حقول مرتبطة:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
لماذا لم ياخذ الائمة بثار الحسين من قتلته ؟
نص الشبهة:
أنتم تصرخون في عاشوراء من كل عام: يا لثارات الحسين بإشارة واضحة منكم للانتقام ممن قتل الحسين! السؤال هنا: لماذا لم يأخذ الأئمة بثأر أبيهم من قتلته كما تزعمون؟
فهل أنتم أكثر شجاعة منهم؟ إن قلتم: نحن أكثر شجاعة انتهى الأمر.
وإن قلتم: لم يقدروا بسبب الأوضاع السياسية فسأقول لكم وأين الولاية التكوينية التي تخضع لسيطرتها جميع ذرات الكون؟ أم هي خرافة فقط في رؤوسكم؟ ثم من هم الذين ستأخذون ثأر الحسين منهم؟
الجواب:
أن المخالف إذا كان يعيب من يقول: (يا لثارات الحسين) فإن بعض الصحابة قالوها، بل تعبدوا بها، ومنهم: سليمان بن صرد الخزاعي رضي الله عنه.
قال الذهبي: وقد كان سليمان بن صرد الخزاعي، والمسيب بن نجبة الفزاري - وهما من شيعة علي ومن كبار أصحابه - خرجا في ربيع الآخر يطلبون بدم الحسين بظاهر الكوفة في أربعة آلاف، ونادوا: يا لثارات الحسين، وتعبدوا بذلك1.
وأما لماذا لم يثأر أئمة أهل البيت عليهم السلام للإمام الحسين عليه السلام، فنحن أوضحنا فيما تقدم أنهم عليهم السلام عباد مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، وهم لم يؤمروا بأخذ الثأر بالسيف في زمانهم ممن قتل الإمام الحسين عليه السلام، لأي سبب كان، وسواء أكانت لهم ولاية تكوينية كما يقول الشيعة أم لم تكن لهم تلك الولاية فإنهم إذا لم يؤمروا بأخذ الثأر ممن قتل الإمام الحسين فلا حاجة للبحث في أنهم لماذا لم يُعملوا ولايتهم في أخذ الثأر، مع أنا ذكرنا في ضمن جواب عن سؤال سابق ما يتعلق باستخدام الأئمة الأطهار عليهم السلام للولاية التكوينية.
وكذلك الشيعة لم يؤمروا بأخذ الثار ممن قتل الإمام الحسين عليه السلام في عصر الغيبة، وإنما أمر بذلك الإمام المهدي عليه السلام بعد ظهوره كما دلت على ذلك روايات الشيعة.
وأما الذين سيأخذ الإمام المهدي عليه السلام ثأره منهم فهو يعرفهم، ولا حاجة لأن يعرفهم المخالف، نسأل الله تعالى ألا يكون هذا المخالف منهم؛ لأن من رضي بعمل قوم شرك معهم2.