نشر قبل 19 سنة
مجموع الأصوات: 153
القراءات: 36638

السائل: 

لمياء

العمر: 

22

المستوى الدراسي: 

الدولة: 

المدينة: 

عمان

من هي أم وهب التي حضرت واقعة الطف ، و هل قتلت في يوم عاشوراء ؟

السوال: 

تحية طيبة لكم و عظم الله أجوركم بمصاب الامام الحسين عليه السلام . من هي أم وهب التي حضرت واقعة الطف ؟

الجواب: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد : أمَّ وَهَبْ : هي بنت نمر بن قاسط و زوجة عبد اللّه بن عمير الكلبي ، و قصتها هي أن زوجها عندما رأى الناس يستعدون و يتجهَّزون بالنخيلة للذهاب إلى قتال سبط رسول الله الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) عَزَمَ على الذهاب لنصرته و مقاتلة هؤلاء الناس ، قائلاً : و اللّه لقد كنت على جهاد أهل الشرك حريصاً ، و إني لأرجو ألاّ يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيهم أيسر ثواباً عند اللّه من ثوابه ايّاي في جهاد المشركين . و عندما أخبر زوجته أم وهب و أعلمها بما يريد أن يفعله ، قالت هذه المرأة الرشيدة و المؤمنة : أصبت أصاب اللّه أرشد امورك ، افعل و أخرجني معك . فخرج بها ليلاً حتى اتى الحسين ( عليه السَّلام ) بكربلاء فاقام معه ، حتى صار يوم عاشوراء ، فلما برز يسار و سالم من جيش عمر بن سعد ، قام عبد اللّه بن عمير الكلبي ، فقال مخاطباً الحسين ( عليه السَّلام ) : أبا عبد اللّه رحمك اللّه ائذن لي في الخروج اليهما . فقال الحسين : إني لاحسبه للاقران قتّالاً ، اخرج إن شئت . فخرج اليهما مرتجزاً و تقاتل معهما فقتلهما جميعاً بعد تراشق بالالفاظ . عندها أخذت ام وهب عموداً و أقبلت نحو زوجها و هي تقول له : فداك أبي و أمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد ، فاقبل اليها يَرُدَّها نحو النساء ، فأخذت تجاذب ثوبه و هي تقول : إني لن أدَعَك دون أن اموت معك . فناداها الحسين ( عليه السَّلام ) و قال: جزيتم من أهل بيت خيراً ، ارجعي رحمك اللّه إلى النساء فاجلسي معهن ، فإنه ليس على النساء قتال . و عندما قتل زوجها خرجت أم وهب تمشي إليه حتى جلست عند رأسه تمسح عنه التراب و هي تقول : هنيئاً لك الجنة . فقال شمر بن ذي الجوشن لغلام يسمى رستم : اضرب رأسها بالعمود ، فضرب رأسها فشدخه فقتلت رحمها اللّه ، و هي أول إمرأة استشهدت في كربلاء مع الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) . و رُوِيَ أن أم وهب هذه هي التي أمرت إبنها وهب[1] بنصرة الحسين ( عليه السَّلام ) حيث قالت لابنها يوم عاشوراء : قم يابني فانصر ابن بنت رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) . فقال : أفعل يا أماه و لا أقصّر . فبرز إلى المعركة مرتجزاً فلم يزل يقاتل حتى قتل منهم جماعة ، فرجع الى امّه و امرأته ، فوقف عليهما فقال : يا أماه أرضيت ؟ فقالت أم وهب : ما رضيت أو تقتل بين يدي الحسين . فقالت له امرأته : باللّه ، لا تفجعني في نفسك . فقالت أمّه : يابني لا تقبل قولها و ارجع فقاتل بين يدي ابن بنت رسول اللّه ، فيكون غداً في القيامة شفيعاً لك بين يدي اللّه . فرجع ولم يزل يقاتل حتى قَتل تسعة عشر فارساً و اثني عشر راجلاً ، ثم قطعت يداه . فأخذت امه عموداً و أقبلت نحوه و هي تقول : فداك ابي و امي ، قاتل دون الطيبين حرم رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) . فرجع وهب إلى ساحة القتال فقاتل حتى قتل ( رضوان اللّه عليه ) . ---------------------------------------- [1] إختلفت آراء المؤرخين في تحديد هوية وهب فذكر ابن شهراشوب أنه هو وهب بن عبد الله الكلبي ، و ذكر الخوارزمي أنه وهب بن عبدالله بن جناب الكلبي ، و ذكر العلامة المجلسي أن أم وهب و زوجته كانتا معه لدى إلتحاقه بالإمام الحسين ( عليه السَّلام ) ، و في بعض المصادر أن زوجة وهب قتلت بعد مقتل وهب في كربلاء ، و قال الخوارزمي أن التي قتلت هي أمه ، و في بعض المصادر أن اسمه " وهب بن وهب " و أنه كان نصرانيا فأسلم ، و في بعض المصادر الأخرى أنه أسر ، كما عن ابن شهراشوب ، و في بعضها الاخر أنه قتل . لكن يبدو أن أن وهبا هذا هو ابن لام وهب زوجة عبدالله بن عمير الكلبي الذي تقدم ذكره فقد قتلت زوجته " أم وهب " عند ذهابها إلى زوجها في ساحة المعركة بعد مقتله ، فتكون المقتولة أم وهب كما عند الخوارزمي لا زوجته .

لمزيد من المعلومات يمكنكم مراجعة الروابط التالية:

تعليق واحد