حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
كان الناس في عهد النبي يرونه مرة واحدة ثم يذهبون لديارهم فلم يسمعوا شيئا عن ولاية علي و ابنائه و احفاده فهل اسلامهم ناقص؟
نص الشبهة:
كان في عهد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أُناس يرونه مرّة واحدة ثمّ يذهبون لديارهم، فلم يسمعوا شيئاً عن ولاية عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وأبنائه وأحفاده (صلى الله عليه وآله وسلم) جميعاً. فهل إسلامهم ناقص؟
الجواب:
أمّا نقضاً فإنّ أئمة الحديث والأشاعرة يعدّون الإيمان بخلافة الخلفاء الأربعة وحتّى تفاضلهم حسب زمن إمامتهم من صميم الإيمان 1.
وعلى ضوء هذا نسأل : لقد كان عدد من الصحابة يرون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مرة واحدة ثم يذهبون إلى ديارهم، فهؤلاء لم يسمعوا عن خلافة الأربعة فهل أنّ إسلامهم كان ناقصاً؟!
أمّا حلاًّ : إنّ أُولئك الذين لم يشهدوا نزول كثير من الأحكام كانوا قد بايعوا النبيّ (صلى الله عليه وآله) بيعة عامّة وإجماليّة تتضمّن التزامهم بطاعة النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في كلّ ما نزل وما سينزل عليه من وحي ويستجدّ من أحكام، وإن وصلهم فيما بعد شيء من تلك الأحكام كانوا سيقبلونه طائعين ومسلّمين.
وإمامة عليّ (عليه السلام) رغم أنّها طُرحت لأوّل مرّة في ما يسمّى بـ «يوم الدار» عندما نزل قوله تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ 2 في السنة الثالثة للبعثة، إلاّ أنّها لم تكن ذات طابع رسمي، أمّا مع حلول حجّة الوداع وما أعقبها من واقعة غدير خمّ حيث تمّ إعلان إمامة عليّ (عليه السلام) بشكل رسميّ وعلني حضره أغلب المسلمين، فقاموا بمبايعته رجلاً رجلاً وامرأةً امرأة.
أمّا الأشخاص الذين فارقوا الحياة قبل إعلان الإمامة في يوم الغدير ونزول حكمها من قِبل الله تعالى، فهم أشخاصٌ ليس لهم أيّ تكليف إزاء إمامة عليّ، وقد كان إقرارهم الإجمالي والتصديق الكلّي بجميع ما جاء به النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وما سيجيء به كافياً في تمامية إسلامهم.
وبهذا لا يبقى مجال لصاحب الأسئلة للقول بأنّ إسلامهم كان ناقصاً!! 3.