حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الإمام الباقر عليه السلام: قدوة و أسوة
اسم الکتاب : الامام الباقر عليه السلام: قدوة و أسوة
المؤلف : سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دامت بركاته
الصفحات : 75
تمهيد
﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ 1
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
في فاتحة الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام ينبغي أن نشير إلى نهجين متنافرين في تقييم حياة الأئمة، والنهج القديم بينهما.
فهناك فريق يقيِّمون حياة المعصومين عليهما السلام بمقياس السياسة، ومدى دورهم فيها. ويكاد تفسيرهم لعبادات الأئمة، وعلومهم، وأخلاقهم يكون أيضاً بمنظار سياسي.
في حين تجد أغلب المؤرخين لحياتهم عليهم السلام يختصرون حياتهم في حدود فردية ضيقة، حتى يفصلونها عن السياق الزمني لها.
وبين المنهجين حالة وسطى تجعل حياتهم ذات إشعاع فردي يتجاوز حدود الزمان والمكان، وذات أفق سياسي يتفاعل مع الظرف التاريخي الخاص به.
بلى. الأئمة هم قدوات البشر، ونسبة رجال السياسة إلى سائر الناس نسبة ضئيلة، فلم يكن من المناسب أن يكون كل قدوات البشر في قمة السلطة حتى يكون سلوكهم مناراً لأمثالهم من أصحاب السلطة فقط، بل كان من المعقول أن يكونوا في مختلف المستويات الاجتماعية حتى تتم حجة الله على خلقه بأنفذ ما يكون بلاغاً وقوةً!
ولو كانوا كلهم في قمة السلطة لقال الناس: إن مسيرتهم تخص أولي السلطة فحسب، فما لنا والدخول في شأن السلاطين.
على أن بعضهم لا يزال يحاول التنصُّل من اتِّباع الأنبياء والأوصياء والصالحين، بزعم أنهم ليسوا ببشر، وبالتالي فهو لا يمكنه أن يتَّبع هداهم، أَوَيَقْدِرُ أحدُنا أن يتمثل شخصيَّة الملائكة؟!
إلَّا أن ما نزل بأنبياء الله وأوصيائهم من الضنك والأذى، وما تعرضوا له من السجن والتعذيب والتهجير والخوف وحتى القتل والأسر والتشهير؛ كل ذلك دليل كونهم بشراً أمثالنا مُيِّزُوا بالوحي والعزم والاعتصام بحبل الله، وقال ربنا سبحانه: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ... ﴾ 2.
وقال: ﴿ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ 3.
ولعل هذه الحكمة كانت أيضاً وراء إذن الله سبحانه بتعرض أوليائه لبعض الأذى، لكيلا يرفعهم الناس إلى مستوى الألوهية فيهلكوا، ولكي يرفع الله به درجاتهم عنده، ولكيلا يترك الدِّينَ البسطاءُ من الناس فراراً من الأذى.
ونحن إذ نشرع في الاستضاءة بسيرة الإمام الخامس من أئمة أهل البيت عليهم السلام، والعلم السابع من قدوات الأئمة المعصومين عليهم السلام بجوار مقام السيدة زينب في الشام؛ نسأل الله أن يُتِمَ نورنا به، ويجعلنا من أشد تابعيه تمسُّكاً وأحسنهم عاقبة .. إنه ولي التوفيق.
الفصل الأول: المِيْلادُ المَيْمُونُ
الفصل الثَّاني: الإِمَامُ وَعَصْرُهُ
الفصل الثَّالث: شَهَادَتُهُ
الفصل الرابع: كلمَاتُهُ المُضِيْئَة
- 1. القران الكريم: سورة الفاتحة (1)، من بداية السورة إلى الآية 7، الصفحة: 1.
- 2. القران الكريم: سورة الكهف (18)، الآية: 110، الصفحة: 304.
- 3. القران الكريم: سورة ابراهيم (14)، الآية: 11، الصفحة: 257.