المنايا جمع منية، و المنية هي الموت، و علم المنايا هو العلم بوقت موت الاشخاص و كيفية موتهم، و هذا العلم هو من الغيب الذي يُعَلِّمَهُ الله من شاء من عباده الصالحين كالأنبياء و الأئمة عليهم السلام، و لقد رُوِيَ عن الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام كما عن الأصبغ بن نُباته، قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله عَلَّمَنِي أَلْفَ بَابٍ مِنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ مِمَّا كَانَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، كُلُّ بَابٍ مِنْهَا يَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ فَذَلِكَ أَلْفُ أَلْفِ بَابٍ حَتَّى عَلِمْتُ عِلْمَ الْمَنَايَا وَ الْبَلَايَا وَ فَ
ثم أن الغيبة ليست أمراً شاذاً و مستنكراً ، فقد كانت موجودة في حياة بعض الانبياء ، فقد غاب النبي صالح عن قومه زماناً، و النبي موسى الكليم عليه السلام غاب عن موطنه و قومه سنوات طويلة عندما قرر فرعون قتله ثم عاد ليكمل مشروعه الرسالي قائلاً: ﴿ فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾1 . و كذلك النبي عيسى المسيح عليه السلام عندما أراد الناس قتله غيَّبه الله و رفعه الله اليه و سيعود مرة أخرى ليقف إلى جانب الامام المهدي عليه السلام و يدعم مشروعه.
الحاسد و هو الذي يستسلم لغريزة الحسد فيتمنى زوال النعمة عن غيره و يحقد عليه و يستعمل حسده ضده باللسان أو الفعل أو بهما، و هو انسان سيئ الخلق مريض القلب دائم الغم و الهم سيئ العاقبة لا يذوق طعم الراحة و لا يكاد يشفى من حالته حتى يخسر كل شيء، يخسر ايمانه و دنياه و آخرته، و لقد وردت الاحاديث و الروايات في الآثار السيئة التي تصيب الحاسد و اليك بعضاً منها:
تُسمى الآية (282) من سورة البقرة بآية الدَّين أو آية المداينة، سُميت بذلك لما ذكر فيها بعض أحكام التداين كالكتابة و التوثيق و الاشهاد، و هي أكبر آية في القرآن الكريم من حيث عدد الكلمات و الحروف، و هي قول الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَل
يجد الباحث لدى الرجوع إلى النصوص الدينية الشريفة من القرآن و الحديث أنه لا شك في أن الإنسان معرَّض للإصابة بالعين من قِبل الحاسدين و لذلك ورد الامر بالاستعاذة بالله من شرور الحاسدين.
حديث الاهليلجة حديث طويل بل و رسالة شريفة في اثبات التوحيد كتبها الامام جعفر بن محمد الصادق عليه إلى تلميذه المفضل بن عمر الجعفي جواباً على سؤاله و طلبه أن يكتب له كتاباً ليستعين به على مواجهة الملحدين و يحتج ببراهينه عليهم.
ينبغي على المؤمنين تجنب الحسد لما ورد في الاحاديث الشريفة فيه من الذم، و لما وعد الله سبحانه و تعالى عليه من العقاب و لما فيه من الآثار السيئة و الخطيرة، خاصة و أن الاستسلام لمطاليب النفس حين تورطها بالحسد توقع الإنسان في الذنوب و المعاصي بل في الكبائر.
البصير هو الإنسان المؤمن ذو النظرة الثاقبة و التقييم الدقيق المنطبق على الواقع ، و ذلك لأنه ينظر إلى الأمور بمنظار دقيق و بمعايير نورانية ، فقد رُوِيَ عن الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام أنَّهُ رَوى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أَنَّهُ قَالَ: "الْمُؤْمِنُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ"
لقد وردت روايات كثيرة في لزوم الصبر عند المصيبة و عدم الجزع عند فقد الأحبة، و مع ذلك نشاهد مظاهر الجزع لدى الشيعة في موسم عاشوراء و غيرها من المواسم، فكيف نجمع بينهما؟
آية البسملة هي قول الله عَزَّ و جَلَّ ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴾1، و هي آية عظيمة تؤكد الروايات الإسلامية أهميتها و تجعلها في درجة اسم الله الأعظم، فقد رُوِيَ عن