السائل:
العمر:
المستوى الدراسي:
الدولة:
المدينة:
من هي أم البنين ؟
السوال:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، سؤالي هم : من هي أم البنين ؟
الجواب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
أم البنين هي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابيّة ، فهي تنحدر من بيت عريق في العروبة و الشجاعة ، و قال عنها عقيل بن أبي طالب : ليس في العرب أشجع من آبائها و لا أفرس .
زواجها :
تزوَّجها سيّدنا و مولانا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، بإشارة من أخيه عقيل بن أبي طالب لكونه عالماً بأخبار العرب وأنسابهم ، حيث كان قد طلب منه أن يختار له امرأةً قد ولدتها الفحولة من العرب ليتزوّجها فتلد له غلاماً فارساً ، فاختارها له .
و قال الطبري : ثم تزوّج ـ أي علي ( عليه السَّلام ) بعد فاطمة ( عليها السلام ) ـ أم البنين بنت حزام ، و هو أبو المجل بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب ، فولدها لها منه : العباس وجعفر و عبد الله و عثمان ، قتلوا مع الحسين ( عليه السلام ) بكربلاء ، و لا بقية لهم غير العباس [1].
أم البنين و الشعر :
كانت اُم البنين شاعرة فصيحة ، تخرج بعد مقتل الحسين ( عليه السَّلام ) و مقتل أولادها الأربعة كلّ يوم إلى البقيع و معها عبيد الله ولد ولدها العباس ، فتندب أولادها ـ خصوصاً العباس ـ أشجى ندبة ، فيجتمع الناس فيسمعون بكاءها وندبتها ، و كان مروان بن الحكم على شدّة عداوته لبني هاشم يجيء في مَن يجيء ، فلا يزال يسمع ندبتها و يبكي .
و من جملة رثائها :
يا مَن رأى العباسَ كَرَّ * على جمـاهيرِ النَقد
و وراه مِن أبناءِ حيدر * كـلّ لـيثٍ ذي لبـد
أنبئت أنّ ابني اُصيبَب * برأسـهِ مـقطوع يد
ويلي على شبلي آمالَ * برأسه ضـرب العمد
لو كان سيفكَ في يدك * لمـا دنـا منك أحـد
و من مراثيها أيضاً :
لا تَدعـونِّي ويـكِ اُم ّ البنين * تُـذكّرينـي بليـوث العَرين
كانت بنـون لـي اُدعى بهم * و اليوم أصبحتُ و لا من بنين
أربعـةُ مـثل نسـور الرُبـى * قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تُنـازع الخرصـان أشـلاءَهم * فكلُّهـم أمـسى صريعاً طعين
يـا ليت شعـري أكما أخبروا * بـأن عبّـاساً قطيـع اليميـن
موقفها البطولي الرائع :
لم تحضر اُم البنين واقعة الطف ، إلاّ أنّها واست أهل البيت ( عليهم السلام ) و ضحَّت من أجل الدفاع عن الدين الإسلامي بتقديم أولادها الأبطال الأربعة فداءً للحسين ( عليه السَّلام ) .
ثم واصلت جهادها الإعلامي بعد مقتل سيد الشهداء و وصول أهل البيت ( عليهم السلام ) إلى المدينة المنورة ، فكانت تخرج كل يوم إلى مقبرة البقيع و معها عبيد الله ولد ولدها العباس ، فتندب أبناءها الأربعة أشجى ندبة ، فيجتمع الناس إليها فيسمعون بكاءها و ندبتها و يشاركوها العزاء ، كما كانت تقيم مجالس العزاء في بيتها فتنوح و تبكي على الحسين ( عليه السَّلام ) و على أبنائها الشهداء الأربعة ، و لم تزل حالتها هذه حتى التحقت بالرفيق الأعلى .
ولائها للإمام الحسين ( عليه السَّلام ) :
كانت أم البنين تحب الحسين ( عليه السَّلام ) و تتولاه إلى حدّ كبير يفوق المألوف ، و مما يدلّ على ذلك موقفها البطولي لدى وصول خبر إستشهاد الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) إلى المدينة ، الموقف الذي لا ينمحي من ذاكرة التاريخ أبداً ، هذا الموقف الذي رفع من شأنها و منحها منزلة رفيعة في قلوب المؤمنين .
يقول المامقاني في تنقيح المقال : و يستفاد قوّة ايمانها و تشيّعها من أنّ بشراً بعد وروده المدينة نعى إليها أحد أولادها الأربعة .
فقالت ما معناه : أخبرني عن أبي عبد الله الحسين ( عليه السَّلام ) ، فلمّا نعى إليها الأربعة .
قالت : قطّعت نياط قلبي ، أولادي و مَن تحت الخضراء كلّهم فداء لأبي عبد الله الحسين ( عليه السَّلام ) ، فإنّ عُلقتها بالحسين ليس إلاّ لإمامته ( عليه السَّلام ) ، و تهوينها على نفسها موت مثل هؤلاء الأشبال الأربعة إن سَلِمَ الحسين ( عليه السَّلام ) يكشف عن مرتبة في الديانة رفيعة ، و إنّي اعتبرها لذلك من الحسان إن لم نعتبرها من الثقات .
----------------------------------------
[1] تاريخ الطبري : 5 / 153 .