مجموع الأصوات: 22
نشر قبل سنتان
القراءات: 3278

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

آداب الزيارة

وهي عديدة نقتصر منها على أمور :
الأول : الغسل قبل الخروج لسفر الزيارة 1.
الثاني : أن يتجنب في الطريق التكلم باللغو والخصام والجدال.
الثالث : أن يغتسل لزيارة الأئمة عليهم‌السلام 2 وأن يدعو بالماثورة من دعواته. وستذكر في أول زيارة الوارث.
الرابع : الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر 3.
الخامس : أن يلبس ثياباً طاهرة نظيفة جديدة ويحسن أن تكون بيضاء 4.
السادس : أن يقصِّر خطاه إذا خرج إلى الروضة المقدسة وأن يسير وعليه السكينة والوقار وأن يكون خاضعاً خاشعاً وأن يطأطئ رأسه فلا يلتفت إلى الاعلى ولا إلى جوانبه 4.
السابع : أن يتطيَّب بشي من الطيب فيما عداً زيارة الحسين عليه‌السلام 5.
الثامن : أن يشغل لسانه وهو يمضي إلى الحرم المطهر بالتكبير والتسبيح والتهليل والتمجيد ويعطر فاه بالصلاة على محمد وآله عليهم‌السلام 4.
التاسع : أن يقف على باب الحرم الشريف ويستأذن ويجتهد لتحصيل الرقة والخضوع والانكسار والتفكير في عظمة صاحب ذلك المرقد المنور وجلاله ، وأنه يرى مقامه ويسمع كلامه ويرد سلامه كما يشهد على ذلك كله عندما يقرأ الاستئذان ، والتدبر في لطفهم وحبهم لشيعتهم وزائريهم والتأمل في فساد حال نفسه وفي جفائه عليهم برفضه ما لا يحصى من تعاليمهم وفيما صدر عنه نفسه من الأذى لهم أو لخاصتهم وأحبابهم وهو في المال أذى راجع إليهم عليهم‌السلام فلو التفت إلى نفسه التفات تفكير وتدقيق لتوقفت قدماه عن المسير وخشع قلبه ودمعت عينه وهذا هو لبُّ آداب الزيارة كلها 6.
العاشر : تقبل العتبة العالية المباركة. قال الشيخ الشهيد (رض) ولو سجد الزائر ونوى بالسجدة الشكر للهِ تعالى على بلوغه تلك البقعة كان أولى 7.
الحادي عشر : أن يقدم للدخول رجله اليمنى ويقدم للخروج رجله اليسرى كما يصنع عند دخول المساجد والخروج منها 8.
الثاني عشر : أن يقف على الضريح بحيث يمكنه الالتصاق به وتوهم العبد أن البعد أدب وهم فقد نص على الاتكاء على الضريح وتقبيله 8.
الثالث عشر : أن يقف للزيارة مستقبلاً القبر مستدبراً القبلة وهذا الأدب ممّا يخص زيارة المعصوم على الظاهر فإذا فرغ من الزيارة فليضع خده الأيمن على الضريح ويدعو الله بتضرع ثم ليضع الخد الأيسر ويدعو الله بحق صاحب القبر أن يجعله من أهل شفاعته ويبالغ بالدعاء والالحاح ثم يمضي إلى جانب الرأس فيقف مستقبل القبلة فيدعو الله تعالى 8.
الرابع عشر : أن يزور وهو قائم على قدميه إلاّ إذا كان له عذر من ضعف أو وجع في الظهر أو في الرجل ، أو غير ذلك من الاعذار.
الخامس عشر : أن يكبر إذا شاهد القبر المطهر قبل الشروع في الزيارة. وفي رواية أن من كبر أمام الإمام عليه‌السلام وقال : لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، كتب له رضوان الله الأكبر 9.
السادس عشر : أن يزور بالزيارات المأثورة المروية عن سادات الأنام عليه‌السلام ويترك الزيارات المخترعة التي لفقها بعض الأغبياء من عوام الناس إلى بعض الزيارات فأشغل بها الجهال. روى الكليني رحمه‌الله عن عبد الرحيم القصير قال : دخلت على الصادق عليه‌السلام فقلت : جعلت فداك قد اخترعت دعاءً من نفسي. فقال عليه‌السلام : دعني عن اختراعك ، إذا عرضتك حاجة فَلُذْ برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصل ركعتين وأهدهما إليه ... إلخ 10.

السابع عشر : أن يصلي صلاة الزيارة وأقلها ركعتان. قال الشيخ الشهيد فإن كانت الزيارة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فليصل الصلاة في الروضة ، وإن كانت لاحد الأئمة فعند الرأس ولو صلاها بمسجد المكان أي مسجد الحرم جاز 8.
وقال العلامة الجلسي رحمه‌الله : إن صلاة‌الزيارة وغيرها فيما أرى يفضل أن تؤتى خلف القبر أو عند الرأس الشريف 11.
الثامن عشر : تلاوة سورة يَّس في الركعة الأولى وسورة الرحمن في الثانية إن لم تكن صلاة الزيارة التي يصليها مأثورة على صفة خاصَّة وأن يدعو بعدها بالمأثور أو بما سنح له في أمور دينه ودنياه وليعمِّم الدُّعاء فإنه أقرب إلى الإجابة 8.
التاسع عشر : قال الشهيد رحمه‌الله : ومن دخل المشهد والإمام يصلي بدأ بالصلاة قبل الزيارة. وكذلك لو كان قد حضر وقتها وإِلاّ فالبد بالزيارة أولى لأنها غاية مقصده ولو أقيمت الصلاة استحب للزائرين قطع الزيارة والاقبال على الصلاة ويكره تركه وعلى ناظر الحرم أمرهم بذلك 7.
العشرون : عد الشهيد رحمه‌الله من آداب الزيارة تلاوة شي من القرآن عند الضريح وإهداءه إلى المزور والمنتفع بذلك الزائر وفيه تعظيم للمزور 8.
الحادي والعشرون : ترك اللغو ومالا ينبغي من الكلام وترك الاشتغال بالتكلم في أمورالدنيا فهو مذموم قبيح في كل زمان ومكان وهو مانع للرزق ومجلبة للقساوة لا سيما في هذه البقاع الطاهرة والقباب السامية التي أخبر الله تعالى بجلالها وعظمتها في سورة النور : (في بيوتٍ أَذِنَ الله أَنْ تُرْفَعَ) الآية 12.

الثاني والعشرون : أن لا يرفع صوته بما يزور به كما نبهت عليه في كتاب (هدية الزائر).
الثالث والعشرون : أن يودع الإمام عليه‌السلام بالمأثور أو بغيره إذا أراد الخروج من البلد 13.
الرابع والعشرون : أن يتوب إلى الله ويستغفر من ذنوبه وأن يجعل أعماله وأقواله بعد الزيارة خيراً منها قبلها 13.
الخامس والعشرون : الانفاق على سدنة المشهد الشريف وينبغي لهؤُلاءِ أن يكونوا من أهل الخير والصلاح والدين والمرؤة وأن يحتملوا ما يصدر من الزوار فلا يصبّوا سخطهم عليهم ولا يحتدموا عليهم ، قائمين بحوائج المحتاجين مرشدين للغرباء إذا ضلّوا وبالاجمال فالخدم ينبغي أن يكونوا خدّاماً حقاً قائمين بما لزم من تنظيف البقعة الشريفة وحراستها والمحافظة على الزائرين وغير ذلك من الخدمات 14.
السادس والعشرون : الانفاق على المجاورين لتلك البقعة من الفقراء والمساكين المتعففين والاحسان إليهم لا سيما السادة وأهل العلم المنقطعين الذين يعيشون في غربة وضيق وهم يرفعون لواء التعظيم لشعائر الله وقد اجتمعت فيهم جهات عديدة تكفي إحداها لفرض إعانتهم ورعايتهم 15.
السابع والعشرون : قال الشهيد : إن من جملة الآداب تعجيل الخروج عند قضاء الوطر من الزيارة لتعظيم الحرمة وليشتدَّ الشوق. وقال أيضاً : والنساء إذا زُرن فليكنَّ منفردات عن الرجال والأولى أن يزرن ليلا وليكنَّ متنكرات أي يبدلن الثياب النفيسة بالدّانية الرّخيصة لكي لايعرفن وليبرزن متخفيات متسترات. ولو زرن بين الرجال جاز وإن كره 16.
أقول : من هذه الكلمة يعرف مبلغ القبح والشناعة في ما دأبت عليه النسوة في زماننا من أن يتبرجن للزيارة فيبرزن بنفايس الثياب فيزاحمن الأجانب من الرجال في الحرم الطاهر ويضاغطنهم بابدانهنّ مقتربات من الضرايح الطاهرة أو يجلسن في قبلة المصلين من الرجال ليقرأن الزيارة فيلفتن الخواطر ويصدُّن القائمين بالعبادة في تلك البقعة الشريفة من المصلين والمتضرعين والباكين عن عباداتهم فيكنَّ بذلك من الصادات عن سبيل الله إلى غير ذلك من التبعات وأمثال هذه الزيارات ينبغي حقاً أن تعد من منكرات الشرع لا من العبادات وتحصى من الموبقات لا القربات.

وقد روي عن الصادق عليه‌السلام أن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال لأهل العراق : يا أهل العراق نبئت أن نساءكم يوافين الرجال في الطريق أما يستحيون؟ وقال : لعن الله من لا يغار 17.
وفي الفقيه روى الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : سمعته يقول : يظهر في آخر الزمان واقتراب الساعة وهو شر الأزمنة نسوة كاشفات عاريات متبرجات من الدين خارجات ، داخلات في الفتن مائلات إلى الشهوات مسرعات إلى اللذات مستحلاتٍ للمحرمات في جهنم خالدات 18.
الثامن والعشرون : ينبغي عند ازدحام الزائرين للسابقين إلى الضريح أن يخففوا زياراتهم وينصرفوا ليفوز غيرهم بالدنوِّ من الضريح الطاهر كما كانوا هم من الفائزين.
أقول : لزيارة الحسين صلوات الله عليه آداب خاصة سنذكرها في مقام ذكر زيارته عليه‌السلام.19

 

  • 1. الامام للسيد ابن طاووس : 34.
  • 2. المقنعة للمفيد : 494.
  • 3. المقنعة : 494.
  • 4. a. b. c. مصباح الزائر لابن طاووس : 197.
  • 5. انظر مصباح الزائر لابن طاووس : 140.
  • 6. انظر الدروس 2 / 23.
  • 7. a. b. الدروس 2 / 25.
  • 8. a. b. c. d. e. f. الدروس 2 / 23.
  • 9. البحار 24 / 396 عن بصائر الدرجات.
  • 10. الكافي 3 / 476.
  • 11. بحارالانوار 100 / 134.
  • 12. النور : 24 / 36.
  • 13. a. b. الدروس 2 / 24.
  • 14. الدروس 2 / 24 مع اختلاف لفظي.
  • 15. انظر الدروس 2 / 24.
  • 16. الدروس 2 / 24 و 25.
  • 17. المحاسن للبرقي 1 / 204 ح 356.
  • 18. من لا يحضره الفقيه 3 / 390 ح 4374.
  • 19. المصدر: مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي قدس سره.