مركز الإشعاع الإسلامي

الجار ثم الدار

رُوِيَ عَنْ الإمام مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الكاظم ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " كَانَتْ فَاطِمَةُ ( عليها السلام ) إِذَا دَعَتْ ، تَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ ، وَ لَا تَدْعُو لِنَفْسِهَا .
فَقِيلَ لَهَا : يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ ، إِنَّكِ تَدْعُو لِلنَّاسِ ، وَ لَا تَدْعُو لِنَفْسِكِ ؟
فَقَالَتْ : الْجَارُ ثُمَّ الدَّارُ " 1 .

سبب اختلاف الناس !

رُوِيَ عن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام أنها قَالَتْ في حديث طويل : " ... أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ تَرَكُوا الْحَقَ‏ عَلَى‏ أَهْلِهِ‏ وَ اتَّبَعُوا عِتْرَةَ نَبِيِّهِ لَمَا اخْتَلَفَ فِي اللَّهِ اثْنَانِ وَ لَوَرِثَهَا سَلَفٌ عَنْ سَلَفٍ وَ خَلَفٌ بَعْدَ خَلَفٍ حَتَّى يَقُومَ قَائِمُنَا التَّاسِعُ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ ... " 2.

ثواب الاخلاص في العبادة

قَالَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام : "‏ مَنْ‏ أَصْعَدَ إِلَى‏ اللَّهِ‏ خَالِصَ عِبَادَتِهِ أَهْبَطَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ أَفْضَلَ مَصْلَحَتِه‏ " 3.

الكافلون لايتام آل محمد

عن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أنها قالت : سَمِعْتُ أَبِي ( صلى الله عليه و آله ) يَقُولُ : " إِنَّ عُلَمَاءَ شِيعَتِنَا يُحْشَرُونَ فَيُخْلَعُ عَلَيْهِمْ مِنْ خِلَعِ الْكَرَامَاتِ عَلَى كَثْرَةِ عُلُومِهِمْ وَ جِدِّهِمْ فِي إِرْشَادِ عِبَادِ اللَّهِ ، حَتَّى يُخْلَعُ عَلَى الْوَاحِدِ مِنْهُمْ أَلْفُ أَلْفِ حُلَّةٍ مِنْ نُورٍ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادِي رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ : أَيُّهَا الْكَافِلُونَ لِأَيْتَامِ آلِ مُحَمَّدٍ ( عليهم السلام ) النَّاعِشُونَ لَهُمْ عِنْدَ انْقِطَاعِهِمْ عَنْ آبَائِهِمُ الَّذِينَ هُمْ أَئِمَّتُهُمْ ، هَؤُلَاءِ تَلَامِذَتُكُمْ وَ الْأَيْتَامُ الَّذِينَ كَفَلْتُمُوهُمْ وَ نَعَشْتُمُوهُمْ ، فَاخْلَعُوا عَلَيْهِمْ خِلَعَ الْعُلُومِ فِي الدُّنْيَا ، فَيُخْلَعُونَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ أُولَئِكَ الْأَيْتَامِ عَلَى قَدْرِ مَا أَخَذُوا عَنْهُمْ مِنَ الْعُلُومِ ... " 4 .

الحج دعامة للدين

جاء في خطبة السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) : " ... فجعل اللّه الإيمان تطهيرا لكم من الشرك ، و الصلاة تنزيها لكم عن الكبر ، و الزكاة تزكية للنفس ، و نماء في الرزق ، و الصيام تثبيتا للإخلاص ، و الحج تشييداً للدين ... " 5 .

فلسفة تشريع الفرائض

جاء في خطبة السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) : " ... فجعل اللّه الإيمان تطهيرا لكم من الشرك ، و الصلاة تنزيها لكم عن الكبر ، و الزكاة تزكية للنفس ، و نماء في الرزق ، و الصيام تثبيتا للإخلاص ، و الحج تشييداً للدين ... " 5 .

فائدة الصوم !

عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) أَنَّهَا قَالَتْ : " مَا يَصْنَعُ الصَّائِمُ بِصِيَامِهِ إِذَا لَمْ يَصُنْ لِسَانَهُ وَ سَمْعَهُ وَ بَصَرَهُ وَ جَوَارِحَهُ " 6 .

أثر بُشر الوجه

رُوِيَ عن سيدة النساء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أنها قَالَتْ : " بِشْرٌ فِي وَجْهِ الْمُؤْمِنِ يُوجِبُ لِصَاحِبِهِ الْجَنَّةَ ، وَ بِشْرٌ فِي وَجْهِ الْمُعَانِدِ يَقِي صَاحِبَهُ عَذَابَ النَّارِ " 7 .

أول من لحق بالنبي من أهل بيته

عن سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام  : أنّ النبي أسرّ إليها أنّها أوّل أهل بيته لحوقاً به.
هذا كان عند وفاته صلّى الله عليه و آله و سلّم ، فإنّه دعاها فسارّها فبكت ، ثمّ دعاها فسارّها فضحكت [ في بعض الألفاظ : فشقّ ذلك على عائشة أن يكون سارّها دونها ] فلمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حلّفتها عائشة أنْ تخبرها .
فقالت : " سارّني رسول الله أو سارّني النبي ، فأخبرني أنّه يقبض في وجعه هذا فبكيتُ ، ثمّ سارّني فأخبرني أنّي أوّل أهل بيته أتْبعه فضحكتُ " 8.

شيعتنا من خيار أهل الجنة

قَالَ رَجُلٌ لِامْرَأَتِهِ اذْهَبِي إِلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) فَاسْأَلِيهَا عَنِّي، أَنِّي مِنْ شِيعَتِكُمْ، أَمْ لَيْسَ مِنْ شِيعَتِكُمْ؟
فَسَأَلَتْهَا، فَقَالَتْ: "قُولِي لَهُ إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ بِمَا أَمَرْنَاكَ، وَ تَنْتَهِي عَمَّا زَجَرْنَاكَ عَنْهُ، فَأَنْتَ مِنْ شِيعَتِنَا، وَ إِلَّا فَلَا".
فَرَجَعَتْ، فَأَخْبَرَتْهُ، فَقَالَ: يَا وَلِيِّي، وَ مَنْ يَنْفَكُّ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْخَطَايَا، فَأَنَا إِذاً خَالِدٌ فِي النَّارِ، فَإِنَّ مَنْ لَيْسَ مِنْ شِيعَتِهِمْ فَهُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ.
فَرَجَعَتِ الْمَرْأَةُ، فَقَالَتْ لِفَاطِمَةَ مَا قَالَ زَوْجُهَا.
فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: "قُولِي لَهُ، لَيْسَ هَكَذَا، شِيعَتُنَا مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَ كُلُّ مُحِبِّينَا، وَ مُوَالِي أَوْلِيَائِنَا، وَ مُعَادِي أَعْدَائِنَا، وَ الْمُسْلِمُ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ لَنَا، لَيْسُوا مِنْ شِيعَتِنَا إِذَا خَالَفُوا أَوَامِرَنَا وَ نَوَاهِيَنَا فِي سَائِرِ الْمُوبِقَاتِ، وَ هُمْ مَعَ ذَلِكَ فِي الْجَنَّةِ، وَ لَكِنْ بَعْدَ مَا يُطَهَّرُونَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ بِالْبَلَايَا وَ الرَّزَايَا، أَوْ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ بِأَنْوَاعِ شَدَائِدِهَا، أَوْ فِي الطَّبَقِ الْأَعْلَى مِنْ جَهَنَّمَ بِعَذَابِهَا إِلَى أَنْ نَسْتَنْقِذَهُمْ بِحُبِّنَا مِنْهَا وَ نَنْقُلَهُمْ إِلَى حَضْرَتِنَا" 9 .

خطبة فاطمة الزهراء في معنى فدك و فلسفة بعض الاحكام

رُوِيَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيٍّ عليه السلام ، قَالَتْ : قَالَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام فِي خُطْبَتِهَا فِي مَعْنَى فَدَكَ‏  : " لِلَّهِ فِيكُمْ عَهْدٌ قَدَّمَهُ إِلَيْكُمْ وَ بَقِيَّةٌ اسْتَخْلَفَهَا عَلَيْكُمْ‏ - كِتَابُ اللَّهِ بَيِّنَةٌ بَصَائِرُهُ وَ آيٌ مُنْكَشِفَةٌ سَرَائِرُهُ وَ بُرْهَانٌ مُتَجَلِّيَةٌ ظَوَاهِرُهُ ، مُدِيمٌ لِلْبَرِيَّةِ اسْتِمَاعُهُ ، وَ قَائِدٌ إِلَى الرِّضْوَانِ أَتْبَاعَهُ ، مُؤَدِّياً إِلَى النَّجَاةِ أَشْيَاعَهُ ، فِيهِ تِبْيَانُ حُجَجِ اللَّهِ الْمُنَوَّرَةِ ، وَ مَحَارِمِهِ الْمَحْدُودَةِ ، وَ فَضَائِلِهِ الْمَنْدُوبَةِ  ، وَ جُمَلِهِ الْكَافِيَةِ ، وَ رُخَصِهِ الْمَوْهُوبَةِ  ، وَ شَرَائِعِهِ الْمَكْتُوبَةِ ، وَ بَيِّنَاتِهِ الْخَالِيَةِ  ، فَفَرَضَ اللَّهُ الْإِيمَانَ تَطْهِيراً مِنَ‏ الشِّرْكِ‏ ، وَ الصَّلَاةَ تَنْزِيهاً عَنِ الْكِبْرِ ، وَ الزَّكَاةَ زِيَادَةً فِي الرِّزْقِ ، وَ الصِّيَامَ تَبْيِيناً لِلْإِخْلَاصِ ، وَ الْحَجَّ تَسْنِيَةً لِلدِّينِ‏  ، وَ الْعَدْلَ تَسْكِيناً لِلْقُلُوبِ ، وَ الطَّاعَةَ نِظَاماً لِلْمِلَّةِ ، وَ الْإِمَامَةَ لَمّاً مِنَ الْفُرْقَةِ  ، وَ الْجِهَادَ عِزّاً لِلْإِسْلَامِ ، وَ الصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى الِاسْتِيجَابِ‏  ، وَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَامَّةِ ، وَ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ وِقَايَةً عَنِ السَّخَطِ ، وَ صِلَةَ الْأَرْحَامِ مَنْمَاةً لِلْعَدَدِ ، وَ الْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ ، وَ الْوَفَاءَ بِالنَّذْرِ تَعْرِيضاً لِلْمَغْفِرَةِ ، وَ تَوْفِيَةَ الْمَكَايِيلِ وَ الْمَوَازِينِ تَعْيِيراً لِلْبَخْسَةِ  ، وَ قَذْفَ الْمُحْصَنَاتِ حَجْباً عَنِ اللَّعْنَةِ  ، وَ تَرْكَ السَّرِقَةِ إِيجَاباً لِلْعِفَّةِ  ، وَ أَكْلَ أَمْوَالِ الْيَتَامَى إِجَارَةً مِنَ الظُّلْمِ‏  ، وَ الْعَدْلَ فِي الْأَحْكَامِ إِينَاساً لِلرَّعِيَّةِ ، وَ حَرَّمَ اللَّهُ الشِّرْكَ إِخْلَاصاً لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، فَ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ‏ فِيمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ وَ انْتَهُوا عَمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ " 10 .
وَ الْخُطْبَةُ طَوِيلَةٌ أَخَذْنَا مِنْهَا مَوْضِعَ الْحَاجَةِ.

خطبة فاطمة الزهراء في نساء المهاجرين و الانصار

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدٍ اللَّخْمِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُهَلَّبِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ (عليه السَّلام)، قَالَ: لَمَّا اشْتَدَّتْ عِلَّةُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) اجْتَمَعَ عِنْدَهَا نِسَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ، فَقُلْنَ لَهَا يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ كَيْفَ أَصْبَحْتِ مِنْ عِلَّتِكِ؟
فَقَالَتْ: "أَصْبَحْتُ وَ اللَّهِ عَائِفَةً لِدُنْيَاكُمْ 11، قَالِيَةً 12 لِرِجَالِكُمْ‏ 13، لَفَظْتُهُمْ قَبْلَ أَنْ عَجَمْتُهُمْ 14، وَ شَنَأْتُهُمْ بَعْدَ أَنْ سَبَرْتُهُمْ 15، فَقُبْحاً لِفُلُولِ الْحَدِّ 16 وَ خَوَرِ الْقَنَاةِ 17 وَ خَطَلِ الرَّأْيِ 18، وَ ﴿ ... لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾ 19، لَا جَرَمَ لَقَدْ قَلَّدْتُهُمْ رِبْقَتَهَا 20، وَ شَنَنْتُ عَلَيْهِمْ عَارَهَا 21 فَجَدْعاً وَ عَقْراً وَ سُحْقاً 22 لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
وَيْحَهُمْ أَنَّى زَحْزَحُوهَا عَنْ رَوَاسِي الرِّسَالَةِ 23وَ قَوَاعِدِ النُّبُوَّةِ 24 وَ مَهْبِطِ الْوَحْيِ الْأَمِينِ25 وَ الطَّبِينِ بِأَمْرِ الدُّنْيَا وَ الدِّينِ 26 - ﴿ ... أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ 27‏، وَ مَا نَقَمُوا مِنْ‏ أَبِي‏ حَسَنٍ‏ 28 نَقَمُوا وَ اللَّهِ مِنْهُ نَكِيرَ سَيْفِهِ 29 وَ شِدَّةَ وَطْأَتِهِ وَ نَكَالَ وَقْعَتِهِ 30 وَ تَنَمُّرَهُ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ 31، وَ اللَّهِ لَوْ تَكَافُّوا عَنْ زِمَامٍ نَبَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) لَاعْتَلَقَهُ 32 وَ لَسَارَ بِهِمْ سَيْراً سُجُحاً 33 لَا يَكْلُمُ خِشَاشُهُ 34 وَ لَا يُتَعْتَعُ رَاكِبُهُ 35، وَ لَأَوْرَدَهُمْ مَنْهَلًا نَمِيراً فَضْفَاضاً تَطْفَحُ ضِفَّتَاهُ 36، وَ لَأَصْدَرَهُمْ بِطَاناً 37 قَدْ تَخَيَّرَ لَهُمُ الرَّيَ‏ غَيْرَ مُتَحَلٍّ مِنْهُ بِطَائِلٍ 38 إِلَّا بِغَمْرِ الْمَاءِ وَ رَدْعِهِ سَوْرَةَ السَّاغِبِ، وَ لَفُتِحَتْ عَلَيْهِمْ بَرَكَاتُ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ، وَ سَيَأْخُذُهُمُ اللَّهُ‏ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ،‏ أَلَا هَلُمَّ فَاسْمَعْ‏ وَ مَا عِشْتَ أَرَاكَ الدَّهْرُ الْعَجَبَ، وَ إِنْ تَعْجَبْ وَ قَدْ أَعْجَبَكَ الْحَادِثُ، إِلَى أَيِّ سِنَادٍ اسْتَنَدُوا وَ بِأَيَّةِ عُرْوَةٍ تَمَسَّكُوا 39، اسْتَبْدَلُوا الذُّنَابَى وَ اللَّهِ بِالْقَوَادِمِ 40، وَ الْعَجُزَ بِالْكَاهِلِ 41، فَرَغْماً لِمَعَاطِسِ 42 قَوْمٍ‏ ﴿ ... يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ 43 - ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ 44 - ﴿ ... أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ 45 - أَمَا لَعَمْرُ إِلَهِكَ لَقَدْ لَقِحَتْ 46 فَنَظِرَةٌ رَيْثَمَا تُنْتَجُ 47 ثُمَّ احْتَلَبُوا طِلَاعَ الْقَعْبِ دَماً عَبِيطاً 48 وَ زُعَافاً مُمْقِراً، هُنَالِكَ‏ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ‏ وَ يَعْرِفُ التَّالُونَ غِبَّ  مَا أَسَّسَ الْأَوَّلُونَ 49، ثُمَّ طِيبُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ أَنْفُساً 50 وَ اطْمَئِنُّوا لِلْفِتْنَةِ جَأْشاً 51 وَ أَبْشِرُوا بِسَيْفٍ صَارِمٍ وَ هَرْجٍ شَامِلٍ 52 وَ اسْتِبْدَادٍ مِنَ الظَّالِمِينَ 53 يَدَعُ فَيْئَكُمْ زَهِيداً 54 وَ زَرْعَكُمْ حَصِيداً 55، فَيَا حَسْرَتَى لَكُمْ 56 وَ أَنَّى بِكُمْ وَ قَدْ عُمِّيَتْ 57 عَلَيْكُمْ‏ ﴿ ... أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ﴾ 58"  59.
قال سويد بن غفلة 60: فأعادت النساء قولها على رجالهن. فجاء إليها قوم من وجوه المهاجرين و الأنصار معتذرين، و قالوا: يا سيدة النساء.، لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن نبرم العهد 61، و نُحْكِم العقد لما عَدَلنا إلى غيره!
فقالت: إليكم عني!، فلا عذر بعد تعذيركم، و لا أمر بعد تقصيركم 62.

• 1. وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) : 7 / 113 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي ، المعروف بالحُر العاملي ، المولود سنة : 1033 هجرية بجبل عامل لبنان ، و المتوفى سنة : 1104 هجرية بمشهد الإمام الرضا ( عليه السَّلام ) و المدفون بها ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1409 هجرية ، قم / إيران .
• 2. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ) : 36 / 353 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ،  سنة : 1414 هجرية .
• 3. تنبيه الخواطر و نزهة النواظر (مجموعة ورام): 2 / 108 ، لورّام بن أبي فراس، مسعود بن عيسى، المتوفى سنة: 605 هجرية، الطبعة الأولى، قم/ايران سنة 1410 هجرية.
• 4. مستدرك وسائل الشيعة : 17 / 317 ، للشيخ المحدث النوري ، المولود سنة : 1254 هجرية ، و المتوفى سنة : 1320 هجرية ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1408 هجرية ، قم / إيران .
• 5. a. b. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 29 / 223 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود باصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
• 6. وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) : 10 / 404 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي ، المعروف بالحُر العاملي ، المولود سنة : 1033 هجرية بجبل عامل لبنان ، و المتوفى سنة : 1104 هجرية بمشهد الإمام الرضا ( عليه السَّلام ) و المدفون بها ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1409 هجرية ، قم / إيران .
• 7. مستدرك وسائل الشيعة : 12 / 262 ، للشيخ المحدث النوري ، المولود سنة : 1254 هجرية ، و المتوفى سنة : 1320 هجرية ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1408 هجرية ، قم / إيران .
• 8. صحيح البخاري كتاب بدء الخلق ، صحيح مسلم فضائل فاطمة ، صحيح الترمذي ، المستدرك ٤ / ٢٧٢.
• 9. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 65 / 154 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
• 10. من لا يحضره الفقيه : 3 / 567 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، طبعة انتشارات اسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، الطبعة الثالثة ، سنة : 1413 هجرية ، قم / إيران .
• 11. عائفة: كارهة.
• 12. قالية: مبغضة.
• 13. في بعض النسخ «عائفة لدنياكن، قالية لرجالكن» و سيأتي تفسير كلامها عليها السلام في المتن.
• 14. لفظتهم: رميت بهم. عجمتهم: مضغتهم.
• 15. شنئتهم: أبغضتهم. سبرتهم: عرفت عمقهم، أي تأمّلتهم.
• 16. فلول الحد: ثلمة حدّ السيف.
• 17. الخور- بفتحتين و الراء المهملة-: الضعف و الانكسار، و القناة: الرمح.
• 18. خطل الآراء: فسادها.
• 19. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 80، الصفحة: 121.
• 20. قلّدتهم: جعلت في أعناقهم، ربقتها: حبلها.
• 21. شننت: أرسلت. والعار: السبة والعيب.
• 22. الجدع - بفتح الجيم -: قطع الأنف. والعقر - بفتح العين -: الجرح. والسحق: البعد، وكلها في مقام الدعاء عليهم.
• 23. زحزحوها: نحّوها. والرواسي: الثوابت.
• 24. قواعد البيت: أسسه.
• 25. مهبط الروح الأمين: محل نزول جبرئيل.
• 26. الطبين: الحاذق الفطن العارف.
• 27. القران الكريم: سورة الزمر (39)، الآية: 15، الصفحة: 460.
• 28. نقموا منه: عابوا وكرهوا.
• 29. نكير سيفه: لا يعرف سيفه أحداً ولا يفرّق بين الشجاع وغيره.
• 30. وطأته: أخذته. ونكال وقعته: إصابة صدمته.
• 31. التنمّر: الغضب، والمقصود من ذات الله أي لوجه الله.
• 32. تكافّوا: صرف بعضهم بعضاً. والزمام: مقود البعير. أو الخيط الذي يُشدّ في ثقب أنف البعير.
• 33. السير السجح: السهل اللين.
• 34. لا يكلم: لا يجرح. والخشاش - بكسر الخاء - الخيط الذي يدخل في عظم أنف البعير.
• 35. يتعتع راكبه: يقلق ويتحرك حركة عنيفة.
• 36. المنهل: محل ورود الماء. والنمير: الماء العذب السائغ النامي للجسد، والروي: الكثير. والفضفاض: الواسع. تطفح: تمتلئ حتى تفيض. ضفّتاه: جانباه. يترنّق: يتكدّر.
• 37. بطاناً: عظام البطون من كثرة الشرب.
• 38. يحلى: يصيب ويستفيد. والطائل: كثير الفائدة.
• 39. ليت شعري: ليتني علمت. والسناد - بكسر السين -: ما استندت إليه من حائط أو غيره.
• 40. الذناب: ذنب الطائر. القوادم: ريشات في مقدم الجناح.
• 41. العجز - بفتح العين وضم الجيم -: المؤخر من كل شيء. والكاهل: ما بين الكتفين.
• 42. رغماً: كناية عن الذل: والمعاطس: جمع معطس (مكان العطسة) وهو الأنف.
• 43. القران الكريم: سورة الكهف (18)، الآية: 104، الصفحة: 304.
• 44. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 12، الصفحة: 3.
• 45. القران الكريم: سورة يونس (10)، الآية: 35، الصفحة: 213.
• 46. لقحت: حملت.
• 47. فنظرة: فمهلة. ريثما: مقدار ما. وتنتج: تلد.
• 48. القعب: إناء ضخم. والدم العبيط: الطري.
• 49. التالون: التابعون. والغب: العاقبة.
• 50. طابت نفسه عن كذا: رضيت به غير كارهة.
• 51. الجاش: القلب.
• 52. الهرج: الفوضى، والقتل، واختلاط الأمور.
• 53. الاستبداد: التفرد بالشيء من غير منازع.
• 54. الفيء: الخراج والغنيمة. وزهيداً: قليلاً.
• 55. جمعكم: زرعكم.
• 56. الحسرة: التلهف على الشيء الفائت.
• 57. عميت: التبست.
• 58. القران الكريم: سورة هود (11)، الآية: 28، الصفحة: 224.
• 59. معاني الأخبار: 354، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق، المولود سنة: 305 هجرية بقم، و المتوفى سنة: 381 هجرية، طبعة مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، الطبعة الأولى، سنة: 1403 هجرية ، قم / إيران.
• 60. قال العلامة في الخلاصة: سويد بن غفلة الجعفي، قال البرقي: إنه من أولياء أمير المؤمنين عليه السلام. انتهى، و في أسد الغابة " أدرك الجاهلية كبيرا و أسلم في حياة رسول (صلى الله عليه و آله) و لم يره، و أدى صدقته إلى مصدق النبي (صلى الله عليه و آله) ثم قدم المدينة فوصل يوم دفن النبي (صلى الله عليه و آله) و كان مولده عام الفيل و سكن الكوفة ... ".
  و في التهذيب " أدرك الجاهلية و قد قيل إنه صلى مع النبي (صلى الله عليه و آله) و لا يصح، و قدم المدينة حين نفضت الأيدي من دفن رسول الله (صلى الله عليه و آله) و هذا أصح.. إلى أن قال: قال ابن معين و العجلي: ثقة.. و قال أبو نعيم مات سنة ثمانين، و قال أبو عبيد القاسم بن سلام و غير واحد مات سنة إحدى و ثمانين، و قال عمرو بن علي و غيره مات سنة 88.
• 61. نبرم العهد: نبايع لأبي بكر.
• 62. التعذير: هو التقصير ثم الاعتذار. والتقصير: التواني عن الشيء.