الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

الزواج ميثاق فطري

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ 1
من آيات سورة المؤمنون هذه الآيات التي تتحدث عن الملازمة بين الإيمان والعفه : ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ 1وانطلاقا من هذه الآيات المباركات نتحدث في محاور ثلاثة :

المحور الأول: في فطرية ميثاق الزواج بين الذكر والأثنى

عندما نريد أن نعرف الزواج تعريفا دقيقا فالزواج ميثاق يؤدي إلى إشباع الحاجة الفطريه لدى الإنسان والقرآن الكريم يعبر عنه بأنه ميثاق أي أنه عقد ملزم له آثار معينه  ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ 2، الزواج ميثاق غليظ يعبر عنه القرآن الكريم هذا الميثاق يقوم بإشباع الحاجات الفطريه لدى الإنسان لكي يتبين لنا مدى فاعلية الزواج في إشباع الحاجات الفطريه لدى الإنسان نقرأ هذه الآية المباركه : ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ... 3وقال في آية آخرى : ﴿ ... هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ... 4هذه الآيات تحتاج إلى دقه في تفسيرها تأملوا معي ، الآيه عندما تقول : ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ... 3مامعنى كلمة ، مِنْ أَنْفُسِكُمْ ؟ هل الزوجه خُلقت من نفس الزوج هل الزوج خُلق من نفس الزوجه مامعنى كلمة ، من أنفسكم ؟ القرآن الكريم عندما يعبر بالأنفس ، هذه الكلمه تعني الإشتراك بالخصائص إذا اشترك شخصان في الخصائص يقال : هذا نفس هذا وهذا نفس هذا ، الإشتراك في الخصائص هو معنى كلمة الأنفس .

والإشتراك على ثلاثة أقسام :
القسم الأول : الإشتراك بالخصائص الصنفية
بمعنى أن يكون الإنسان من القبيله الفلانيه كون الإنسان من القبيله الفلانيه يعني أنه يشترك مع هذه القبيله في الخصائص الصنفيه في بعض الجينات الوراثيه في بعض الشمائل وبعض المظاهر فهو من أنفس القبيله ، لماذا ؟ لأنه يشترك مع القبيله في بعض الخصائص الصنفيه . من هنا عبر القرآن عن النبي محمد أنه من أنفس قريش :  ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ 5بمعنى أن النبي جاء وهو مشترك معكم في الخصائص الصنفيه لأنه من قبيلتكم ومن نسلكم لأنه من هذه السلاله التي أنحدرتم منها ، عبر عنه القرآن الكريم بالأنفس : ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ... 5وقال في آية آخرى :  ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ... 6.

القسم الثاني : الإشتراك في كل الخصائص ليس فقط الإشتراك في الخصائص الصنفيه
أحيانا يعبر القرآن بكلمة الأنفس ويريد الإشتراك في كل الخصائص لا خصوص الخصائص الصنفيه ، مثلاً عندما عبر القرآن عن علي بأنه نفس النبي : ﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ 7لماذا عبر عن الإمام علي بأنه نفس النبي ؟ ﴿وأنفسكم﴾ لأنه مشترك معه في كل الخصائص لم تكن هناك خصوصية للنبي إلا ووهبة لأمير المؤمنين علي والإمام علي يقول وهو يتحدث عن هذه الأنفسيه وهذا الإشتراك في جميع الخصائص ويقول : ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزول الوحي على النبي فقلت : يارسول الله ما هذه الرنه ؟ قال : إنها رنة الشيطان يئس من عبادته ، إنك لتسمع ما أسمع وترى ما أرى غير أنك لست بنبي . وقال في حديث آخر : ”أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي“ إذاً هذا الإشتراك بينهما في مطلق الخصائص وفي كل الخصائص ماعدا النبوه جعل الإمام علي نفس النبي : ﴿ ... وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ... 7.

القسم الثالث : الإشتراك في الخصائص الفطريه . مامعنى هذا ؟
نحن عندما نقرأ ونتأمل شخصية الرجل وشخصية المرأه ، عندما نتأمل كلتا الشخصيتين نجد أن كلاً منهما جُهز بخصائص فسيولوجيه وسكيولوجيه بمعنى جُهز بخصائص نفسيه وخصائص بدنيه هذه الخصائص جعلت كلاً منهما يشعر بالحاجه الملحه للآخر ، فهما مشتركان في إحتياج كل منهما للآخر ، هما مشتركان في الخصائص الفطريه التي زَرعت وغرست حاجة كلٍ منهما للآخر ، وهذا الإشتراك في الخصائص الفطريه عبر عنه القرآن بأنفس أيضا قال : ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ... 3ما معنى الأنفس هنا ؟ معناها أنه كل منكما أُعطي خصائص نفسيه وبدنيه جعلتهُ يشعر بحاجةٍ فطريةٍ ذاتيةٍ للآخر ، تراقب شخصية الرجل وشخصية المرأه كل منهما يحمل خصائص الحاجه إلى الآخر والتكامل بالآخر والإرتباط بالآخر وهذا معنى كلمة الأنفس :﴿ ... خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ... 3هذا الخطاب عام للذكر وللأنثى كل منهما يشعر بالحاجة للآخر .

ماهي الحاجات الفطرية التي ربطة الرجل بالمرأة وربطة الذكر بالأنثى ؟ لاحظوا القرآن الكريم يُركز على عدة حاجات فطرية الحاجة الأولى : ﴿ ... لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ... 3السكن يعني الإستقرار العاطفي ، الإنسان بطبعه يعيش غلياناً عاطفياً ، الإنسان بطبعه يعيش عواطف متناقضه ومشاعر متناقضه ، هذا التناقض هذا التداين هذا الإضطراب والغليان في المشاعر والعواطف يحتاج إلى مصدر يُغذيه بالهدوء وبالإستقرار حتى الأم لاتستطيع أن تشبع هذه الحاجه عند الإنسان لايمكن .

العواطف التي تعصف بالرجل بما هو رجل ، والعواصف التي تعصف بالمرأة بما هي امرأة لا تغذيها أمٌ ولا أب ، الأم والأب يُغذيان العواطف الإنسانيه العامه أما العواطف التي تختص بالرجل بما هو رجل والمرأه بما هي امرأة لا يستطيع الأبوان أن يغذيهما أبدا إذا هذا الغليان العاطفي والإضطراب النفسي يحتاج إلى مصدر يغرس فيه الهدوء والإستقرار وليس إلا الطرف الآخر لتسكنوا إليها إشارة إلى الهدوء والإستقرار العاطفي إذاً هذه الحاجة الأولى .
الحاجه الثانيه : ﴿ ... وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ... 3 لاحظ تعبير القرآن هنا دقيق في السكن لم يقل جعل قال : ﴿ ... خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ... 3لم يقل وجعل بينكم سكنا عندما جاء للموده والرحمه قال :  ﴿ ... وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ... 3 لماذا هنا عبر بالجعل وهناك بالإستقرار والهدوء العاطفي لم يعبر بالجعل ، ماهو الفرق بينهما ؟ هناك فرق أساسي بين الحاجتين :

الحاجة الأولى : وهي حاجة الإنسان إلى السكن العاطفي والإستقرار العاطفي هذه حاجة قهريه وليست بإرادة الإنسان ، أما حاجة الإنسان للموده والرحمه فهي حاجه تستقر إلى إرادة الإنسان وإختيار الإنسان فهناك فرق بين الحاجتين حاجة الإنسان إلى السكن والهدوء العاطفي حاجة ليس للإنسان إختيارٌ فيها ، ليس للإنسان إرادة فيها . الإنسان كما يشعر بالجوع بدون إرادته وإذا أكل الطعام إرتفعت حاجته إلى الجوع بدون إرادته .
كذلك حاجة الإنسان إلى السكن العاطفي بدون إرادته وإذا قرب من الزوجة وحصل على الهدوء والإستقرار العاطفي هذا أيضاً بدون إرادته ، فالإرادة هنا لا تتدخل لا في الحاجة ولا في إشباع الحاجة لذلك قال تعالى : ﴿ ... أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ... 3ولم يقحم الجعل في الموضوع .

بينما حاجة الإنسان إلى المودة والرحمة حاجة تحتاج إلى إرادة من الإنسان تحتاج إلى مبادرة من الإنسان لولا المبادرة لما تمت هذه الحاجة ولما أشبعت هذه الحاجة ، لأن هذه الحاجة تعتمد على الإرادة والمبادرة فهي تحتاج إلى الجعل لذلك هنا عبر بالجعل قال :  ﴿ ... وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ... 3.

الحاجة الثانية : حاجة الإنسان إلى المودة ، هناك فرق بين المودة والمحبة نحن نخلط بين الصفتين .
المحبة : جنوح يعيش في داخل الإنسان أنا أحب فلان بمعنى أن في نفسي ميولا ونزوعا إليه لكن المودة تعني إبراز المحبة مودة فالمودة من صفات الفعل والنفس ، المحبة شيء كامن في النفس ولكن مالم يُبرزه مالم يظهره لا يقال له موده يُقال له محبة ، إذا أبرزه وأظهره بقوله بفعله بعلاقته يُسمى ذلك مودة فهناك فرق بين المحبة والمودة ، لذلك القرآن لم يطلب من المسلمين محبة أهل البيت ، بل مودة أهل البيت : ﴿ ... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ... 8 بمعنى المحبة لا تكفي شخص يقول : أنا أحب أهل البيت ، كثير من المذاهب الإسلاميه الأخرى ، تقول : أنها تحب أهل البيت ، أين المودة ؟ المحبة شيء كامن في النفس لا يفيض ، المطلوب هو المودة بمعنى أن تبرز محبة أهل البيت بالإهتمام بأفراحهم وأحزانهم وبسيرتهم ، بفضائلهم .

مالم يكن لك إهتمام بأشخاص أهل البيت وبأنوارهم فأنت تعيش المحبة دون المودة والمطلوب هو المودة :  ﴿ ... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ... 8 أي إبراز المحبة وإلا المحبة الكامنة في النفس ليست كافية .

إذا الحاجة الثانية : الحاجة إلى المودة : معناها أن الإنسان مُحتاج إلى تبادل الحب بينه وبين طرف آخر ، يحتاج الزوج إلى أن يشعر أن زوجته تبادله الحُب وتحتاج الزوجة إلى أن تشعر أن زوجها يبادلها الحب ، لا يكفي الحب الكامن في النفس لابد من مُبادلة في هذا الحب ، بمعنى أن يقوم كلا منهما بالمبادرة ، بمبادرة إظهار المحبة وإبرازها لذلك ورد في الحديث عن الإمام الباقر : ”قول الزوج لزوجته أحبك لا يذهب من قلبها أبدا“ لماذا ؟ لأنه إبراز ، أنت تحتاج حاجة فطرية إلى أن تعبر لها عن المشاعر وهي تحتاج إلى ذلك أيضاً ، كلٌ منكما يحتاج إلى تبادل المحبة ، حتى لو أنت عمرك 70 سنة وهي 69 سنة ، مع ذلك هي تحتاج وأنت تحتاج ، لا يعني أن الإنسان إن كبر كبُرت المشاعر وشاخت وهرمت وانتهى ، دور المشاعر والعواطف لا ، رصيد العواطف والمشاعر يبقى متأججاً يبقى حياً يبقى غضاً بين الزوجين تبادل المودة والمحبة حاجة فطرية أساسية يفتقر إليها كل من الزوجين حتى لو صار عمرهمها 80 أو 90 سنه ، إذاً هذه الحاجة تحتاج إلى مبادرة لذلك أقحم الجعل في التعبير عنها .
الحاجة الثالثة : الحاجة إلى الرحمة : ﴿ ... وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ... 3 مامعنى الرحمة ؟ هذه جداً حاجة مهمة ، نحن في الحاجتين الأوليتين الحاجة إلى السكن العاطفي والحاجة إلى تبادل المحبة ، نحوم حول ذواتنا لأنني أحتاج إلى أن أهدأ هدوئاً عاطفياً أحتاج للمرأة .

لأنني أحتاج إلى تبادل المحبة أحتاج إلى المرأة . لكنني في كلتا هاتين الحاجتين أحوم حول ذاتي أحوم حول نفسي ، أما في الحاجه الثالثه فهي تخرجني من نفسي إلى غيري ، أنت تحتاج إلى أن تتحرر من نفسك ، وأن تتحرمن أنانيتك ، أن تتحرر من كلمة ال أنا .
الإنسان منذ ولادته أنا أنا أحتاج أنا أريد . . . الإنسان منذ ولادته إلى أن يكبر إلى أن يتزوج لا يفكر إلا في نفسه لا يفكر إلا في ال أنا وفي غريزة حب الذات ، الزواج يحرره من غريزة حب الذات ، ومن أل أنا ويخرجه من الأنانية ويُعطيه شعوراً بالغيرية ، لأن هناك إنسان آخر شريكٌ معك في حياتك يحتاج إلى الرقة يحتاج إلى اللين والعطف :﴿ ... وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ... 9 ، ﴿ ... وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ ... 10تحتاج إلى أن تخرج من طوق الأنانية ومن طوق النفس وأن تكون إنسانا غيريا ومعطاءاً وإنساناً باذلاً ، هذه الروح روح الغيرية والعطاء والبذل يُغذيها الزواج ، فمن أهم الحاجات الفطرية التي يغذيها الزواج أنه يخرجك من الأنانية إلى العطاء إلى البذل ، يُخرجك من ال أنا إلى الرحمة ولذلك قال القرآن الكريم :  ﴿ ... وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ... 3.

الحاجة الرابعة : التي عبرت عنها آية أخرى :  ﴿ ... هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ... 4 الإنسان لماذا يحتاج إلى اللباس ؟ لكي يحميه من الحر والبر هو أيضاً يحتاج إلى المرأة لأن المرأة تحميه من الإنزلاق والإنحراف ، والمرأة تحتاج إلى الرجل لأنها تحتاج إلى الحمايه من يحميها من الإنحراف والإنزلاق كلٌ مِنهما يحتاج إلى الآخر حاجته إلى الحماية :  ﴿ ... هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ... 4 إذاً هناك حاجات فطرية أربع ركز عليها القرآن الكريم : السكن ، والمودة والرحمة ، والحماية .

فالزواج ميثاق فطري يُشبع هذه الحاجات الأربع التي ذكرها القرآن الكريم .

المحور الثاني : آية زواج المتعة «الزواج المنقطع»

عندما نقرأ قوله تعالى : ﴿ ... فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ... 11هذه الآية لا إشكال في ظهورها في الزواج المنقطع المُعبر عنه بزواج المتعة لعدة قرائن :

القرينة الأولى

أنه لم يعبر بالنكاح ولا بالزواج عبر بالإستمتاع :  ﴿ ... فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ ... 11والإستمتاع في العرف العربي : هو عبارة عن العقد المنقطع العُرف العربي يفهم من كلمة الإستمتاع الإشارة للعقد المنقطع .

القرينة الثانية

قال :  ﴿ ... فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ... 11 معناه أن استحقاق المهر بعد المفروغ يعني الإستمتاع لو كان الزواج زواج دائم ، المرأة في الزواج الدائم تستحق نصف المهر بمجرد العقد .

الإنسان لو عقد على امرأة عقداً دائماً المرأة هنا تستحق نصف المهر حتى لو طلقها بعد ذلك ، ولو لم يدخل بها ولو لم يتمتع بها ولو لم يكن بينه وبينها أية عِلاقه المرأة تستحق نصف المهر بمجرد العقد الدائم «عقد النكاح» بينما هنا في الآية ، قال : أن استحقاق الأجرة لا يصير إلا بعد الإستمتاع :  ﴿ ... فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ... 11 إذاً هذه قرينة على أن الآية ليست ناظرة للعقد الدائم إذ لو كانت ناظرة للعقد الدائم لكان استحقاق الأجر بمجرد العقد لا يحتاج إلى استمتاع بينما هذه الآية ذكرت أن استحقاق الأجرة فرع الإستمتاع وهذه قرينة على نظرها للعقد المنقطع حيث لا تستحق الزوجة المُتمتع بها أجرة إلا بعد تمكين نفسها إلى الزوج .

القرينة الثالثة

أن الآيه عبرت بالأجرة لم تُعبر بالمهر أو الصداق ، عندما نرى في الآيات الأخرى التي تتحدث عن الزواج الدائم تعبر بالصداق : ﴿ وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ... 12مهر في العقد الدائم يُعبر عنه بالنِحله أو يُعبر عنه بالصداق ، الآيه لا عبرت بالصداق ولا بالنِحله عبرت بالأُجره :  ﴿ ... فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ... 11 وهذه قرينة ثالثة على أن الآية ناظرة للعقد المنقطع وليست ناظرة للعقد الدائم .

ثم الصحابة هكذا فهموا ابن عباس ، سقي ، أبي ابن كعب ، مجاهد ، قتاده ، أئمة أهل البيت كلهم فهموا نظر الآية للعقد المنقطع للمسمى بزواج المتعة .
بعض المفسرين من إخواننا أهل السنة يقولون أن هذه الآية نسخت ، صحيح الآية دلت على مشروعية العقد المنقطع أن العقد المنقطع مشروع لكنه نسخ لهذه الآية التي قرأناها الليلة :﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ 1يقول لك هذه الآية نسخت تلك الآية وبينت أن لا نكاح إلا الزواج أو مِلك اليمين ، معناه الزواج الدائم ، بمعنى الرجل إذا ملك امرأة مِلك يمينٍ جاز له نكاحُها وجاز له الإستمتاع بها ليس بالعكس المرأة لا ، افترض المرأة إذا ملكت رجلا مِلك يمين ليس لها معه أية عِلاقة جسدية ، هذا أمر محرم ، أن هذه الآية بنظر بعض المفسرين نسخت آيتي متعة ، هل هذا النسخ صحيح أم لا ؟ نقول غير صحيح ، لماذا ؟

أولاً : آية المِتعة مدنية نزلت قُرب معركة خيبر بينما هذه الآية مكية : ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ «5» إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ﴾ ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ... 13سورة المؤمنون كلها مكية نزلت في مكة ، بينما آية المتعة آية مدنية ، فكيف يتقدم الناسخ على المنسوخ ؟ الناسخ مكي والمنسوخ مدني هذا أمر غير معقول .

ثانيا : الضرورة الإسلامية لمُقتضى ماورد عن النبي محمد حيث قال : ”إما نكاح أو مِلك يمينٍ أو سِفاح“ يعني لا شيء وراء هذين إلا السِفاح يعني الزنا ، أي علاقة بين الرجل والمرأة إما نِكاح أو مِلك يمين أو سِفاح ، نسأل أي مُسلم أين تدخل زواج المتعة ؟ فإما أن يكون نِكاح أو سِفاح ، إما أن تقول زواج المتعة العقد المنقطع نِكاح أو تقول سِفاح ، إذا قال العقد المنقطع سفاح ، قل له زنا كيف شرعه الله ؟ حتى لو نسخه بعد ذلك هل يعقل أن يشرع الله الزنا ؟ هل يُعقل أن يرخص الله بالزنا ولو مرة في الحياة يعقل ؟ القرآن الكريم يُعبر عن الزنا : ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ 14.

وقال في آية أخرى : ﴿ ... وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا 15إذا الزنا فاحشه وسبيل سيء هل يعقل أن يرخص الله للناس الفاحشة ؟ يقول لهم أنتم لخمسة أيام مرخص لكم بالفاحشة هذا معقول حتى لو زواج المِتعة نُسخ بعد ذلك ، المهم أنه شُرع ، في يوم من الأيام جميع المسلمين متفقون على أن زواج المِتعة شرع في يوم من الأيام ، هل يعقل أن يشرع الله السِفاح والفاحشة ولو لمدة مؤقتة ؟ هذا شيء غير معقول يصبح هذا تهافوت في التشريع الإسلامي ، أنه من جهة يعتبر الزنا فاحشة ومن جهة يُرخص فيه .

إذا لم يُعقل الترخيص في السفاح والزنا إذاً لا محالة العقد المنقطع زواج وليس زنا ، لأنه لايوجد قسم رابع إما زواج وإما زنا أو مِلك يمين وهو ليس مِلك يمين إذاً إما زواج أو زنا ، لا يمكن أن يكون زنا لأنه لايمكن أن يُرخص في الزنا وهو فاحشة .
إذاً تعين أن يكون زواج فإذا صار العقد المُنقطع زواج دخل تحت الآيه المباركه :﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ ... 13فأزواجهم تشمل الزوجه الدائمة والزوجة المنقطعة فلا تكونوا هذه الآية ناسخة لآية المِتعة ليس لها علاقة لأن هذه الآية تقول : ﴿ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ ... 16والزوج يشمل الزواج المنقطع والدائم فإن كليهما زوج يترتب عليه آثار الزواج ، لو ولدت امرأته بالعقد المنقطع فهو ولد شرعي له ولو فارقها بهبة المُدة أو بإنقضائها عليها أن تعتد منه إذاً فهو زواج شرعي كسائر أنواع الزواج .

ثالثاً : أنت تدعي أن هذه الآيه ناسخه لآية المِتعة والصحابه يكذبون ذلك ، فهم لايقبلون هذا النسخ .
لو نرجع إلى صحيح مسلم ومسند أحمد يرويان عن عطاء عن جابر بن عبدالله ، جابر لا أحد يشك فيه من المسلمين كلهم هذا من الأشخاص الذين أُتفق عليهم جابر بن عبدالله الأنصاري يروي عنه عطاء يقول : استمتعنا على عهد رسول الله وعلى عهد أبي بكر وعلى عهد عمر حتى نهى عنه عمر في قضية عمرو ابن حُرير . إذاً هذا كلام جابر صريح في أن المِتعة لم تُنسخ في القرآن الكريم ، لو نُسخت لما إستمر الصحابة على الإستمتاع إلى أن نهى عنه عمر في قضية عمرو بن حرير ، وأيضاً ابن عباس وغيره من الصحابة الذين جادلوا في أن هذا الزواج بقي إلى أن نهى عنه الخليفه الثاني .
أيضاً لو رجعت إلى ابن عساكر الطبري والرادفي في تفسيره الكبير ، وإلى الزمخشري في الكشاف وإلى السيوطي في الدر المنثور . كلهم ينقلون عن الخليفة في خطبته مِتعتان كانتاعلى عهد رسول الله حلالاً أنا مُحرمهما ومُعاقب عليهما ، إذاً هذا اعتراف من الخليفة الثاني أنه ما نُسخ إنما هو رأى المصلحة في أن ينهى عن ذلك ، هذا اعتراف بأن الزواج المُنقطع لم يُنسخ لا من قِبل القرآن ولا من قِبل النبي ، بل في كتاب المستدين للطبري ثلاثٌ ليست اثنتان كن في عهد رسول الله حلالاً أنا محرمها ومعاقبٌ عليهما مِتعة النساء ومِتعة الحج وحياً على خير العمل ، إذاً بالنتيجة أن هذه الآية نَسخت تلك الآية فهي غير تامة .

المحور الثالث : التأمل في مفردات الآية

﴿ ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ ... 17«بمعنى المؤمنون» ﴿ ... لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ 17﴾ هناك مُلازمة بين الإيمان والعِفة حفظ الفرج يعني العفة ، الإيمان يدعوا إلى العِفة ويَدعوا إلى حبس النفس عن الإسترسال وراء الشهوة ووراء الغريزة ، الإيمان يحجبُ النفس عن أن تُفرط وراء الشهوة ووراء الغريزة ، وأن يكون الإنسان حافظاً لفرجه عن الإنزلاق وراء نداء الشهوة ونداء الغريزة :  ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾ 17معناه حافظون من العلاقة الجنسية ومن كل علاقة ، بمعنى أنه لا يُعرض فرجه رجلاً كان أو امرأة لا يعرض فرجه لأي علاقةٍ ، علاقة نظر أو مُماسة ، علاقة جنسية ، يحفظ فرجه عن أي علاقة مع الطرف ما لم يكن زوجاً أو مِلك يمين : ﴿﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ ... 1«يبحث عن طرق ملتويه» ﴿ ... فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ 18﴾ يعتبر القرآن هذا عدوان وظلم ، معناه ظلم للمواثيق العُقلائية والسماوية هناك مواثيق .

المجتمع العقلائي نظم العلاقة الجنسية عِبر ميثاق الزواج ، فالخروج عن هذا الميثاق عِدوان على المجتمع العقلائي ، فهو أطره هذه العلاقه الجنسيه أطرها بميثاق معين طبعا الأقوام تختلف كما ورد عن النبي محمد : ”لكل قومٍ نكاح“ كل قوم لهم طريقة في العقد ، المسيحيون لهم طريقهة في العقد واليهود والمسلمون كلهم لهم طريقة في العقد كل دين له طريقة ، وجميع الطرق مُحترمة إن كانت الطريقة المسيحي وكذلك اليهودية ”لكل قوم نكاح“ الإسلام أمضى هذه الطرق واحترم هذه العقود كلها ، لأنها كلها تُعبرعن مِيثاق ، فالمجتمع البشري أطر العلاقة الجنسية عِبر ميثاق وإن إختلفت الطُرق لاختلاف الملل والأديان فالخروج عن هذه الطريقة والإلتفاف خلفها يُعد عِدواناً وظلماً : ﴿ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ 18 ورد عن الإمام الصادق فسر هذه الكلمة ماذا يعني ﴿ فَمَنِ ابْتَغَىٰ ... 18قال : ”يعني ناكحة يده فإن ناكح يده عادٍ ومعتدٍ“ ، هذه التي يقوم بها الرجال والنساء لا تختص بالرجال ، القيام بعملية الإستمناء بعملية استدرارغليان الشهوة إلى حد إنزال الماء رجلاً كان أو امرأة ، يُعبر عنه الإمام الصادق ”ناكح يده سواءا كان رجلا أو امرأة“ والجميع يدخل تحت هذا العنوان : ﴿ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ 18.

الزواج : هذا الميثاق الغليظ الذي يحفظ ويُشبع الحاجات الفطرية للإنسان خِوامه بالمعروف ، الزواج ليس شركة فيها موظفيين بعضهم يتصور أن الزوج موظف والزوجة كذلك ، أن الزوج عليه واجبات وظيفية تجاه الزوجة والزوجة كذلك لا! ليس الزواج شركة ولا مؤسسة إنما الزواج عطف ومعروف ورحمة . الإسلام ينظر إلى الزواج أكبر وأعظم من أنه وظائف وواجبات ليس الزواج مُجرد وظائف وواجبات لو عاش الزوج والزوجة بهذا المنطق ، منطق الوظيفه لكان الزواج جافاً لارحمة فيه ولا عطف ولا رقة فيه ، إذا نظر الزوج للزوجه على أنها موظفة لابد أن تُلبي له حقوقه ، ونظرة الزوجة للزوج على أنه موظف لا بد أن يُلبي لها حقوقها ، إذا نظر كلاً منهما للآخر نظراً وظيفياً يفقدُ الزواج طعمه وقيمته يفقد نكهته ، الزواج رحمة متبادله وحبٌ متبادل وعطف بين الزوج والزوجة .
فهو عِلاقه إنسانية صميمة قبل أن يكون علاقة وظيفية ، وهو الرحمة قبل أن يكون مسؤولية وواجباً من الواجبات لذلك قوام الزواج لقوله عز وجل :﴿ ... وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ... 9يُغدق الرجل على زوجته من الحُب والحنان والعطف والرأفة ، وفي المُقابل تُغدق الزوجة على زوجها نهراً من الحنان والعطف والرأفة هذا هو الزواج . وهذا هو الذي يَخلق أولاد مُستقرين فإذا تُريد أولاداً مُستقرين هادئيين ، الولد إنما يصبح إنساناً مبدعاً معطاءاً يعيش استقراراً وهدوءاً نفسياً ، وإذا عاش في بيئةٍ تغمرها الرحمة والعطف .

إذا عاش الأولاد في بيئةٍ الزوجان يتبادلان المحبة والعطف والرحمة والمودة كان الأولاد مُستقرين هادئيين واستقرارهم ينعكس على أبناءهم وأحفادهم ، أنت بالرحمة مع زوجتك تخلُق أجواء من الهدوء تمتد إلى أجيال وأجيال ، أنت تزرع الهدوء وينتج هذا الهدوء أجواءاً من الإستقرار إلى أجيال وأجيال ، ولذلك البيت الذي يعيش الرحمة يكون أبناءه مظاهر للرحمة ومظاهر للعطف ، ولذلك ترى بيوت النبوة بيوت النبي وأهل بيته بيوت الرحمة والعطاء ، بيوت البذل لأنها بيوتٌ بُنيت على تلك العلاقة الزوجية الحميمة وعلى منطق الرقة والعطف ولم تُبنى على منطق الوظيفة والواجب ، لذلك أبناء أهل البيت كأهل البيت يعيشون رقةً وعطفاً ورحمة .
نحن إذا نمر على أحداث كربلاء نراها عِلاقة غريبة بين الحسين (عليه السلام) وأولاده من أين أتت ؟ لأن البيت بيت الرحمة وبيت الرقة والعاطفة ، مدى عمق العلاقة بين الحسين وعلي الأكبر (عليهم السلام) وعمقها بين الحسين (عليه السلام) وسكينه ، ومدى عمق العلاقة بين الحسين وعبدالله الرضيع (عليهم السلام) 19 .