حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
هل هناك ضرورة لاحياء ذكرى مولد او وفاة النبي؟ خاصة اعلن مفتي السعودية ان الاحتفال بمولد النبي بدعة ضالة؟
إحياء ذكرى ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو يوم بعثته أو يوم وفاته، وكل الذكريات التي شكلت أحداثاً أو محطات هامة في تاريخ الأمة... كل ذلك يدخل في قوله تعالى: ﴿ ... وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ... ﴾ 1، فهذا التذكير والتذكر يجب أن نجعل منه محطات سنوية لربط الأمة بنبيها وآله، وبالمحطات العظيمة في تاريخها، لتستلهم منه بواعث نهضتها. وأما قول مفتي السعودية إن الاحتفال بدعة، أقول إن قوله ومنهجه هو البدعة، فهو منهج وتفكير غريب عن الفقه الإسلامي، فكل مذاهب المسلمين بما فيها مذاهب السنة الأربعة تقسم البدعة إلى حسنة وسيئة، وتجيز الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف. والحديث الذي يستدل به الوهابية على تحريم إحداث أي شيء، وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد» أقول: هذا الحديث هو دليل عليهم لا معهم، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أوتي جوامع الكلم، وهو لا يقول كلاماً زائداً، فلو كان الفهم الوهابي صحيحاً لما كان لعبارة "ما ليس منه" ضرورة. فقوله "من أحدث في أمرنا ما ليس منه" يفيد بمفهوم المخالفة أن من أحدث في أمرنا ما هو منه فليس برد. والاحتفال بالمولد هو توقير لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكل ما فيه توقير مطلوب في القرآن بقوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ... ﴾ 2. وطبعاً العلماء قدموا أدلة كثيرة على استحباب إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف لا يتسع لها المقام، وهي مبثوثة منشورة.
- 1. القران الكريم: سورة ابراهيم (14)، الآية: 5، الصفحة: 255.
- 2. القران الكريم: سورة الفتح (48)، الآية: 8 و 9، الصفحة: 511.