حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
هل يتمتع كل باحث بالجرأة على مخالفة التيار؟
نص الشبهة:
هل يتمتع كل باحث بالجرأة على مخالفة التيار ، إن صح التعبير ، لا أقول تيار الشيعة ؟
الجواب:
كثير من الباحثين لا يلتفتون إلى أن هذا الأمر أو ذاك بحاجة إلى بحث وتدقيق ، فيوردونه على أساس أنه أمر مسلم . وهنا تكمن المشكلة وربما يحتاج الالتفات إلى ذلك إلى مفتاح ، وسبب . . كذلك الذي حدث لي عندما قرأت حديث الإفك ، فقد لفت نظري أن الرجل المذكور بشكل أساسي في هذا الحديث وهو سعد بن معاذ لم يكن حياً حين حصلت هذه القضية ، أو على الأقل يظن بذلك ظناً قوياً . . فكان هذا هو الباب الذي دخلت منه ، ثم وجدت كثيراً من الأشخاص إما كانوا قد ماتوا ، أو كانوا صغار السن ، لا يصدر منهم ما نسب إليهم ، أو أنهم لم يكونوا في المدينة آنئذ ، وإنما قدموا إليها بعد سنوات . بالإضافة لمخالفة الحديث لنصوص القرآن وغير ذلك . .
إذاً قد يغفل الإنسان ولا يلتفت إلى أن هذا الأمر أو ذاك ، يمكن أن يناقش فيه ، لكن الذي يتصدى للبحث يصبح شكاكاً بدرجة كبيرة ، وعليه أن ينظر إلى كل ما يعرض عليه بعين الريب . .
وهذه الحالة إنما تنشأ من كثرة الممارسة ، وإلا فكثير من الذين يتصدون للبحث إنما يسعون لإيجاد مناسبات ذوقية واستحسانية واستنسابية بين النصوص حتى لا تواجه بالاستهجان ، ويستبعدون ما يرونه مضراً ببعض النواحي العقائدية أو الروحية ، كما فعل محمد حسنين هيكل في كتاب «حياة محمد» الذي هو في الحقيقة نفس سيرة ابن هشام والطبري ، ولكنه صاغ ذلك صياغة حسنة ومألوفة ، وحذف الأسانيد ، ووصل الأحداث ببعضها واستبعد الاختلافات والخ . .
غير أن مما لا شك فيه أن ملاحظة المناسبات في النصوص التاريخية لا تكفي لجعل هذه الحقيقة أو تلك ثابتة أو ليست ثابتة ، إذ لابد من «العرش ثم النقش» أي لا بد من إثبات أن هذا النص صحيح غير مزيف وغير محرف ، وأنه قد حدث بالفعل ، ثم بعد ذلك يبحث عن المناسبات ، وعن الصياغات المناسبة له . . 1
- 1. مقالات و دراسات ، الباحث التاريخي ، مقابلة مجلة بقية الله العدد 54 السنة الخامسة ـ بيروت مع السيد جعفر مرتضى العاملي .