مجموع الأصوات: 37
نشر قبل سنة واحدة
القراءات: 1268

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

کیف یستدل القرآن الکریم على التوحید في الطاعة؟

الجواب الاجمالي

عندما یثبّت أن عالم الوجود منه، وهو الذی أوجد جمیع قوانینه التکوینیة فینبغی أن تکون القوانین التشریعیة من وضعه أیضاً، ولا تکون طاعة إلاّ له سبحانه. ثمّ یقول فی نهایة الآیة:﴿ ... أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ 1.
فهل یمکن للأصنام أن تصدَّ عنکم المکروه أو أن تفیض علیکم نعمة حتى تتقوها وتواظبوا على عبادتها؟!

الجواب التفصيلي

یمکن الحصول على جواب هذا السؤال من خلال الإطلاع على الآیات 51 ـ 53 من سورة «النحل» حیث جاء فیها:﴿ وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ... 1 فهل ینبغی السجود للأصنام التی لا تملک شیئاً، أم لمن له ما فی السماوات والأرض؟
ثمّ یضیف:﴿ ... وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا ... 1.
فعندما یثبّت أن عالم الوجود منه، وهو الذی أوجد جمیع قوانینه التکوینیة فینبغی أن تکون القوانین التشریعیة من وضعه أیضاً، ولا تکون طاعة إلاّ له سبحانه. ثمّ یقول فی نهایة الآیة:﴿ ... أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ 1.
فهل یمکن للأصنام أن تصدَّ عنکم المکروه أو أن تفیض علیکم نعمة حتى تتقوها وتواظبوا على عبادتها؟!
هذا...﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ... 2.
فهذه الآیة تحمل البیان الثّالث بخصوص لزوم عبادة اللّه الواحد جلّ وعلا، وأنّ عبادة الأصنام إن کانت شکراً على نعمة فهی لیست بمنعمة، بل الکل بلا استثناء منعّمون فی نعم اللّه تعالى، وهو الأحق بالعبادة لا غیره.
وعلاوة على ذلک...﴿ ... ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ 2.
فإنْ کانت عبادتکم للأصنام دفعاً للضر وحلاًّ للمعضلات، فهذا من اللّه ولیس من غیره، وهو ما تظهره ممارساتکم عملیاً حین إصابتکم بالضر، فَلِمَن تلتجئون؟ إنّکم تترکون کلّ شیء وتتجهون إلى اللّه.
وفی آخر آیة (من الآیات مورد البحث) یأتی التهدید بعد إیضاح الحقیقة بالأدلة المنطقیة:﴿ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ 3 4.