كان «صلى الله عليه وآله» حين قدم المدينة يتوجه إلى بيت المقدس، فصار اليهود يعيرونه، ويقولون: أنت تابع لنا، تصلي إلى قبلتنا. فاغتم رسول الله «صلى الله عليه وآله» من ذلك غماً شديداً، وكان قد وُعد بتحويل القبلة، فخرج في جوف الليل يقلب وجهه في السماء، ينتظر أمر الله تعالى في ذلك، وأن يكرمه بقبلة تختص به.
إن أول من أسلم ، واتبع وصدق ، وآزر وناصر ، هو أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه وعلى أبنائه الأئمة الطاهرين . وأورد العلامة الأميني في كتابه القيم 1 : أقوالاً عن العشرات من كبار الصحابة ، والتابعين ، وغيرهم من الأعلام ، وعن العشرات من المصادر غير الشيعية ، تؤيد وتؤكد على أن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو أول الأمة إسلاماً .
ورد في كتاب للإمام عليّ (عليه السلام) إلى معاوية ـ جواباً على كتاب له ـ ما نصّه : " كان أشدّ الناس عليه [على رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)] تأليباً و تحريضاً هم أُسرته ، و الأدنى فالأدنى من قومه إلاّ قليلا ممّن عصمه الله منهم . .
إن الحديث عن الأئمة، وعن حياتهم، ومواقفهم وممارساتهم ليس حديثاً عن أشخاص لهم ميزات وخصائص محدودة، ذات طابع فردي تمتاز بها شخصية ما على حد ما عرفناه وألفناه.
وإنما هو حديث عن الإسلام بشتى مجالاته، ومختلف أبعاده ، وأروع خصائصه، وبكل ما فيه من شمولية، وأصالة وعمق.
إنه حديث عن الحياة بحلوها ومرها، وبكل ما لها من اتساع وامتداد، وغموض ووضوح وهو أيضاً حديث عن هذا الكون الرحب، وعن كل ما فيه من عجائب وغرائب وآيات بينات.
يحاول بعض الكتاب أن يفصل الحركة الصفوية عن التأثير الواسع لموجة التشيع التي أحدثها نصير الدين الطوسي والعلامة الحلي قُدِّس سرهما، في العالم الإسلامي، وخاصة في العراق وإيران. فبعض خصوم الشيعة يريد أن يجعل التشيع مذهباً ابتدعته الدولة الصفوية في مقابل الدولة العثمانية التي تمثل الخلافة ! ولذلك تراه يكذب ويقول إن إيران كانت كلها سنية قبل الصفوين فأجبروها على التشيع !
ويزيده إصراراً على ذلك أنه يرى أن كل ما عند المذاهب أو جله من الإيرانيين، فيرى لكذبته وجهاً من الصحة!
تذكر أرقاما متعددة من واحد إلى ثلاثين، عن الذين ثبتوا يوم أحد، فنجد روايات مختلفة جدا، ولكن الصحيح هو أن علياً عليه السلام وحده هو الذي ثبت يوم أحد فرّ الباقون. و يدل على ذلك :
في مصر مئات الأضرحة والمشاهد المنتشرة في المدن والقرى الكثرة الغالبة منها لأناس يمثلون رموز الصوفية وبعضهم علماء اشتهروا في زمانهم أو لهم كرامات تعمق من مكانتهم الروحية في قلوب الناس. وذلك مثل ضريح السية زينب والحسين والسيدة نفيسة والرفاعي والشافعي بالقاهرة. وضريح السيد البدوي بطنطار والمرسي بالإسكندرية والدسوقي بكفر الشيخ والقناوي بقنا. وهناك أضرحة ومشاهد خاصة برموز الطرق الصوفية الكبرى مثل ضريح سلامة الرضي والشاذلي وأبي العزائم وصالح الجعفري و غيرهم. ويكتظ جنوب مصر (الصعيد) بعشرات الأضرحة حتى أنه يصعب أن توجد قرية من قرى الصعيد لا يوجد بها ضريح أو فقيه أو على حد تعبير العامة (ولي). و في أسو أن يوجد أكثر من عشرة أضرحة ينتسب أصحابها لآل البيت ترفرف من فوقها الأعلام الحمراء والخضراء.
بلال بن رباح أول مؤذن في الإسلام
اسمه : بلال بن رباح الحبشي المؤذن لرسول الله صلى الله عليه و آله .
قال الشيخ الطوسي : بلال مولى رسول الله صلى الله عليه و آله ، شهد بدراً ، و توفي بدمشق في الطاعون سنة 18 كنيته أبو عبد الله ، و قيل أبو عمرو ، و يقال أبو عبد الكريم ، و هو بلال بن رباح ، مدفون بباب الصغير بدمشق
انّ الذين يتسمّون "بأهل السنّة" ليس لهم في الحقيقة من سنّة النبيّ شيء يذكر .
وذلك لأنّهم، أو بالأحرى لأنّ أسلافهم من الصحابة والخلفاء الراشدين عندهم الذين يقتدون بهم، ويتقرّبون إلى الله بحبّهم وولائهم، قد وقفوا من السنّة النبويّة موقفاً سلبياً إلى درجة أنّهم أحرقوها، ومنعوا من كتابتها والتحدّث بها .
ولابدّ لنا من كشف الستار عن تلك المؤامرة الخسيسة التي حيكتْ ضدّ السنّة النبويّة المطهّرة لمنع انتشارها والقضاء عليها في المهد، وإبدالها ببدع الحكّام واجتهاداتهم، وآراء الصحابة وتأويلاتهم .
هو أحد أباة الضيم، ومن مقدمي علماء أهل البيت، قد اكتنفته الفضائل من شتى جوانبه، علم متدفق، وورع موصوف، وبسالة معلومة، وشدة في البأس، وشمم يضع له كل جامع، وإباء يكسح عنه أي ضيم، كل ذلك موصول بشرف نبوي، ومجد علوي، وسؤدد فاطمي، وروح حسيني.
والشيعة على بكرة أبيها لا تقول فيه إلا بالقداسة، وترى من واجبها تبرير كل عمل له من جهاد ناجع، ونهضة كريمة، ودعوة إلى الرضا من آل محمد، تشهد لذلك كله أحاديث أسندوها إلى النبي صلى الله عليه وآله وأئمتهم عليهم السلام، ونصوص علمائهم، و مدايح شعرائهم وتأبينهم له، وإفراد مؤلفيهم أخباره بالتدوين.
أما الأحاديث فمنها قول رسول الله صلى الله عليه وآله للحسين السبط: يخرج من صلبك رجل يقال له: زيد يتخطا هو وأصحابه رقاب الناس يدخلون الجنة بغير حساب 1.
كان الإمام الرضا (ع) بمثابة قرآن ناطق ، فخلقه من القرآن ، وعلمه ومكرماته من القرآن ، أو ليس القرآن هو آية الله العظمى في خلقه ، أولم ييسّره ربنا لمن شاء من عباده أن يستقيم عليه ؟ أوَ يكون ذلك غريباً أن يصبح من تمثل القرآن في حياته آية عظمى لرب العالمين . والنبي (ص) كان أفضل وأعظم ميزاته ، أنه عبد يوحى إليه ، وحين سأل بعضهم عن خلقه العظيم قال : " كان القرآن خلقه ..".
مبدأ حماية حقوق الإنسان مبدأ ديني ، منبعه و مصدره الشرائع الإلهية التي أوحاها الله تعالى لأنبيائه و رسله ( عليهم السلام ) و أمرهم بتعليمها للناس و تطبيقها لتستقيم أمورهم . فمضمون الشرائع الإلهية لا يتعدى التعرف على الله الخالق و الواهب للإنسان هذه الحقوق ، و التعرف على حقوق الله المترتبة على الإنسان ، و تنظيم هذه الحقوق و حمايتها ، و الوصول إلى أفضل الطرق لممارستها و التمتع بها .
١. في مقاتل الطالبيين / ٣٩٥ : « وكان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب ، غليظاً على جماعتهم ، مهتماً بأمورهم ، شديد الغيظ والحقد عليهم ، وسوء الظن والتهمة لهم ، واتفق له أن عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزيره ، يسئ الرأي فيهم ، فحسَّن له القبيح في معاملتهم ، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله. وكان من ذلك أن كَرَبَ قبر الحسين (ع) وعَفَّى آثاره ، ووضع على سائر الطرق مسالح له ، لا يجدون أحداً زاره إلا أتوه به ، فقتله ، أوأنهكه عقوبة!
من الأدلة والأحاديث التي ألوت بعنقي للاقتداء بعلي عليه السلام تلك الأدلة التي أخرجتها الصحاح وكتب السيرة والتاريخ عند أهل السنة والجماعة بحيث أخذت الأدلة فقط المعتمد عليها في كتب أهل السنة ومن هذه الأدلة:
ومما هيأ من جهته لحديث الغدير الخلود والنشور، ولمفاده التحقق والثبوت، اتخاذه عيدا يحتفل به وبليلته بالعبادة والخشوع، وإدرار وجوه البر، وصلة الضعفاء، والتوسع على النفس، والعائلات، واتخاذ الزينة والملابس القشيبة، فمتى كان للملأ الديني نزوع إلى تلكم الأحوال فطبع الحال يكون له اندفاع إلى تحري أسبابها، و التثبت في شؤونها فيفحص عن رواتها .
أو أن الاتفاق المقارن لهاتيك الصفات يوقفه على من ينشدها ويرويها، وتتجدد له وللأجيال في كل دور لفتة إليها في كل عام، فلا تزال الأسانيد متواصلة، والطرق محفوظة، والمتون مقروئة، والأنباء بها متكرر .
والبحث عن الإمامة بحث في غاية الحساسيّة والاهميّة ، لانّنا نرى وجوب معرفة الإمام ، وعندما نبحث عن الإمام وتعيين الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، نريد أن نعرف الحقّ في هذه المسألة الخلافية ، ثمّ لنتّخذه قدوةً واُسوة ، لنقتدي به في جميع شؤوننا ، وفي جميع أدوار حياتنا .
إنّما نريد أن نعرفه ولنجعله واسطة بيننا وبين ربّنا ، بحيث لو سئلنا في يوم القيامة عن الإمام ، بحيث لو سئلنا يوم القيامة لماذا فعلت كذا ؟ لماذا تركت كذا ؟ أقول : قال إمامي إفعل كذا ، قال إمامي لا تفعل كذا ، فحينئذ ينقطع السؤال .