نشر قبل 19 سنة
مجموع الأصوات: 232
القراءات: 45208

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

من هو الوليد بن عقبة ؟

الوليد بن عقبة هو بن أبي معيط ، و اسم أبي معيط هو أبان بن أبي عمرو ، و اسم أبي عمرو ذكوان بن أميه بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي ، أما أبوه عقبة بن أبي معيط فكان أشد الناس على رسول اللّه ( صلَّى الله عليه و آله ) في ايذائه من جيرانه ، فقد أخرج ابن سعد بالاسناد من طريق هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة قالت : قال رسول اللّه ( صلَّى الله عليه و آله ) : " كنتُ بين شَرِّ جارين بين أبي لهب و عقبه بن أبي معيط ، ان كانا لياتيان بالفروث فيطرحانها على بابي ، حتى انهم لياتون ببعض ما يطرحون من الاذى فيطرحونه على بابي .
و لمَّا تولَّى عثمان بن عفان أمر الخلافة عزل سعد بن أبي وقَّاص و نَصَبَ الوليد بن عقبة مكانه والياً على الكوفة سنة خمس و عشرين للهجرة ضمن السياسة التي اتخذها عثمان أيام حكومته من تقريب بني أمية و إطلاق أيديهم في التصَرُّف في بيت المال و عدم مؤاخذتهم بل التستر على أعمالهم و الإغماض عن ما يرتكبونه من الفسق و الفجور .
و من جملة ما أثبته التاريخ من المأثم و الإنتهاكات للوليد أيام ولايته على الكوفة شربه للخمر ، فكان أبو زبيد النصراني يسمر عند الوليد و يشرب معه ، حتى بلغ به الأمر أنه أمَّ الناس في الصلاة و هو سكران !
فقد أخرج البلاذري في الأنساب من طريق محمد بن سعد ، بالاسناد عن أبي إسحاق الهمداني : أن الوليد بن عقبة شرب فسكر فصلَّى بالناس الغداة ركعتين ، ثم التفت فقال : أزيدكم ؟ فقالوا : لا قد قضينا صلاتنا ، ثم دخل عليه بعد ذلك أبو زينب و جندب بن زهير الأزدي و هو سكران فانتزعا خاتمه من يده و هو لا يشعر سكرا .
قال أبو اسحاق : و أخبرني مسروق انه حين صلَّى لم يرم حتى قاء ، فخرج في امره إلى عثمان أربعة نفر : أبو زينب ، و جندب بن زهير ، و أبو حبيبة الغفاري ، و الصعب بن جثامة ، فأخبروا عثمان خبره ، فقال عبدالرحمن بن عوف : ماله ؟ أجَنَّ ؟ قالوا : لا ، و لكنه سكر .
قال : فأوعدهم عثمان و تهددهم ، و قال لجندب : أنت رايت أخي يشرب الخمر ؟
قال . معاذ اللّه ، و لكني اشهد اني رايته سكران يقلسها من جوفه ، و إني اخذت خاتمه من يده و هو سكران لا يعقل .
قال أبو اسحاق : فأتى الشهود عائشه فاخبروها بما جرى بينهم و بين عثمان ، و ان عثمان زبرهم ، فنادت عائشة : ان عثمان أبطل الحدود و توعَّدَ الشهود .
و قال الواقدي : و قد يقال : ان عثمان ضرب بعض الشهود أسواطاً ، فأتوا علياً فشكوا ذلك إليه ، فأتى عثمان فقال : " عَطََّلتَ الحدود و ضربت قوماً شهدوا على أخيك فقلبت الحكم ، و قد قال عمر : لا تحمل بنى اميه و آل ابي معيط خاصة على رقاب الناس " .
قال : فما ترى ؟
قال : " أرى ان تعزله و لا تُولِّيه شيئا من أُمور المسلمين ، و ان تسأل عن الشهود ، فإن لم يكونوا أهل ظنة و لا عداوة أقمت على صاحبك الحد " .