا ، وَ أَكْمَلُهُمْ عَقْلًا أَرْفَعُهُمْ دَرَجَةً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ .