نشر قبل 8 سنوات
مجموع الأصوات: 77
القراءات: 9643

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

هل رد علي مذهب اهل السنة ؟

نص الشبهة: 

أعطونا حديثاً واحداً على أن حيدراً الكرار قد رد مذهب أهل السنة ولفظ أهل السنة ؟

الجواب: 

في عهد أبي بكر وعمر وعثمان لم يَتَسَمَّ أتباعهما بـ (أهل السنة والجماعة) وكيف يتسمون بأهل السنة ، وقد رفضوا السنة وصاحوا في وجه النبي صلى الله عليه وآله : (كتاب الله حسبنا) حتى لا يكتب لهم كتاباً ، ولا يضلوا بعده !!
ويؤيد ذلك أنهم في سنة أربعين هجرية عندما صارت الخلافة لمعاوية سموا أنفسهم (أهل الجماعة) بدون أهل السنة .
وأول ما ظهر اسم أهل السنة في القرن الثاني ، وكان إسماً لأهل الحديث مقابل المعتزلة .
قال الأشعري في مقالات الإسلاميين : 1 / 261 : ( وقال أهل السنة وأصحاب الحديث ...... وإنه ينزل إلى السماء الدنيا كما جاء في الحديث عن رسول الله (ص) ) .
لكن تسميتهم لأنفسهم بأهل الجماعة لم يقرها الصحابة !
ففي تاريخ دمشق : 34 / 798 : قال ابن مسعود : الجماعة ما وافق الحق ، إن جمهور الناس فارقوا الجماعة ! إن الجماعة ما وافق طاعة الله !
وسئل علي عليه السلام عن معنى أهل السنة والبدعة والجماعة والفرقة ، ففسرها كما فسرها له النبي صلى الله عليه وآله قال في منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد : 1 / 109 : ( روى العسكري عن سليم بن قيس العامري قال: سأل ابن الكواء علياً عن السنة والبدعة وعن الجماعة والفرقة ، فقال : يا ابن الكواء حفظت المسألة فافهم الجواب : السنة والله سنة محمد (ص) ، والبدعة ما فارقها ، والجماعة مجامعة أهل الحق وإن قلوا ، والفرقة مجامعة أهل الباطل وإن كثروا ) . انتهى .
و روى ابن ميثم البحراني في شرح نهج البلاغة : 1 / 289 ، أن رجلاً سأل أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني من أهل الجماعة ومن أهل الفرقة ، ومن أهل السنة ومن أهل البدعة ؟ فقال: ويحك إذا سألتني فافهم عني ولا عليك أن لا تسأل أحداً بعدي : أما أهل الجماعة فأنا ومن اتبعني وإن قَلُّوا ، وذلك الحق عن أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وآله ، وأما أهل الفرقة فالمخالفون لي ولمن اتبعني وإن كثروا .
وأما أهل السنة فالمتمسكون بما سنه الله و رسوله ، لا العاملون برأيهم وأهوائهم وإن كثروا ) !
والخلاصة: أن أهل الجماعة صار اسماً للسنيين في زمن معاوية ، ولم يكن فيه ذكرٌ للسنة .
ثم اتخذه المحدثون إسماً لهم في القرن الثاني .
أما أمير المؤمنين عليه السلام فقد فسر أهل السنة به و بشيعته ، في مقابل الذين رفضوا السنة وقالوا للنبي صلى الله عليه وآله لا حاجة لنا بسنتك ولا بكتابك ، حسبنا كتاب الله ! 1 .

  • 1. من كتاب : مسائل مجلة جيش الصحابة ( أجوبة على مسائل وجهتها إلى علماء الشيعة ، مجلة الخلافة الراشدة الباكستانية ، التابعة لمنظمة جيش الصحابة ) للشيخ علي الكوراني العاملي ، السؤال رقم : 16 .