حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الدنيا دار فناء و عناء و عبر و غير
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "إِنَّ الدُّنْيَا دَارُ فَنَاءٍ وَ عَنَاءٍ وَ عِبَرٍ وَ غِيَرٍ.
فَمِنَ الْفَنَاءِ أَنَّ الدَّهْرَ مُوتِرٌ قَوْسَهُ، مُفَوِّقٌ نَبْلَهُ، لَا يَطِيشُ سِهَامُهُ، وَ لَا تُؤْسِي جِرَاحُهُ، يَرْمِي الشَّبَابَ بِالْهَرَمِ، وَ الصَّحِيحَ بِالسَّقَمِ، وَ الْحَيَاةَ بِالْمَوْتِ، شَارِبٌ لَا يَرْوَى، وَ آكِلٌ لَا يَشْبَعُ.
وَ مِنَ الْعَنَاءِ: أَنَّ الْمَرْءَ يَجْمَعُ مَا لَا يَأْكُلُ، وَ يَبْنِي مَا لَا يَسْكُنُ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى اللَّهِ بِلَا بِنَاءٍ نَقَلَ وَ لَا مَالٍ حَمَلَ.
وَ مِنْ عِبَرِهَا: أَنَّهَا تُرِيكَ الْمَرْحُومَ مَغْبُوطاً وَ الْمَغْبُوطَ مَرْحُوماً، لَيْسَ بَيْنَ ذَلِكَ إِلَّا نَعِيمٌ زَلَّ وَ بُؤْسٌ نَزَلَ.
وَ مِنْ غِيَرِهَا: أَنَّ الْمَرْءَ يُشْرِفُ عَلَى أَمَلِهِ فَيَقْتَطِعُهُ دُونَهُ أَجَلُهُ، فَلَا أَمَلٌ مُدْرَكٌ وَ لَا مُؤَمِّلٌ يُتْرَكُ.
فَسُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَعَزَّ سُرُورَهَا وَ أَظْمَأَ رَيَّهَا وَ أَضْحَى فَيْئَهَا، كَأَنَّ الَّذِي كَانَ مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ، وَ كَأَنَّ الَّذِي هُوَ كَائِنٌ مِنْهَا قَدْ كَانَ، لَا جَاءٍ يُرَدُّ وَ لَا مَاضٍ يَرْتَجِعُ" 1.
- 1. عيون الحكم و المواعظ: 147، لعلي بن محمد الليثي الواسطي، المتوفى في القرن السادس الهجري، الطبعة الأولى، سنة 1418 هجرية، قم/إيران.