كان في مدينة البصرة أخوان أحدهما يُدعى: العلاء بن زياد الحارثي، و الآخر: عاصم. و كانا كلاهما مِن المخلصين لعليٍّ (عليه السلام)، ولكن كانا مُختلفيَن في السُّلوك، فعلاء مُفرِط في حُبِّه للدنيا و جمعه للمال... أمَّا عاصم، فكان على العَكس منه مُدْبِراً ظهره للدنيا، صارفاً جُلَّ وقته في العبادة و تحصيل الكمالات الروحيَّة، و في الواقع كانا كلاهما قد تجاوز الطريق المستقيم، و انحرف عن الصراط السويِّ.