نشر قبل 8 سنوات
مجموع الأصوات: 120
القراءات: 48855

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ما منا الا مقتول او مسموم

نص الشبهة: 

ما مدى صحة الحديث الذي يقول ما معناه : إنه ليس أحد من أهل البيت [عليهم السلام] ، إلا وقد مات شهيداً ، إما بالسم أو بالسيف ؟! . .

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
وبعد . .
فقد وردت عدة روايات تفيد هذا المعنى ، وبعض هذه الروايات معتبر من حيث السند ، ونذكر منها ما يلي :
1 ـ عن تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، عن أبي الصلت الهروي ، عن الإمام الرضا [عليه السلام] في نفي قول من قال : إن الإمام الحسين [عليه السلام] لم يقتل ، ولكن شبِّه لهم ، قال [عليه السلام] :
والله ، لقد قتل الحسين [عليه السلام] ، وقتل من كان خيراً من الحسين ، أمير المؤمنين ، والحسن بن علي ، وما منا إلا مقتول ، وإني ـ والله ـ لمقتول بالسم الخ 1 . .
2 ـ محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي الصلت الهروي ، قال : سمعت الإمام الرضا [عليه السلام] يقول : « والله ، ما منا إلا مقتول شهيد » .
وليس في سند هذه الرواية إشكال 2 .
3 ـ روى محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله [عليه السلام] ، قال : « سم رسول الله [صلى الله عليه وآله] يوم خيبر ، فتكلم اللحم ، فقال : يا رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، إني مسموم .
قال : فقال النبي [صلى الله عليه وآله] عند موته : اليوم قطعت مطاياي الأكلة التي أكلت بخيبر ، وما من نبي ، ولا وصي إلا شهيد » 3 .
4 ـ قال الصدوق [رحمه الله] : وفي حديث آخر : « . . وجميع الأئمة الأحد عشر بعد النبي [صلى الله عليه وآله] قتلوا ، منهم بالسيف ، وهو أمير المؤمنين ، والحسين [عليهما السلام] . والباقون قتلوا بالسم ، قتل كل واحد منهم طاغية زمانه ، وجرى ذلك عليهم على الحقيقة والصحة الخ . . » 4 .
5 ـ روى الخزاز القمي : عن محمد بن وهبان البصري ، عن داود بن الهيثم ، عن إسحاق بن البهلول ، عن طلحة بن زيد ، عن الزبير بن باطا ، عن عمير بن هاني ، عن جنادة بن أميد : أن الإمام الحسن بن علي [عليهما السلام] قال في مرضه الذي توفي فيه : « والله ، إنه لعهد عهده إلينا رسول الله [صلى الله عليه وآله] : أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي [عليه السلام] وفاطمة [عليها السلام] ، ما منا إلا مسموم ، أو مقتول الخ . . » 5 .
6 ـ قال الطبرسي [رحمه الله] ، وكذلك الإربلي [رحمه الله] ، وهما يتحدثان عن الإمام العسكري [عليه السلام] : « ذهب كثير من أصحابنا إلى أنه [عليه السلام] مضى مسموماً ، وكذلك أبوه وجده ، وجميع الأئمة [عليهم السلام] ، خرجوا من الدنيا بالشهادة » .
واستدل القائلون بذلك بما روي عن الإمام الصادق [عليه السلام] : والله ، ما منا إلا مقتول أو شهيد 6 .
7 ـ وروى الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي ، عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي ، عن الجوهري ، عن عتبة بن الضحاك ، عن هشام بن محمد ، عن أبيه ، قال : خطب الإمام الحسن بن علي [عليهما السلام] بعد قتل أبيه ، فقال في خطبته : « لقد حدثني حبيبي جدي رسول الله [صلى الله عليه وآله] : أن الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته ، ما منا إلا مقتول أو مسموم » 7 . .
يضاف إلى ما تقدم : وجود نصوص روائية ، وتاريخية ، تتحدث عن كل إمام ، وأنه قد مات بالسم أو القتل على يد طاغية زمانه ، مع وجود محاذير كبيرة ، وأخطار جسيمة تتهدد من يعلن هذا الأمر ، لأن إظهاره ليس في مصلحة أولئك الحكام . .
وبعد هذا . . فلا يصح نفي حصول هذا الأمر ، أو استبعاده . .
وقد ذكرنا بعض ما يتصل بهذا الأمر في إجابة لنا على سؤال سابق ، فراجع كتاب مختصر مفيد ج3 ص98 .
والحمد لله رب العالمين 8 .

  • 1. عيون أخبار الرضا ج2 ص203 والبحار ج49 ص285 وج27 ص213 .
  • 2. راجع : البحار ج49 ص320 وج27 ص209 والأمالي للصدوق ص120 ط سنة 1417 مؤسسة البعثة ـ قم ، وعيون أخبار الرضا ج2 ص256 ومن لا يحضره الفقيه ج2 ص351 .
  • 3. بصائر الدرجات ص523 .
  • 4. عيون أخبار الرضا ج2 ص193 ط سنة 1404 هـ مؤسسة الأعلمي ـ بيروت .
  • 5. كفاية الأثر ص226 و227 والصراط المستقيم ج2 ص128 والأنوار البهية ص322 ط سنة 1417 هـ والبحار ج27 ص364 وج44 ص139 .
  • 6. كشف الغمة ج2 ص430 ط سنة 1381 هـ المطبعة العلمية ـ قم والأنوار البهية ص322 وأعلام الورى ص367 ط سنة 1390 هـ .
  • 7. البحار ج27 ص217 وكفاية الأثر ص162 ومستدرك سفينة البحار ج1 ص164 ط سنة 1409 هـ مؤسسة البعثة ـ إيران .
  • 8. مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة الرابعة » ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1423 ـ 2002 ، السؤال (217) .