مركز الإشعاع الإسلامي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :

لا شك في أن عادة التدخين عادة سيئة و لها أضرار كثيرة تؤثر سلباً على الحياة الفردية و الاجتماعية للانسان ، و هذه العادة تكون سبباً لإهدار عدد من أغلى نعم الله عز و جل على الانسان كنعمة العمر و الصحة و الثروة و غيرها ، كما و تسبب في تضعيف إرادة الانسان .

و بما أن قوة الارادة لدى الانسان هي من أهم ما تميَّزه عن غيره من المخلوقات التي خلقها الله عزَّ و جلَّ ، و ذلك لأن الانسان بإرادته المنبثقة من طاعته لله جل جلاله يتمكن أن يعلو حتى على الملائكة ، فارادة بالنسبة الى الانسان تشكل رمز قوته و كرامته ، و بدونها فلا كرامة له و لا قوة و لا امتياز ، و هذا ما يعبر عنه الاسلام بالتقوى ، و يؤكد القرآن الكريم بأن قيمة الإنسان إنما هي في تقواه ( ارادته الدينية )، و بإرتفاع درجة التقوى ترتفع قيمة الإنسان ، قال الله عز و جل :

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } ، ( سورة الحجرات : 13 ) .

و قال أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) : " جهاد الهوى ثمن الجنة " ، ( غرر الحكم : 242 ) .

فينبغي للمؤمن الواعي و المثقف بالثقافة الاسلامية أن يترفع عن التدخين حتى لو لم تحرمه الشريعة الاسلامية بشكل صريح حفاظاً على صحته و ثروته و إرادته .

الحكم الشرعي للتدخين :

هذا من جانب ، و من جانب آخر فإن التدخين إن كان يسبب ضرراً بليغاً على المدخن و لو بعد فترة من التدخين ـ و هو كذلك حسب ما تؤكده التقارير الطبية ـ فقد أفتى الفقهاء بحرمته بالنسبة للمبتدي .