حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
الرسول لم يدعوا الناس الى مذاهب عدة، مثل مذهبكم، ومذهب السنة، ولم يفرق المسلمين، بل جمعهم على كلمة الشهادة، وسماهم المسلمين؟
نص الشبهة:
قال: أريد جواباً وأنا أعرف أن الرسول دعا إلى التوحيد، وإعلاء كلمة الله، وتحرير الناس من الشرك والخرافات، والرسول لم يدعوا (كذا) الناس إلى مذاهب عدة، مثل مذهبكم، ومذهب السنة، ولم يفرق المسلمين، بل جمعهم على كلمة الشهادة، وسماهم المسلمين.
الجواب:
أنك في الوقت الذي قلت: (الرسول لم يدعوا [كذا] الناس إلى مذاهب عدة مثل مذهبكم ومذهب السنة) ظللت قابعاً تحت مظلة مذهب أهل السنة، فإذا كان الرسول لم يدع إلى مذهبك فلماذا أنت عاكف عليه؟ وما هي حجتك يوم القيامة؟
وأما مذهب الشيعة، وهو مذهب أهل البيت عليهم السلام، فإن النبي صلى الله عليه وآله قد دعا إليه، وإليك طائفة من الأحاديث الصحيحة المروية في كتبكم:
فقد أخرج الترمذي في سننه 5 / 622 وغيره عن جابر بن عبد الله، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَجّته يوم عرفة، وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: يا أيها الناس، إني قد تركتُ فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وصححه سلسلة الأحاديث الصحيحة 4 / 356.
وأخرج الترمذي في سننه 5 / 663 أيضاً عن زيد بن أرقم وأبي سعيد، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تاركٌ فيكم ما إنْ تمسَّكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرَّقا حتى يرِدَا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلِّفونّي فيهما.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير 1 / 482.
وأخرج أحمد في المسند 3 / 14، 26، والحاكم في المستدرك 3 / 109، وابن أبي عاصم في كتاب السنة 2 / 630، وابن كثير في البداية والنهاية 5 / 184 وغيرهم عن زيد بن أرقم، قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجّة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقُمِمْن ـ أي كنس ما تحتهن ـ، فقال: كأني دُعِيتُ فأجبتُ، إني قد تركتُ فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي، فانظروا كيف تخلِّفوني فيهما، فإنهما لن يتفرَّقا حتى يرِدا عليَّ الحوض...
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله، شاهده حديث سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل، وهو أيضاً صحيح على شرطهما. ووافقه الذهبي.
وأخرج الحاكم في المستدرك أيضاً 3 / 109عن زيد بن أرقم، قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت الشجرات، ثم راح رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية فصلى، ثم قام خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه وذكَّر، ووعظ ما شاء الله أن يقول، ثم قال: أيها الناس، إني تاركٌ فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتَّبعتموهما، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي...
وأخرج الحاكم في المستدرك 3 / 148، وابن أبي عاصم في كتاب السنة 2 / 630 وغيرهما عن زيد بن أرقم أيضاً، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تاركٌ فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرَّقا حتى يرِدا عليَّ الحوض.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وأخرج أحمد بن حنبل في المسند 5 / 181،189، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 162، والسيوطي في الجامع الصغير 1 / 402، ورمز له بالصحة، وابن أبي عاصم في كتاب السنة، والمتقي الهندي في كنز العمال وغيرهم، عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرّقا حتى يرِدا علي الحوض.
قال الهيثمي: رواه أحمد وإسناده جيد.، وقال 2 / 170: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وصحّحه الألباني في صحيح الجامع الصغير 1 / 482.
وأخرج أحمد في المسند 3 / 17، وابن سعد في الطبقات الكبرى 2 / 194، وغيرهما، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إني أوشك أن أُدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزَّ وجل وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يرِدا عليَّ الحوض، فانظروني بمَ تخلّفونّي فيهما.
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 4 / 357: وهو إسناد حسن في الشواهد.
وأخرج ابن حجر في المطالب العالية 4 / 65، والبوصيري في مختصر إتحاف السادة المهرة 9 / 194، والطحاوي في مشكل الآثار وغيرهم، عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ في حديث ـ قال: وقد تركتُ فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله، سببه بيده، وسببه بأيديكم، وأهل بيتي.
قال ابن حجر: هذا إسناد صحيح. وقال البوصيري في مختصر إتحاف السادة المهرة: رواه إسحاق بسند صحيح.
وأخرج البوصيري في مختصر الإتحاف 8 / 461 عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تاركٌ معكم ما إن تمسَّكتم به لن تضلّوا: كتاب الله عزَّ وجل وعترتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض.
قال البوصيري: رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعبد بن حميد، ورواته ثقات.
وأخرج هذا الحديث بنحو ما تقدم وبألفاظ أخرى متقاربة: أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 1 / 172، 2 / 572، 585، 603، 779، 786، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 162 وما بعدها، والسيوطي في تفسيره الدر المنثور في تفسير الآية 23 من سورة الشورى، وفي إحياء الميت ص 28، 29، 39، 40، 48، 55، 56. وأبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء 1 / 355، والنسائي في خصائص أمير المؤمنين عليه السلام ص 96، وأبو بكر بن أبي شيبة في مسنده 1 / 108، والدارمي في السنن 2 / 432، والبيهقي في السنن الكبرى 2 / 148، 10 / 114، وابن الأثير في جامع الأصول 1 / 187، والطبراني في المعجم الكبير 3 / 62 ـ 65، والصغير 1 / 135، وغيرهم كثير.
فهل ترى يا أخي العزيز أن كل هذه الأحاديث لا تكفي في الدلالة على لزوم اتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام الذي هو مذهب الشيعة نفسه؟
ثم إن كل المذاهب المعروفة هي مذاهب إسلامية، وأتباعها المنتمون إليها مسلمون، والنبي صلى الله عليه وآله وإن لم يدع إلى مذهب بعينه، ودعا إلى الإسلام، إلا أن ما عليه واحد من هذه المذاهب الإسلامية هو ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وآله، وإلا كان كل المسلمين على ضلالة، وهذا ما أجمع المسلمون على بطلانه، غاية الأمر أن أتباع كل مذهب يدَّعون أن مذهبهم هو الإسلام الذي دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وإن كان قد تسمى باسم معين.
ومن أجل ذلك ينبغي لكل باحث أن يتفحص المذاهب كلها ليعلم ما هو المذهب الصحيح، وما هو المذهب الفاسد، وهذا إنما يعرف بالدليل، لا بمجرد الادعاءات الفارغة، فإن الكل يدعي وصلا بليلى 1.
- 1. كتب الشيخ آل محسن هذه الإجابة لأسئلة قال عنها: " تلقينا بعض المسائل من شخص متحامل على مذهب الشيعة، يظهر أنه لم يطلع جيداً على مذهب الشيعة الإمامية، وتلقى ما يثار حول مذهب الشيعة وصدق تلك الأكاذيب من دون تحقيق وتثبت " و قد نشرت هذه الإجابة في الموقع الرسمي لسماحته.