حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
لماذا ينقل علماء الشيعة في كتبهم روايات تدل على تحريف القرآن ؟
نص الشبهة:
لماذا ينقل علماء الشيعة في كتبهم روايات تدلّ على تحريف القرآن ؟
الجواب:
البعض يتهم الشيعة عمداً أو سهواً ويقول انّ الشيعة قائلين بتحريف القرآن ومن إحدى دلائلهم كذلك! يقولون إذا لم تعتقدوا بذلك إذن لماذا ينقل علماؤكم في كتبهم روايات ظاهرها يدل على تحريف القرآن! في مقام الجواب على هذا الإتهام الكبير الذي ليس له أساس نقول : لابد من التوجه إلى نقطة وهي انّ الكتب الحديثية تفرق عن الكتب الإعتقادية والأصولية ، في تدوين المصادر الحديثية يلحظ مجرد جمع الأحاديث أعم من أن يكون صحيحاً ، حسن ، ثقة وضعيف ، وجمع الأحاديث لا يدل أبداً على انّ صاحب يعتقد بكل ما جمعه ، لأنّ الإعتقاد والإيمان بدلالة الرواية لها شرائط وهذه الشرائط عبارة عن :
الف ـ أن يكون سند الرواية صحيحاً .
ب ـ تكون دلالة الرواية على المعنى المقصود تام وكامل .
ج ـ أن لا يوجد معارض للرواية التي نقلت .
د ـ مضمون الرواية بشكل يمكن معه التمسك بخبر الواحد والإعتقاد بهذا المضمون .
وإذا وجدت في الرواية والحديث الشرائط المذكورة ـ عند ناقل الرواية ـ عندها يمكن القول بأن ناقل هذه الرواية يعتقد بهذه الرواية ، وإلا مجرد نقل الروايات وجمعها في كتاب لا يدل على إيمان وإعتقاد ناقل الرواية بمضمونها .
إذن : إذا نقل علماء الشيعة في كتبهم روايات مضمونها يدل على تحريف القرآن فلابد من :
أولاً : لابد من التعرف على أن سند هذه الرواية صحيح أم لا ؟
ثانياً : دلالة الرواية على تحريف القرآن كاملة أم لا ؟
ثالثاً : هل لهذه الرواية المنقولة معارض أم لا ؟ وفي هذا المجال لابد أن نقول انّه عندنا روايات تدل على عدم تحريف القرآن لا بالزيادة ولا بالنقيصة ، إذن هذه الروايات معارضة للروايات التي تقول انّه وقع تحريف في القرآن المجيد .
رابعاً : لابد أن تكون المسألة من المسائل التي يمكن إثباتها بخبر الواحد والحال انّ مسألة تحريف القرآن من المسائل المهمة ولا يمكن إثباتها بخبر الواحد ، بل لابد أن تثبت بأدلة متقنة ومحكمة أخرى مثل الخبر المتواتر أو الدليل المتقن .
هؤلاء يقولون في القرآن كانت آية موجودة بإسم "آية الولاية" والمخالفين حذفوها عمداً ، هذا الإدعاء ليس سهلاً حتى يمكن إثباته بخبر الواحد ، مسألة زيادة القرآن ونقصانه من المسائل الأصولية والإعتقادية المهمة التي لابد أن تثبت وتأيَّد بالبرهان القوي والمحكم لا بخبر الواحد وأمثاله .
في بعض مصادرنا الروائية والحديثية نقلت روايات مضمونها يدل والعياذ بالله على أنّ الله جسم ويمكن رؤيته في يوم القيامة بالعين ، مع انّ الشيعة لا تعتقد مطلقاً انّ الله جسم وانّه لا يمكن أصلاً مشاهدته .
إذن مجرد نقل رواية أو أكثر في كتاب لا يدل أصلاً على أنّ صاحب هذا الكتاب يعتقد مضمون ودلالت هذه الرواية ـ إلا اذا صرح بذلك ـ.
لأنّ عدد من المحدثين مع أنهم نقلوا روايات بتحريف القرآن من دون إعطاء رأيهم مثل الشيخ الصدوق الذي يقول في كتاب اعتقادات الإمامية "انّ الذي ينسب لنا هذه التهمة كاذب ومتقول الكذب" 1 وكذلك الشيخ الطوسي والفيض الكاشاني كذلك في كتاب التبيان والوافي كذبوا تحريف القرآن بصورة قطعية 2 3 .