مجموع الأصوات: 46
نشر قبل سنة واحدة
القراءات: 2400

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ثقة الإسلام الكُليني‏

من سلسلة حماة الإسلام: ثقة الإسلام الكُليني‏

محمد بن يعقوب الكليني الملقب بثقة الإسلام الكليني صاحب كتاب الكافي الذي قال عنه ابن الأثير في جامع الأصول: "من خصائص الشيعة أن يكون على رأس كل قرن مجدد لمذهبهم، ففي مطلع القرن الثاني كان الإمام الرضا عليه السلام وأول القرن الثالث محمد بن يعقوب الكليني وأول القرن الرابع السيد مرتضى علم الهدى".

وللأسف فإن ما وصل إلينا عن حياة هذا العالم العظيم وفخر العالم الشيعي يبدو مختصراً. إذ ما زال هناك الكثير من الغموض والإبهام حول حياة الكيني بالرغم من التحقيقات التي أجريت في هذا العصر، وبقي الكثير من تفاصيل حياته في طي الكتمان.
ما يمكن استفادته من التاريخ أن الكليني قد أدرك النواب الخاصين لإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وقد أخذ الكثير من الأحاديث والروايات من مصدرها الأصلي.
لم تعرف السنة التي ولد فيها الكليني ولكنه توفي سنة 328هـ (أو سنة 329هـ) في قرية تدعى "كُليْن" ولذلك لُقِّب بالكليني وهي تبعد حوالى 38 كلم جنوب غرب مدينة الري في إيران، وقد نبغ من هذه القرية محدثون أجلاء وفقهاء عظام، منهم خال العالم الكليني المرحوم "علاّن".

بقي الكليني مدة من الزمان في كلين متصدياً لأمور الشيعة وقياداتهم ثم هاجر إلى بغداد حيث قام بتدريس علوم أهل البيت عليهم السلام.
يقول النجاشي: "كان الكليني في زمانه شيخ الشيعة وإمامهم في الري، وقد ضبط الحديث أكثر من غيره وكان مورداً للاعتماد أكثر من الآخرين".
يقول ابن طاووس الحلي: "اتفق الجميع على توثيق وأمانة الكليني".
ويقول ابن الأثير صاحب كتاب الكامل في التاريخ: "لقد مُنح الإمامية في القرن الهجري الثالث حياة جديدة بوجود الكليني، وقد عرف كإمام كبير وفاضل ومشهور في ذلك المذهب".
أما ابن حجر العسقلاني فيقول: "كان الكليني من رؤساء فضلاء الشيعة أيام المقتدر العباسي".
يقول الملا محمد تقي المجلسي: "الحق أنه لم يظهر من بين علماء الشيعة مثل الكليني، وكلما دققنا في الأخبار وفي تبويب كتابه وجدنا أنه كان مؤيداً من الله تبارك وتعالى".

والمحقق الحلي قد أورد في مقدمة المعتبر: "نظراً لأن فقهاءنا رضوان الله عليهم كثيرون ولهم تأليفات كثيرة ولا يمكن نقل جميع أقوالهم. فقد اكتفيت بحديث المشهورين بالفضل والتحقيق وحسن الانتخاب وكذلك بكتب من اشتهر بالاجتهاد وكان مورداً لاعتمادهم ومن جملة من أنقل عنهم من القدماء حسن بن محبوب، أحمد بن أبي نصر البزنطي، حسين بن سعيد الأهوازي، فضل بن شاذان النيشابوري، ويونس بن عبد الرحمن، ومن المتأخرين محمد بن بابويه القمي (الشيخ الصدوق)، ومحمد بن يعقوب الكليني".

كتاب الكافي‏

ما وصل إلينا وإلى الأمة الإسلامية عبر القرون والعصور عن الكليني كتاب الكافي، ومع أننا لا نملك اطلاعاً كافياً عن حياة هذا الرجل التاريخي، ولكن بالنظر إلى الكافي، يمكننا أن نعرف عظمة هذا الإنسان الكبير.
فالشيخ الكليني أول من بوَّب الأخبار(تقسيمها إلى أبواب)، وكتابه الكافي أول الكتب الشيعية الأربعة المعتمدة وهو يحتوي على 15176 حديثاً.
وقد استغرق تأليف هذا الكتاب 20 سنة، أنهاه عندما كان في بغداد ولم يُعلم أين بدأ بكتابته.

يقول الشيخ المفيد حول كتاب الكافي: "إن الكافي يقف في صف أجلّ الكتب الشيعية وأكثرها فائدة".
ويقول الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي: "كتاب الكافي في علم الحديث مما لم يكتب مثله الشيعة".
أما الشهيد الثاني فإنه يقول: "بنفسي لم يكتب مثل الكافي، ومنه تعرف منزلة الكليني وقدره".
والمحقق الكركي يتحدث قائلاً: "لقد جمع هذا الكتاب مقداراً من الأحاديث الشرعية والأسرار الدينية مما لا يوجد نظيره في غيره من الكتب".

وفاته‏

توفي الشيخ الكليني سنة 328هـ في بغداد ودفن في مقبرتها في باب الكوفة. واستمر الشيعة لقرون يزورونه. يقول العلامة المجلسي: "مقبرة الشيخ الكليني تقع في بيت مولوي في بغداد وهي تعرف "بشيخ المشايخ" يزورها العامة والخاصة".

كتبه

ما نقل في كتب التراجم عن مؤلفات ومصنفات الشيخ الكليني خمسة كتب هي:
1 - كتاب تفسير الرؤيا.
2 - كتاب الرجال.
3 - كتاب الرد على القرامطة.
4 - كتاب الرسائل (رسائل الأئمة عليهم السلام).
5 - كتاب ما قيل في الأئمة عليهم السلام من الشعر 1.

 

 

  • 1. المصدر: مجلة بقية الله، العدد: 3.