آية الله العظمى الشيخ عبدالله الجوادي الآملي حفظه الله
هو الفيلسوف و الفقيه و المفسر آية الله العظمى الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي حفظه الله ، و هو من كبار أساتذة الدراسات العليا في الحوزة العلمية في قم المشرفة و من مراجعها العظام .
ولد في سنة : 1351 هـ في مدينة آمل شمالي إيران .
بدأ دراسة العلوم الدينية على يد والده الذي كان من علماء الدين في مدينة آمل ، و كذلك على يد أساتذة الحوزة العلمية في مدينة آمل ، و خلال خمس سنوات أكمل مرحلة المقدمات و السطوح .
في سنة 1369 هـ شد الرحال إلى طهران و تابع دراسته في مدرسة مروي خمس سنوات ، و في هذه الفترة حضر درس الشيخ محمد تقي الآملي ، و الشيخ أبو الحسن الشعراني، و الشيخ مهدي إلهي القمشئي ، و الشيخ محمد حسين التوني ، و كان إلى جانب الفقه و الأصول يدرس الفلسفة و العرفان ، و في الوقت ذاته يقوم بتدريس الدروس الحوزوية .
بعد هذه السنوات التي قضاها في طهران إختار الهجرة الى مدينة قم المقدسة ليكمل مشواره العلمي هناك ، فاستقر بها حتى اليوم و هو أحد أركانها البارزين .
من اساتذته البارزين :
آية الله العظمى السيد حسين البروجردي قدس سره .
آية الله السيد محمد محقق داماد .
آية الله الميرزا هاشم الآملي .
الامام روح الهم الخميني قدس سره .
العلامة آية الله السيد محمد حسين الطباطبائي قدس سره .
بعد انتصار الثورة الإسلامية تولى عدة مسؤوليات مهمة ، فكان عضواً في المجلس الأعلى للقضاء ، و أيضاً في مجلس خبراء تدوين الدستور ، و أيضاً في رابطة مدرسي الحوزة العلمية بقم ، و أيضاً في مجلس خبراء القيادة .
و تولى إمامة الجمعة لسنوات طويلة لمدينة قم المقدسة .
أوصل رسالة الإمام الخميني إلى غورباجف في رحلة له إلى الاتحاد السوفيتي السابق .
يشرف سماحته على مؤسسة الإسراء الدولية للعلوم الوحيانية في الحوزة العلمية .
يشرف أيضاً على مؤسسة الإمام الحسن العسكري عليه السلام للتعليم العالي في الحوزة العلمية .
بالنسبة للعقيدة الإسلامية، فإن الحياة الإنسانية لا تنحصر الحدود الدنيوية وإنما ترتبط مباشرة بالحياة الأبدية. ولهذا، فإن قوانين الإسلام تهتم بتهذيب النفوس وحفظ الإيمان وهداية العقول قبل إدارة الأمور العادية.
تشير آيات القرآن الكريم إلى أنّ الطين هو المادّة الأولى في خلق الإنسان، وإنّ الماء هو المادّة الأولى لكلّ الخلائق على هذه الأرض، وأصل الحياة فيها؛ ويقتضي هذا منّا أن نوظّف هذه العناصر التوظيف الأمثل لصيانتها من التدمير. من هنا، إنّ عناصر الحياة من المناخ المعتدل والتربة الخصبة والمياه نعمٌ إلهيّةٌ، والاستفادة منها والمحافظة عليها من الضرورات الحياتيّة.
قبل الدخول في صلب الموضوع لا بد من تقديم كلام في حاجة المجتمعات الإنسانية إلى الولاية والحكومة. فالبعض يشكك في أصل حاجة المجتمع للوالي والحاكم، وهؤلاء إما أنهم من المتحررين الذين لا يعترفون بأي نوع من القيود والقوانين ولا يرضخون لأي حساب أو كتاب، وإما أنهم من الذين عانوا كثيراً من ظلم الحكومات.
إن مسألة المعاد والحياة بعد الموت معقدة وصعبة إلى درجة أن عقول المفكرين قد حارت بشأنها أكثر من حيرتها في مسألة مبدأ العالم. إذ أن القول بإنكار وعدم وجود نهاية للعالم لم ينحصر فقط بالماديين ومنكري مبدأ العالم بل أن بعض المعتقدين بمبدأ العالم والمؤمنين بخالق الكون كان لديهم شك بشأنِ القيامة ولم يتقبّلوها.
يزخر دعاء الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف بجملة من التوصيات التي تمثل وظائف أخلاقية لمختلف أطياف المجتمع، فالشيخ والشاب والمرأة والغني والفقير.. كلٌّ منهم يجد لنفسه وظيفة أخلاقية يدعو له الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف بالتوفيق لتحصيلها.
يقول الله تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾1 إنّه وعدٌ إلهيّ غير قابل للتخلّف؛ أي إنّ دينه الذي ارتضاه سيغلب جميع الأديان، ويحكم العالم، ويوحّد جميع البشر، فلا يدين البشر إلّا بالدين الوحيد الذي ارتضاه الله لهم، وهو دين الإسلام:﴿ ... وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ... ﴾2. وإنّما يتحقّق هذا الوعد الإلهيّ الحتميّ حينما يظهر وليّ الله الأعظم عجل الله تعالى فرجه الشريف.
إذا كان لنائب من نوّاب إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف، كالإمام الخميني الراحل قدس سره، القدرة على إقامة نظام إسلاميّ، فلا شكّ في أنّ للوجود المبارك لوليّ الله الأعظم عجل الله تعالى فرجه الشريف القدرة على تغيير العالم وتسخيره، بواسطة 313 ناصراً ومريداً، وإن التحق سائر الناس برَكب أصحاب إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف وأنصاره وأوليائه لاحقاً.
لا يسعى الإنسان إلى انتظار شخص أو شيء إلّا إذا كان يترقّب منه أمراً ما؛ لأنّ ما كان مجهولاً لديه يُعدّ بالنسبة إليه أمراً غريباً، لا يتعلّق به قلبه بسهولةٍ. في المقابل، بقدر ما تكون المعرفة أجلى وأكثر صواباً، بقدر ما يكون انتظار ذلك أعمق وأقوى وحقيقته أعلى.
تفيد روايات عديدة أنّ كلّ قيام وثورة قبل الظهور محكوم بالفشل ولا قيمة ولا أثر له، إلّا أنّ مخالفة ما ذكر للخطوط الأصليّة للمعارف القرآنيّة والسنّة القطعيّة قيد يفيد عدم اعتبار هذه الروايات؛ إذ في المقابل وردت أخبارٌ متعدّدة تحضّ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، وإقامة الحدود الإلهيّة، وإحياء كلمة الله.
تبيين وجهة نظر الاسلام تجاه مستقبل العالم يتطلب منا الوقوف عند بعض القواعد الكلية الخاصة بمعرفة العالم في مكتب الاسلام ؛ لكي تتضح لنا شفافية رؤية الدين من الحكم العالمي السائد، ورد الافكار غير الناضجة التي تخلل اوعية الاستكبار العالمي تجاه فكرة نهاية العالم . اما الاصول والقواعد التي اكد عليها المكتب الاسلامي والتي لها دور كبير في معرفة مستقبل العالم يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
إن ابليس عدو خارجي ، وما لم يدخل في جوف الانسان فلا يمكنه ان يؤثر عليه . وعمل الشيطان إدخال السم الى جوف الانسان ، وتقريب ذلك اذا اراد شخص قتل آخر بالسم ، فوضع السم في جيبه ، او سقيه السم مع علم الطرف به سماً ثم يلقي ذلك من فمه فهذه عملية فاشلة ، وأما اذا تفاعل الجهاز الهظمي للانسان مع ذلك السم بحيث يسري عن طريق الدورة الدموية الى الاعضاء الحساسة في الجسم حينئذ يؤثر مفعوله المضر .
ما يمكن استنباطه من بعض الأيات الناظرة لأصل الخلقة والذي تؤكده بعض الروايات ، هو أن آدم و حوّاء (عليهما السلام) خلقوا من طينة واحدة ، ولا تفضيل لأحد على الآخر من هذا الجانب ، أي جانب الخلقة ، كما يقول الله تعالى في كتابه : ﴿ ... يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ... ﴾1 .