الحل يكون بالسعي لتكوين رأي عام مبني على الخطاب القرآني يريد الوحدة وينبذ الفرقة، وهذا يكون بزيادة النشاط الإعلامي والثقافي والديني لدعاة الوحدة الإسلامية في البيئتين السنية والشيعية.
الوحدة تعني أن نلتقي على المشتركات التي هي أغلب وأوسع من المفترقات.. نلتقي على الإيمان بالله ورسوله والحب والولاء لأهل بيت النبي عليهم السلام، نلتقي على مرجعية القرآن الكريم، وحتى الروايات الحديثية نجد فيها المشتركات بين المذاهب كثيرة جداً.
ليس هناك خلافات عقائدية في أصول العقائد، أي في ما يتعلق بالنظرة إلى الإنسان والكون والحياة والخالق والآخرة... وأما التفريعات العقائدية فالاختلاف فيها حاصل ولكنه غير أساسي، ولا يجوز أن يكفر أحد الآخر على أساسها.
علماء أهل السنة في القديم والحديث _إلا من شذ_ متفقون على أن الشيعة الإمامية مسلمون مؤمنون لا يجوز الحكم بكفرهم: فالبخاري ومسلم رويا في صحيحيهما عن شيعة كالقاضي الجعفري الرواجني وغيره.
لا شك أن جميع الطوائف والمذاهب الإسلامية تعظم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن يختلف مستوى التعظيم، فالمسلمون عموماً يرونه أفضل وأعظم وأكرم خلق الله، وهذه العظمة لا يجوز قصر أثرها على شخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل إن آثارها تتعدى إلى جميع الأمة، بل جميع الخلائق والعوالم، خلافاً للنظرة الوهابية الشاذة التي ترى محمداً صلى الله عليه وآله وسلم مجرد ساعي بريد أوصل الرسالة إلى الناس، وانتهى دوره بوفاته.
نأتي الآن إلى دعوة الإسلام إلى التمسك بأهل البيت؛ وقبل أن نقارب سرَّ هذه الدعوة وهدفَها، نُبيِّن بعض النصوص التي أكّدت على وجوب التمسك بأهل البيت والولاء لهم:
لقد بلغ الانحدار الأمريكي أن تعاقب مرقداً دينياً يُجْمِع المسلمون بكل مذاهبهم على قداسته، ولكن تضليل العصبية المذهبية يجعل البعض يظن أنه مرقد يخص الشيعة وحدهم. وأما أن أهل السنة معنيون بالإمام الرضا عليه السلام وبمرقده الشريف، فإنهم مجمعون على إمامته وجلالته (وشذوذ ابن تيمية في ذلك لا يبطل إجماعاً).
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدِنا محمد وعلى آله، وعلى التابعين لهم بإحسان من أصحابه وسائر أمته.