مجموع الأصوات: 42
نشر قبل سنة واحدة
القراءات: 1477

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ما هو المقصود من ان الله «لطیف»؟

الجواب الاجمالي

«اللطیف» من مادة «لطف» وقد وردت هذه الصفة فی الآیات کاحدى الصفات الالهیّة، واللطیف إذا وصف به الجسم دلّ على الخفیف المضاد للثقیل، ویعبّر باللطافة واللطف عن  الحرکة الخفیفة وعن تعاطی الاُمور الدقیقة التی قد لا تدرکها الحواس، ویصح وصف الله تعالى باللطف على هذا الوجه لمعرفته بدقائق الاُمور، ولخلقه أشیاء دقیقة لطیفة غیر مرئیة.

الجواب التفصيلي

«اللطیف» من مادة «لطف» وقد وردت هذه الصفة فی الآیات کاحدى الصفات الالهیّة، واللطیف 1 إذا وصف به الجسم دلّ على الخفیف المضاد للثقیل، ویعبّر باللطافة واللطف عن الحرکة الخفیفة وعن تعاطی الاُمور الدقیقة التی قد لا تدرکها الحواس، ویصح وصف الله تعالى باللطف على هذا الوجه لمعرفته بدقائق الاُمور، ولخلقه أشیاء دقیقة لطیفة غیر مرئیة، وتتسم افعاله بالدقة المتناهیة الخارجة عن قدرة الادراک.
یروی (الفتح بن یزید الجرجانی) حدیثاً عن الإمام علی بن موسى الرضا (علیهما السلام) یعتبر معجزة علمیة فی هذا المجال یقول: قال الإمام(علیه السلام): «... إنّما قلنا اللطیف، للخلق اللطیف ولعلمه بالشیء اللطیف، أوَ لا ترى ـ وفقک الله وثبتک ـ إلى أثر صنعه فی النبات اللطیف وغیر اللطیف ومن الخلق اللطیف ومن الحیوان الصغار ومن البعوض والجرجس وما هو أصغر منها ما لا یکاد تستبینه العیون، بل لا یکاد یستبان لصغره الذکر من الاُنثى، والحدث المولود من القدیم، لما رأینا صغر ذلک فی لطفه واهتداءه للسفاد والهرب من الموت والجمع لما یصلحه وما فی لجج البحار وما فی لحاء الأشجار والمفاوز والقفار وإفهام بعضها عن بعض منطقها وما یفهم به أولادها عنها ونقلها الغذاء إلیها ثمّ تألیف ألوانها حمرة مع صفرة وبیاض مع حمرة وأنّه ما لا تکاد عیوننا تستبینه لدمامة خلقها لا تراه عیوننا ولا تلمسه أیدینا، علمنا أنّ خالق هذا الخلق لطیف لطف بخلق ما سمیناه بلا علاج ولا أداة ولا آلة وأنّ کل صانع شیء فمن شیء صنعه والله الخالق اللطیف الجلیل خلق وصنع لا من شیء».
إنّ هذا الحدیث الذی یشیر إلى الجراثیم والکائنات المجهریة قبل أن یولد (پاستور) بقرون، یفسّر معنى اللطیف.
ویحتمل أیضاً أن یکون المقصود من اللطیف هو أنّ ذاته المقدسة من اللطافة بحیث لا تدرک بالحواس، وعلیه فإنّه «اللطیف» لأنّ أحداً لا علم له به، وهو «الخبیر» لأنّه عالم بکلّ شیء.
وقد ورد هذا المعنى فی بعض روایات أهل البیت (علیهم السلام) أیضاً 2 ولیس هناک ما یمنع من إرادة المعنیین من هذه الکلمة 3.

 

 

 

 

  • 1. أصول الکافی، ج 1، ص 118.
  • 2. تفسیر البرهان، ج 1، ص 548; واصول الکافی، ج 1، ص 100 و122.
  • 3. المصدر: كتاب الامثل في تفسير كتاب الله المنزل‌، لسماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي دامت بركاته.