مجموع الأصوات: 102
نشر قبل 7 سنوات
القراءات: 8293

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

الرعاية النفسية للشريحة الفقيرة

إن الرعاية النفسية والعاطفية والسلوكية للأيتام والفقراء والمساكين لا يقل أهمية عن الرعاية المادية إن لم يكن أهم، بَيْدَ أن هذه الشريحة الاجتماعية كما تحتاج لتوفير حاجاتها المادية من مأكل ومشرب وملس ومسكن، تحتاج أيضاً إلى توفير حاجاتها المعنوية من احترام وتقدير اجتماعي، ومراعاة لمشاعر ونفسية اليتيم والمحتاج.

والملاحظ في مجتمعاتنا أنه يُهتَم كثيراً بتوفير الحاجات المادية؛ في حين يغفل عن الاهتمام بتوفير الحاجات المعنوية والنفسية، بينما نجد أن القرآن الكريم يُشير إلى أهمية الاهتمام بمختلف الجوانب، بما فيها الجانب العاطفي والنفسي لليتيم، يقول الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾ 1 ولعل من دلالات عدم القهر الإشارة إلى الجانب النفسي وغيرها، كما يحذر القرآن الكريم من الاعتداء على أموال اليتامى، يقول تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ... 2 فالاعتداء على أموال اليتامى ولو بسوء التصرف يعد تعدياً على حقوقهم وأموالهم.
وفي الأحاديث الشريفة نرى الكثير من النصوص التي تدعو إلى العطف على اليتامى، و التعطف على الأرامل، فقد روي عن الرسول  قوله: (حيلة السرور في الآخرة أربع خصال: مسح رأس اليتامى، والتعطف على الأرامل، والسعي في حوائج المؤمنين، وتعهد الفقراء والمساكين) وفي حديث آخر يدعو النبي  أن يكون الإنسان لليتيم كالأب، إذ روي عنه  قوله: (كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك تزرع كذلك تحصد) ولأهمية الجانب النفسي والعاطفي لليتيم يقول الرسول : (ما من مؤمن ولا مؤمنة يضع يده على رأس يتيم ترحماً له إلا كتب الله له بكل شعرة مرت يده عليها حسنة) وقال الرسول  لرجل يشكو قسوة قلبه: (أتحب أن يلين قلبك، وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، يلن قلبك وتدرك حاجتك) وغيرها من الأحاديث الشريفة التي تدعو إلى الاهتمام النفسي والعاطفي بأطفال اليتامى والمساكين والفقراء من قبيل: المسح على الرأس، والتعطف عليهم، والتعامل معهم برقة ومحبة كالأب ... لأن مثل ذلك يشبع الحاجات والرغبات النفسية والعاطفية والسلوكية.
وهذا النوع من الرعاية الاجتماعية لا يلقى الاهتمام الكافي من قبل المعنيين بهذا الأمر، بل من قبل عموم الناس، وهو ما ينبغي الانتباه إليه في تأهيل أطفال اليتامى والمساكين 3.