الجدير بالذكر أن السيد الشريف الرضي رضوان الله تعالى عليه نال شرفاً عظيماً بجمع ما أختاره من خطب و رسائل و حِكَم و مواعظ الامام أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب أسماه " نهج البلاغة " فأصبح ذكره خالداً كما و نال شهرة واسعة بواسطة هذا الكتاب العظيم.
كتاب نهج البلاغة مجموعة من الخطب والرسائل والحكم والمواعظ للإمام علي ابن أبي طالب (ع) انتخبها الشريف الرضي من بين الكثير من الخطب والرسائل والحكم المأثورة عن الإمام (ع) والمروية في مصادر كثيرة من كتب الشيعة والسنة.
ملفٌ يجمع في طياته ما يقارب (46) موضوعاً متنوعاً و مفهرساً نُشر في موقع مركز الإشعاع الإسلامي ضمن دائرة المعارف الاسلامية يختص بكتاب نهج البلاغة و مكانته و فضله، كما و يحتوي الملف على النصوص الدينية المرتبطة بالموضوع مستخرجة من نهج البلاغة و أيضا على أبحاث و دراسات و إجابات معمقة و الرد على الشبهات المطروحة بأقلام هادفة و أمينة لعلماء و كُتاب عدة بغية التسهيل على المراجعين و الباحثين الكرام.
لقد تناول أمير المؤمنين عليه السلام في خطبه الواردة في نهج البلاغة موضوع الإمام المهدي عليه السلام، وبشّر به من خلال مجموعة من النصوص وهنا نتناول بعضها:
أنّ هؤلاء أهل التقوى لو لم يحرّم الله عليهم قتل أنفسهم وإزهاق أرواحهم لأحبّوا الرحيل إليه عبر خروج أرواحهم من أجسادهم بسبب اشتياقها إلى الله وحنينها إليه ورغبتها بأن تكون أقرب ما يكون إلى الخالق.
قال الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام فيما رده على المسلمين من قطائع عثمان: "وَ اللَّهِ لَوْ وَجَدْتُهُ قَدْ تُزُوِّجَ بِهِ النِّسَاءُ وَ مُلِكَ بِهِ الْإِمَاءُ لَرَدَدْتُهُ، فَإِنَّ فِي الْعَدْلِ سَعَةً وَ مَنْ ضَاقَ عَلَيْهِ الْعَدْلُ فَالْجَوْرُ عَلَيْهِ أَضْيَقُ" 1.
يشكل كتاب نهج البلاغة أحد أبرز ملامح الشخصية الإبداعيّة والعبقريّة للإمام علي عليه السلام، وباعتقادي فإن هذا الكتاب هو أثمن جهد علمي وثقافي بشري على مرّ الزمان. فلا أظن أنّ كتاباً قد حوى بين دفّتيه كل هذه المعارف في ميادين ومجالات واسعة وشاملة قد وصل إلينا أو جادت به قريحة إنسان ليس بنبي.
لا شكّ أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد عُصم من الذنوب باتّفاق المسلمين وتسالمهم على ذلك، خصوصاً بعد بعثته فإنّه لم يخدش في عصمته أحد، ومع هذا فإنّه كان يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرّة.
ألف: قد ذكر: أن علياً (عليه السلام) قال لعثمان: «أنت أولى من الخلفاء بالنبي (صلى الله عليه وآله)، وسنته، لقرابتك ولصهرك الخ.. وهو قوله عليه السلام: وقد نلت من صهره ما لم ينالا..» 1. وذلك معناه: أن عثمان قد صاهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ابنتيه..
يعني جامع الأسئلة الخطبة 223 من نهج البلاغة حيث بدأت الخطبة بجملة «لله بلاء وفلان» ولم يذكر هناك لا اسم أبي بكر ولا اسم عمر، وإنّما ذكر كلمة «فلان»، ثمّ إنّ هنا أُموراً:
من المصادر لها: علل الشرايع ج1 ص151 ومعاني الأخبار ص361 والبحار ج29 ص498 وابن ميثم في شرح نهج البلاغة ج1 ص249 والمعتزلي وغير ذلك كثير. وراجع كتاب مصادر نهج البلاغة ج1 ص309 ـ330 والغدير للعلامة الأميني ج7 ص82
هل ثبت عندكم سند خطبة البيان المنسوبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) أم لا؟ ولماذا لم يضمها الشريف الرضي إلى مجموع ما نقله من خطب لأمير المؤمنين (عليه السلام) في كتاب نهج البلاغة؟ وأخيراً: هل يوجد شرح لهذه الخطبة؟
في نهج البلاغة طبعة مصر صفحة 8 هذه العبارة: (إنما الشورى للمهاجرين والأنصار إن اجتمعوا على رجل سموه إماماً كان ذلك لله رضاً)، فهل يوافق مذهبكم على هذا الكلام؟
وإذا كان إمامكم علي يقول إن بيعة الخلفاء الثلاثة مرضية لله، فلماذا تعترضون عليها ولا ترضون بها؟
في خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) قال فيها: «.. وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة ..». فكيف يمكن لنا أن نفهم معنى هذا القول بملاحظة ما يذهب إليه علماؤنا من أن الصفات عين الذات؟
أولاً : إن علماء الأمة الصالحين ، قد تصدوا لرد هذه الشبهة ، التي أطلقها أناس لا يخافون الله . وقد أظهروا رضوان الله تعالى عليهم وقدّس أسرارهم ؛ بما لا يقبل الشك أن ما نقله السيد الشريف الرضي في كتاب « نهج البلاغة » ، قد رواه علماء عاشوا قبل عهده رحمه الله ، في مؤلفاتهم ، ومجاميعهم الحديثية ، والتاريخية ، والأدبية ، وغيرها . . وكتاب : « مصادر نهج البلاغة » ، للعلامة السيد عبد الزهراء الخطيب ، شاهد صدق على ذلك . . كما أن نصوص هذه الخطب ، والكتب ، والأقوال ، قد رواها معاصرون ، ولاحقون للشريف الرضي ، بنحو يظهر منه : أنهم أخذوها عن غيره رحمه الله . .
إن محاولة فهم طبيعة النفس البشرية، من ناحية خيرها وشرها، مهمة معقدة،ليست يسيرة. أضف إلى ذلك أن مساعدة البشر على تغيير تلك النزعات والخصال السيئة التي تتصف بها كثير من النفوس هي أيضاً ليست بالمهمة السهلة. كما أن عملية التغيير لا تتم على أسس نظرية بالوعظ المجرد فحسب، إذ لابد أن يقترن ذلك بالممارسة العملية، اعتماداً على الفضيلة والقدوة الحسنة. لكن ذلك لا يقوم إلا القليل من البشر، منهم إمام المتقين علي بن أبي طالب(ع)، حيث يتضح هذا من خلال خطبه ووصاياه وكتبه، التي تجمع بين الوعظ المجرد، والممارسة العملية، متمثلة بموقعه في قيادة الأمة الإسلامية، التي أعطته زخماً عالياً في الإحاطة الواسعة في فهم طبيعة النفس البشرية.