حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
زواج فاطمة الزهراء عليها السلام
إنّ المتأمل لمفردات زواج الزهراء عليها السلام يلمس فيه أعلىٰ معاني الكمال الإنساني والشرف الخلقي ، ويجد فيه أكثر من سنّة نبوية مباركة ، ويستلهم منه المزيد من العظات والعبر التي تسهم في حلِّ الصعوبات التي تعترض الحياة الزوجية في كلِّ زمان ومكان ، وقبل البحث في بعض هذه المفردات ، لابدّ من بيان تاريخ زواجها وعمرها عند الزواج.
تاريخ زواجها
اختلف المحدثون والمؤرخون في السنة التي تزوّج فيها أمير المؤمنين عليه السلام بالزهراء عليها السلام ، فقيل : تزوجها بعد هجرتها إلىٰ المدينة بسنة ، وبنىٰ بها بعد سنة 1. وقيل : بنىٰ بها في ذي الحجة من السنة الثانية للهجرة 2. وقيل كان زفافها سنة ثلاث من الهجرة 3، ومهما اختلفت الأقوال ، فإنّ المتعين أن زفافها كان بعد غزوة بدر في السنة الثانية من الهجرة.
وكذلك اختلف في يوم زواجها عليها السلام فقيل : تزوجها في أول ذي الحجة 4. وقيل : في السادس منه يوم الثلاثاء ، وروي أيضاً لأيام خلت من شوال بعد وفاة أُختها رقية 5. وقيل : كان تزويجها في صفر بعد الهجرة ، وبنىٰ بها بعد رجوعه من غزاة بدر 6. وقيل : تزوجها في شهر رمضان ، وبنىٰ بها في ذي الحجة 2. وقيل : كان زفافها ليلة الخميس إحدىٰ وعشرين من المحرم 7. وأخيراً قيل : تزوجها في رجب بعد مقدم النبي صلى الله عليه و آله و سلم إلىٰ المدينة بخمسة أشهر ، وبنىٰ بها بعد رجوعه من بدر 8. والمشهور الأول أي الأول من ذي الحجة.
عمرها عند الزواج
تختلف الروايات في مقدار عمرها عليها السلام عند الزواج بحسب الاختلاف الحاصل في تاريخ ولادتها وزواجها ، فإن قلنا : إنّ ولادتها بعد المبعث بخمس سنين ، يكون عمرها عند الزواج تسع سنين أو عشر أو إحدىٰ عشرة سنة ، وفق اختلاف الرواية في تزويجها بعد الهجرة بسنة أو سنتين أو ثلاث ، والمشهور الأول.
وقيل أيضاً : كان عمرها عند الزواج اثنتي عشرة سنة ، أو ثلاث عشرة ، أو أربع عشرة ، ولم يروِ أصحابنا في مبلغ عمرها يوم تزويجها أكثر من ذلك 9.
وفي الاستيعاب : كان سنّها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ، وكان سنّ علي عليه السلام إحدى وعشرين سنة 10.
وفي رواية أبي الفرج وابن سعد وابن حجر : أنّه كان لها يوم تزويجها ثماني عشرة سنة 11.
ولا ريب أن ذلك سنها يوم وفاتها عليها السلام وفقاً للرواية التي رجّحناها في مولدها عليها السلام ، فإن كان ذلك مبنياً علىٰ أنّ ولادتها قبل البعثة بخمس سنين ، فينبغي أن يكون عمرها عند الزواج تسع عشرة سنة أو عشرين سنة أو إحدىٰ وعشرين ، علىٰ اختلاف الروايات في تزويجها بعد الهجرة بسنة أو بسنتين أو ثلاث ، والله العالم بحقيقة الحال.
الخطبة
تعرّض خطبة الزهراء عليها السلام أكابر قريش ، وكلّما ذكرها أحد لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم صدّ عنه ، عن أنس بن مالك ، قال : جاء أبو بكر إلىٰ النبي صلى الله عليه و آله و سلم فقعد بين يديه ، فقال : يا رسول الله ، قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وإنّي وإنّي ، قال : « وما ذلك ؟ » قال : تزوجني فاطمة ، فأعرض عنه.
وأتىٰ عمر إلىٰ النبي صلى الله عليه و آله و سلم فقال له مثل ذلك فأعرض عنه 12، وخطبها عبد الرحمن بن عوف فلم يجبه 13، وكان صلى الله عليه و آله و سلم ينتظر بها القضاء.
روىٰ ابن شاهين وغيره عن عبدالله بن بريدة ، قال : إنّ أبا بكر خطب إلىٰ النبي صلى الله عليه و آله و سلم فاطمة ، فقال : « انتظر بها القضاء » ، ثم خطب إليه عمر ، فقال : « انتظر بها القضاء » ثمّ خطب إليه علي فزوجها منه 14.
وعن أبي أيوب الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لعلي عليه السلام : « أُمرت بتزويجك من السماء »15.
وعن عبدالله بن مسعود ، قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول : « إنّ الله أمرني أن أُزوج فاطمة من علي ، ففعلت » 16.
وعن أنس ، قال : كنت عند النبي صلى الله عليه و آله و سلم فغشيه الوحي ، فلمّا سُرّي عنه قال : « يا أنس ، أتدري ما جاءني به جبرئيل من عند صاحب العرش ؟ قال : الله ورسوله أعلم. قال : إنّ الله أمرني أن أُزوّج فاطمة من علي »17.
قال الحرّ العاملي رضياللهعنه في منظومته :
لم يتولّ اللـه تزويج أحـد من الأنـام إلّـا ثلاثـة فقـد
زوّج آدم بـحــوا أمــتـــه وزينب من النبي خيرتـــه
وفـاطم الزهـراء بـالإمـام خير الأنام كاسر الأصنام 18
وقال آخر :
وكم خاطب قد رُدّ فيها ولم يُجَب وكم طالبٍ صهراً وما كان بالأهلِ
ولولا علي ما استجيـب لخاطـبٍ ولا كانت الزهرا تزفّ إلىٰ بعلِ 19
الكفاءة :
تبين أن إجابة أمير المؤمنين عليه السلام في الزواج من الزهراء عليها السلام وردّ سواه كانا بأمر الله سبحانه ، وفي ذلك دليل علىٰ فضل أمير المؤمنين عليه السلام وكرامته ومنزلته عند الله تعالىٰ.
والزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين لابدّ أن يكون كفؤها سيد رجال الاُمّة بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ومن هنا جاءت مقاييس الاختيار والترجيح علىٰ لسان الرسول صلى الله عليه و آله و سلم وهو يبين لابنته البتول عليها السلام فضل أمير المؤمنين عليه السلام ، قال صلى الله عليه و آله و سلم :
« زوجتك سيداً في الدنيا والآخرة ، وإنه لأول أصحابي إسلاماً ، وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً »20.
وقال صلى الله عليه و آله و سلم : « أما ترضين أن زوجتك أول المسلمين إسلاماً ، وأعلمهم علماً ، وإنّك سيدة نساء أُمتي كما سادت مريم نساء قومها »21.
وقال صلى الله عليه و آله و سلم : « إنّي زوجتك أقدم أُمتي سلماً ، وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلماً »22.
وقال صلى الله عليه و آله و سلم : « قد أصبت لك خير أهلي ، وأيم الذي نفسي بيده لقد زوجتك سعيداً في الدنيا ، وإنّه في الآخرة لمن الصالحين »23.
وقال صلى الله عليه و آله و سلم : « يا فاطمة ، إنّي زوجتك سيداً في الدنيا ، وإنّه في الآخرة من الصالحين »24.
قال العبدي :
صدّيقة خُلِقت لصدّ يـــقٍ شريف في المناسـب
اختـاره واخـتــارهـا طهرين من دنس المعايب
كان الــإلــه وليــهــا وأميـنـه جبــريــل خاطـب 25(6)
وقال آخر :
هي الجديرة بالكفء الكريم لها مـن بـالمــفــاخــر والعليـا يـحـاكيها
فمن يليق ببنت المصطفىٰ حسبـاً ومن من العرب العرباء كافيها
ومن يناسب طـه كـي يصـاهـره وهـي المـصـاهــرة المسعـود ملفيـها
غير العلي ربيب المصطفـىٰ ولـــه سبـق الهـدايــة مذ نـادىٰ مناديـهـا
فإنّـه بعـد طـه خيـر مـن ولـدت قريش مذ بــرا البـاري ذراريــهــا
لذلك اختـاره ربّ السمـاء لهـا بـعـلـاً وأمســت بــه الدنـيـا تهنّيـهــا 26
فكفاءة الإمام علي لفاطمة عليهما السلام كفاءة تقوم علىٰ ضوء موازين الحكمة الالهية ، فالله تعالىٰ هو الذي اختار الكفء للزهراء عليها السلام فكان عليّاً عليه السلام دون غيره.
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : « لو لم يُخلَق علي ما كان لفاطمة كفؤ »27.
وقال الإمام الصادق عليه السلام : « لولا أنّ الله تعالىٰ خلق أمير المؤمنين لم يكن لفاطمة كفؤ علىٰ وجه الأرض ، آدم فمن دونه »28.
فلم تكن بين أهل الكساء امرأة قط غير فاطمة عليها السلام ، ولم يطهّر الله امرأة من نساء العالمين من الرجس غير فاطمة عليها السلام ، ولم يخرج النبي صلى الله عليه و آله و سلم بمسلمة إلىٰ مباهلة وفد نصارىٰ نجران غير فاطمة عليها السلام ، ولم تكنىٰ بنت نبي بأُمّ أبيها
غير فاطمة عليها السلام ، ولم يكن لامرأة اجتمعت فيها هذه الخصال من كفءٍ غير يعسوب المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهكذا حكمت السماء.
وعليه فالكفاءة هنا ليست نَسَبِيّة حيث إننا قد نجد كفوءاً نسبياً للزهراء عليها السلام كأمير المؤمنين عليه السلام من سائر أبناء أبي طالب ، وليس المراد الكفاءة بالمال والغنىٰ ، ففي رجالات العرب من هو أغنىٰ من أمير المؤمنين عليه السلام الذي تقدم إلىٰ الزهراء عليها السلام وما كان يملك غير سيفه ودرعه وناضحه ، ولكن أنّىٰ لنا أن نجد كفوءاً لها يوازيها في الحكمة والهدىٰ والرحمة وميراث النبوة وافتراض الولاء والطاعة علىٰ الناس أجمعين غير علي عليه السلام ؟
هذا ، وقد يقال : ما تقول بزواج عثمان ببنتي النبي صلى الله عليه و آله و سلم ؟
قلنا : هذا قياس مع الفارق الكبير إذ لم تكن بضعة للنبي من بناته سوىٰ الزهراء عليها السلام ، ولم تختص واحدة من بناته صلى الله عليه و آله و سلم بما اختصّت به البتول كما بيناه ، علىٰ أن زوجتي عثمان قد زوجهما النبي صلى الله عليه و آله و سلم من كافرين قبله ، كما أن في زواج عثمان اختلافاً كثيراً كما يقول ابن شهرآشوب 29.
وقد حقّق جملة من الباحثين في الموضوع ، وخلصوا إلىٰ القول بأن زوجتي عثمان هما بنتا النبي صلى الله عليه و آله و سلم بالتبنّي ، وليس من صُلبه الشريف 30، وعلىٰ هذا يسقط الاعتراض من الأساس.
الاستئذان والمشاورة
ودرس آخر نتعلّمه من زواج الزهراء عليها السلام هو الاستئذان من الفتاة البكر ومشاورتها واستئمارها لكسب رضاها قبل الزواج ، وهو من الحقوق المهمة التي أولاها الإسلام للمرأة إظهاراً لكرامتها ، وعلىٰ الرغم من أن زواج الزهراء عليها السلام كان بأمر الله تعالىٰ ، فقد عمل ذلك رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم سنة وتأديباً للاُمّة.
روىٰ الشيخ الطوسي بالاسناد عن الضحاك بن مزاحم قال : سمعت علي ابن أبي طالب يقول : « أتاني أبو بكر وعمر فقالا : لو أتيت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فذكرت له فاطمة. قال : فأتيته ، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ضحك ثم قال : ما
جاء بك يا أبا الحسن ، وما حاجتك ؟ قال : فذكرت له قرابتي وقدمي في الإسلام ونصرتي له وجهادي فقال : يا علي ، صدقت ، فأنت أفضل مما تذكر.
فقلت : يا رسول الله ، فاطمة تزوجنيها ؟ فقال : يا علي ، إنّه قد ذكرها قبلك رجال ، فذكرت ذلك لها ، فرأيت الكراهة في وجهها ، ولكن علىٰ رسلك حتىٰ أخرج إليك فدخل إليها ... فقال لها : يا فاطمة. فقالت : لبيك لبيك ، حاجتك يارسول الله ؟ قال : إنّ علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه ، وإني سألت ربي أن يزوجك خير خلقه وأحبّهم إليه ، وقد ذكر من أمرك شيئاً فما ترين ؟ فسكتت ولم تولّ وجهها ، ولم ير فيه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كراهة ، فقام وهو يقول : الله أكبر ، سكوتها إقرارها ، فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد ، زوّجها علي بن أبي طالب ، فإنّ الله قد رضيها له ورضيه لها »31.
وعن عطاء بن أبي رباح ، قال : لمّا خطب علي فاطمة عليهما السلام أتاها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقال : « إنّ عليّاً قد ذكرك » فسكتت ، فخرج فزوجها 32.
وهذا لا يعارض ما تقدم من إيكال أمر زواجها بيد الله تعالىٰ بداهةً ، ما دام علم الله وقضاؤه وقدره قد أحاط بالاشياء قبل إيجادها.
خطبة العقد
وهي من السنن المستفادة من زواج الزهراء عليها السلام فقد روىٰ ابن شهرآشوب عن ابن مردويه ، قال : إنّ النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال لعلي عليه السلام : « تكلم خطيباً لنفسك » فقال : « الحمدُ لله الذي قرب من حامديه ، ودنا من سائليه ، ووعد الجنة من يتقيه ، وأنذر بالنار من يعصيه ، نحمده علىٰ قديم إحسانه وأياديه ، حمد من يعلم أنه خالقه وباريه ، ومميته ومحييه ، ومسائله عن مساويه ،
ونستعينه ونستهديه ، ونؤمن به ونستكفيه ، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، شهادة تبلغه وترضيه ، وأن محمداً عبده ورسوله ، الىٰ أن قال : وهذا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم زوجني ابنته فاطمة علىٰ خمسمائة درهم وقد رضيت ، فاسألوه واشهدوا ».
فقال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم : « وقد زوجتك ابنتي فاطمة علىٰ ما زوجك الرحمن ، وقد رضيت بما رضي الله لها ، فدونك أهلك فانك أحقّ بها مني ».
وفي خبر : قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : « فنعم الأخ أنت ، ونعم الختن أنت ، ونعم الصاحب أنت ، وكفاك برضا الله رضاً » فخرّ علي عليه السلام ساجداً شكراً لله تعالىٰ وهو يقول :﴿ ... رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ... ﴾ 33. فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم : « آمين » فلمّا رفع رأسه قال صلى الله عليه و آله و سلم : « بارك الله عليكما ، وبارك فيكما ، وأسعد جدكما ، وجمع بينكما ، وأخرج منكما الكثير الطيب » ثم أمر النبي صلى الله عليه و آله و سلم بطبق بُسرٍ وأمر بنهبه ، ودخل حجرة النساء ، وأمر بضرب الدف 34.
وفي حديث علي عليه السلام وأُمّ سلمة وسلمان ( رضي الله عنهما ) قالوا : فقال المسلمون لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : زوجته يا رسول الله ؟ فقال : « نعم » فقالوا : بارك الله لهما وعليهما ، وجمع شملهما ، وانصرف رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إلىٰ أزواجه ، فأمرهن أن يدففن لفاطمة عليها السلام ، فضربن بالدفوف 35.
المهر
كان مهر الزهراء عليها السلام خمسمائة درهم ، وهو الذي جرت به السُنّة ، وقد تقدّم ذكر ذلك في خطبة أمير المؤمنين عليه السلام المتقدمة ، وقيل : أربعمائة مثقال فضة ، وهو المروي عن أنس بن مالك ، في خطبة النبي صلى الله عليه و آله و سلم حين العقد ،
قال أنس : كنت عند النبي صلى الله عليه و آله و سلم فغشيه الوحي ، فلما أفاق قال لي : « يا أنس ، أتدري ما جاءني به جبرئيل من عند صاحب العرش ؟ » قال : قلت : الله ورسوله أعلم. قال : « أمرني أن أزوّج فاطمة من علي ، فانطلق فادع لي أبا بكر وعمر
وعثمان وعليّاً وطلحة والزبير ، وبعددهم من الأنصار ».
قال : فانطلقت فدعوتهم له ، فلمّا أن أخذوا مجالسهم قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ـ وأورد خطبته ـ إلىٰ أن قال صلى الله عليه و آله و سلم : « ثم إني أُشهدكم أني قد زوجت فاطمة من علي علىٰ أربعمائة مثقال فضة ، إن رضي بذلك عليّ » وكان علي عليه السلام غائباً ، قد بعثه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في حاجة ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بطبق فيه بُسر فوضع بين أيدينا ، ثم قال : « انتهبوا » فبينا نحن كذلك ، إذ أقبل علي عليه السلام فتبسم إليه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ثم قال : « يا علي ، إنّ الله أمرني أن أزوجك فاطمة ، وقد زوجتكها علىٰ أربعمائة مثقال فضة ، أرضيت ؟ ». قال : « رضيت يا رسول الله » ثم قام علي عليه السلام فخرّ لله ساجداً ، فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم : « جعل الله فيكما الخير الكثير الطيب ، وبارك فيكما ».قال أنس : والله لقد أخرج منهما الكثير الطيب 36.
والمشهور في مقدار المهر هو الأول ، وقال ابن شهرآشوب : وهو الأصح 37، ولعلّ الأربعمائة مثقال فضة كانت تعادل خمسمائة درهم في عصرهم ، وقد ورد في جملةٍ من الروايات أن أمير المؤمنين عليه السلام قد باع درعه بأربعمائة وثمانين درهماً وكانت هي مهر الزهراء عليها السلام .
روي عن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام ـ في حديث تزويج فاطمة عليها السلام ـ قال : « ثم إنّ عليّاً اغتسل ولبس كساءً قطرياً وصلّىٰ ركعتين ، ثم أتىٰ النبي صلى الله عليه و آله و سلم وقال : يا رسول الله زوّجني فاطمة. قال : إذا زوجتكها فما تصدقها ؟ قال : أصدقها سيفي وفرسي ودرعي وناضحي ، قال : أما ناضحك وسيفك وفرسك فلا غنىٰ بك عنها ، تقاتل المشركين ، وأما درعك فشأنك بها.
فانطلق علي عليه السلام وباع درعه بأربعمائة وثمانين درهماً قطرية ، فصبّها بين يدي النبي صلى الله عليه و آله و سلم فلم يسأله عن عددها ، ولا هو أخبره عنها ... »38.
وعن الحسين بن علي عليهما السلام قال : « زوج النبي صلى الله عليه و آله و سلم فاطمة عليّاً علىٰ أربعمائة وثمانين درهماً »39.
وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : « كان صداق فاطمة عليها السلام جرد برد حبرة ودرع حطمية ، وكان فراشها إهاب كبش »40.
قيل : إنّ الاربعمائة وثمانين درهماً ، كانت ثمن الدرع لاتمام المهر ، كما يدل عليه بعض الأخبار ، وان الدرع والبرد لم يكونا مهراً ، بل بيعا ، لذلك فثمن الدرع أربعمائة وثمانون ، وثمن البرد عشرون ، والله أعلم 41.
درس توجيهي
لقد كانت عادة الأشراف من قريش إذا تزوج أحدهم أن يبذلوا المهور العالية ، وأن يكون الزواج مفعماً بمظاهر التكلف والاسراف ، وفي زواج الزهراء عليها السلام قدّم النبي صلى الله عليه و آله و سلم درساً عملياً للزواج النموذجي في الإسلام مغيراً معايير الجاهلية غير عابىء بلائمة قريش وعذلهم.
عن جابر بن عبدالله قال : لمّا زوّج النبي صلى الله عليه و آله و سلم عليّاً من فاطمة عليها السلام أتت قريش فقالوا : يا رسول الله ، زوجت فاطمة بمهر خسيس ، فقال صلى الله عليه و آله و سلم :
« ما زوجت فاطمة من علي ، ولكن الله زوجها »42 فليس هو إلّا حكم الله ، وقد شاء تحكمته أن تكون مهور النساء متواضعة ، وأجرىٰ ذلك علىٰ لسان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حيث قال : « أفضل نساء أُمتي أصبحهن وجهاً وأقلهنّ مهراً »43.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : « خلا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بابنته في صبيحة اليوم الرابع ، وقال لها : كيف أنت يا بنية ، وكيف رأيت زوجك ؟ فقالت له : يا أبه ، خير زوج ، إلّا أنه دخل عليَّ نساء من قريش ، وقلن لي : زوجك رسول الله من فقير لا مال له ، فقال لها صلى الله عليه و آله و سلم : يا بنية ، ما ألوتك نصحاً أن زوجتك أقدمهم سلماً ، وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلماً. يا بنية ، إنّ الله عزَّ وجلَّ اطلع إلىٰ الأرض إطلاعة فاختار منها رجلين ، فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك. يا بنية ، نعم الزوج زوجك لا تعصي له أمراً. ثم صاح بي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : يا علي ، فقلت : لبيك يا رسول الله. فقال : ادخل بيتك والطف بزوجتك وارفق بها ، فان فاطمة بضعة مني ، يؤلمني ما يؤلمها ، ويسرني ما يسرها ، استودعكما الله واستخلفه عليكما »44.
وعن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه : « إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لمّا زوج فاطمة عليها السلام ، دخل النساء عليها ، فقلن : يا بنت رسول الله ، خطبك فلان وفلان ، فردّهم عنك ، وزوّجك فقيراً لا مال له ، فلمّا دخل عليها أبوها صلى الله عليه و آله و سلم رأىٰ ذلك في وجهها ، فسألها فذكرت له ذلك ، فقال : يا فاطمة ، إنّ الله أمرني فانكحتك أقدمهم سلماً ، وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلماً ، وما زوجتك إلّا بأمرٍ من السماء ، أما علمت أنه أخي في الدنيا والآخرة »45.
وعن ابن عباس ، قال : لما زوج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عليّاً عليه السلام من فاطمة عليها السلام
تحدثت نساء قريش وغيرهن وعيّرنها وقلن : زوجك رسول الله من عائل لا مال له ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : « يا فاطمة ، أما ترضين إنّ الله تبارك وتعالىٰ اطلع اطلاعة إلىٰ الأرض ، فاختار منها رجلين : أحدهما أبوك ، والآخر بعلك »46.
فمعيار التفاضل لابدّ أن يكون قائماً علىٰ أساس التقوىٰ والدين والخلق القويم ، لا علىٰ أساس الثروة والمال والحطام الزائل ، وعلىٰ الرغم من تواضع مهر الزهراء عليها السلام وبساطة المراسيم فقد وصف عرسها : بأنّه أحسن عرس وأطيبه.
عن جابر ، قال : حضرنا عرس علي وفاطمة عليهما السلام فما رأينا عرساً كان أطيب منه ، حشونا الفراش الليف ، وأُوتينا بتمرٍ وزبيب فأكلنا ، وكان فراشها ليلة عرسها إهاب كبش 47.
وروىٰ ابن ماجة عن عائشة وأُمّ سلمة ، قالتا : ما رأينا عرساً أحسن من عرس فاطمة 48.
ففي مهر الزهراء عليها السلام درس توجيهي لنا ، فقد زوّج النبي صلى الله عليه و آله و سلم أحب الخلق إليه بمهر متواضع كي يفهّم الاُمّة عمليّاً أن المهور العالية ليست في صالحها لما تسببه من تعكير لصفو المحبة والعلاقة بين الزوجين وزلزلة الوضع الاقتصادي للعائلة ، فضلاً عن أنها تؤدي إلىٰ عزوف الشباب عن الزواج وما يعقبه من مفاسد اجتماعية وأمراض روحية.
الجهاز وأثاث البيت
إنّ جهاز الزهراء عليها السلام وأثاث بيتها يعكس مظاهر الزهد والتواضع وسمو المبادىء وعظمة القيم الإسلامية العليا علىٰ مظاهر البذخ والترف الزائلة.
روىٰ الشيخ الطوسي مسنداً عن الإمام الصادق عليه السلام قال : « إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قبض من ثمن الدرع قبضةً ودعا بلالاً فأعطاه ، وقال : ابتع لفاطمة طيباً ، ثم قبض رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من الدراهم بكلتا يديه فأعطاه أبا بكر ، وقال :
ابتع لفاطمة ما يصلحها من ثياب وأثاث البيت وأردفه بعمار بن ياسر وبعدّة من أصحابه وحضروا السوق... فكان مما اشتروه : قميص بسبعة دراهم ، وخمار بأربعة دراهم ، قطيفة سوداء خيبرية ، وسرير مزمّل بشريط ، وفراشين من خيش مصر حشو أحدهما ليف ، وحشو الآخر من جزّ الغنم ، وأربع مرافق من أدم الطائف حشوها إذخر ، وستر من صوف ، وحصير هجري ، ورحىٰ لليد ، ومخضب من نحاس ، وسقاء من أدم ، وقعب للبن ، وشنّ للماء ، ومطهرة مزفّتة ، وجرّة خضراء ، وكيزان خزف.
فلما عرض المتاع علىٰ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم جعل يقلّبه بيده ويقول : بارك الله لأهل البيت »49.
واقتصرت كثير من الروايات علىٰ بعض ما جاء في هذه الرواية من الجهاز 50.
وروي عن أُمّ سلمة وسلمان الفارسي وعلي عليه السلام أنهم قالوا : وقبض رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قبضةً من الدراهم ، ودعا بأبي بكر فدفعها إليه ، وقال : « يا أبا بكر ، اشترِ بهذه الدراهم لابنتي ما يصلح لها في بيتها » وبعث معه سلمان وبلالاً ليعيناه علىٰ حمل ما يشتريه ، قال أبو بكر : وكانت الدراهم التي أعطانيها ثلاثة وستين درهماً ، فانطلقت واشتريت فراشاً من خيش مصر محشوّاً بالصوف ، ونطعاً من أدم ، ووسادة من أدم حشوها من ليف النخل وعباءة خيبرية ، وقربة للماء ، وكيزاناً ، وجراراً ، ومطهرة للماء ، وستر صوف رقيقاً ، وحملناه جميعاً حتىٰ وضعناه بين يدي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ، فلمّا نظر إليه بكىٰ وجرت دموعه ، ثمّ رفع رأسه إلىٰ السماء وقال : « اللهمَّ بارك لقومٍ جلّ آنيتهم الخزف »51.
وأخرج أبو يعلى عن علي عليه السلام ، قال : « أمر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أن يجعل ثلثين في الطيب ، وثلثاً في الثياب » 52.
وروىٰ ابن شهرآشوب عن الصادق عليه السلام قال : « أعطىٰ منها قبضة كانت ثلاث وستين أو ستة وستين إلىٰ أُمّ أيمن لمتاع البيت ، وقبضة إلىٰ أسماء للطيب ، وقبضة إلىٰ أُمّ سلمة للطعام ، وأنفذ عماراً وأبا بكر وبلالاً لابتياع مايصلحها »53.
أما بيت علي عليه السلام الذي زفّت إليه الزهراء عليها السلام فكان بمنتهىٰ البساطة والتواضع ، روىٰ ابن شهرآشوب عن وهب بن وهب القرشي ، قال : وكان من تجهيز علي عليه السلام داره انتشار رمل لين ، ونصب خشبة من حائط إلىٰ حائط للثياب ، وبسط إهاب كبش ، ومخدّة ليف 54.
وأخرج ابن ماجة عن عائشة وأُمّ سلمة ، قالتا : أمرنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أن نجهز فاطمة عليها السلام حتىٰ ندخلها علىٰ علي عليه السلام فعمدنا إلىٰ البيت ، ففرشناه تراباً ليناً من أعراض البطحاء ، ثم حشونا مرفقتين ليفاً ، فنفشناه بأيدينا... وعمدنا إلىٰ عود فعرضناه في جانب البيت ليلقىٰ عليه الثوب ويعلّق عليه السقاء 55.
وروىٰ أحمد بالاسناد عن عكرمة وأبي يزيد المديني ، قال : لمّا أُهديت فاطمة إلىٰ علي عليه السلام لم تجد عنده إلّا رملاً مبسوطاً ووسادة وجرة وكوزاً 56.
وعن الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال : « كان فراش علي وفاطمة عليها السلام حين دخلت عليه إهاب كبش ، إذا أرادا أن يناما عليه ، قلباه فناما علىٰ صوفه ، وكانت وسادتها أدماً حشوها ليف ، وكان صداقها درعاً من حديد »57.
وأخرج ابن سعد عن علي عليه السلام قال : « تزوجت فاطمة عليها السلام ومالي ولها فراش غير جلد كبش ، ننام عليه بالليل ، ونعلف عليه الناضح بالنهار ، ومالي ولها خادم غيرها »58.
وأخرج أحمد بن حنبل ، عن علي عليه السلام قال : « ما كان لنا إلّا إهاب كبش ، ننام علىٰ ناحيته ، وتعجن فاطمة علىٰ ناحيته »59.
قال الشاعر :
رفرف السعدُ فوق كوخٍ صغيرٍ لم يُـدنّـس بقـسوة الأغـنيـاء
إن تكن قسمةُ الغنــيّ متــاعــاً فالإلـه الرحـمـن للاأتـقيـاء 60
بيت الزهراء عليها السلام
هذا هو ما ورد في وصف بيت الزهراء عليها السلام بأثاثه البسيط وجهازه المتواضع ، فلتتعلم منه الاُمّة درس التضحية والإيثار ومظاهر العزّ والعظمة ، فإنّه الحلّ الحاسم لكثير من المشكلات الاجتماعية التي كانت ولا زالت تهدد المجتمعات الإنسانية ويضجّ العالم تحت وطأتها.
فلو زوج النبي صلى الله عليه و آله و سلم فاطمة من بعض رجالات العرب الذين تقدموا لخطبتها وحاشاه أن يفعل ، لكانت ترفل بحلل الحرير والديباج ، وتزدهي بقلائد الذهب والفضة ، ولسكنت القصور والعلالي ، ولكان لها الخدم والحشم ، بدل القربة التي استقت بها فأنهكتها ، والرحىٰ التي طحنت بها حتىٰ مجلت يدها ، والمكنسة التي قمّت بها حتىٰ اغبرت ثيابها ، لكن السعادة والسكينة والرحمة ليس في القصور الضخمة ، ولا في اقتناء الذهب والفضة ، بل حيث يكون ابن عمها الكفء ، أمير المؤمنين وإمام المتقين وأبو الأئمة الميامين ، أول الناس إسلاماً ، وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلماً.
في هذا المكان ، وهذا البيت المتواضع الذي كان جُلّ أثاثه من الخزف ،كان يبتهج الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ويغتبط ، ويجد لنفسه السكينة والسعادة والهناء ، ويفيض من قلبه الحبّ الأبوي والحنان علىٰ بضعته فاطمة عليها السلام ، وريحانتيه من الدنيا الحسن والحسين عليهما السلام ، وعلي عليه السلام أخيه وصهره ووارث علمهة وحكمته وشريكه في خصائصه ماعدا النبوة.
في هذا البيت الذي ضمّ آل الرسول ، ودرج فيه الحسنان ، كان يجلس محمد صلى الله عليه و آله و سلم وينعم برؤية الأهل والأولاد ، ويلقي عن كاهله الاتعاب والأوصاب ، وما لاقاه من الأذىٰ في سبيل دعوته.
في هذا البيت كان يجلس ربّ العائلة محمد صلى الله عليه و آله و سلم مع عائلته ؛ علي عليه السلام عن يمينه ، وفاطمة عليها السلام عن يساره ، والحسن والحسين عليهما السلام في حجره ، يقبّل هذا مرّة وذاك اُخرىٰ ، يباركهم ويدعو لهم ، ويسأل الله أن يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيراً.
ومن هذا البيت كان يخرج النبي صلى الله عليه و آله و سلم إلىٰ السفر ، وبه يبدأ إذا عاد ، وفي هذا البيت نزل الروح الأمين بالوحي من الله علىٰ قلب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وخدم الملائكة فيه سيدي شباب أهل الجنة.
ومن هذا البيت المتواضع شعّ نور الهداية والإسلام علىٰ الناس مدىٰ الأجيال ، وفي هذا البيت الفقير سبّحت الزهراء وبعلها وبنوها عليهم السلام بالغدوّ والآصال.
قال أنس وبريدة : قرأ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم :﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾ 61، فقام إليه رجل فقال : أي بيوت هذه يا رسول الله ؟ قال : « بيوت الأنبياء » فقام إليه أبو بكر وقال : يا رسول الله ، هذا البيت منها ؟ وأشار إلىٰ بيت علي وفاطمة عليهما السلام ، فقال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم : « نعم من أفاضلها »62 63.
وعلىٰ باب هذا البيت كان يمرّ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إذا خرج إلىٰ صلاة الصبح ويقول : « الصلاة ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 64 65.
ولكرامة هذا البيت الطاهر ومن فيه من شموس الهداية ومنارات التقىٰ وأعلام اليقين ، فقد استثناه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حينما أمر بسدّ الأبواب الشارعة إلىٰ المسجد دونه ، وكان ذلك بأمر من الله تعالىٰ ، ليبين بذلك عظيم منزلتهم ومنتهىٰ درجتهم.
الزفاف والتكبير
إنّ ذكر اسم الله تعالىٰ في مقدمات الزواج يضفي قيمة معنوية عليه ، ويربطه بخالق الوجود الأكبر ، مما يسهم في استمرار العلاقة الزوجية لاستنادها إلىٰ ركن قويم وتربية روحية صالحة.
وزواج الزهراء عليها السلام باركت له السماء قبل الأرض ، وكبرت له الملائكة قبل البشر ، فكبّر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وكبر الصحابة ، ووقع التكبير علىٰ العرائس من يوم زفافها ، وجرت السُنّة به إلىٰ يوم القيامة.
روىٰ الشيخ الطوسي وغيره بالاسناد عن الإمام موسىٰ بن جعفر عن أبيه عن جده عليه السلام عن جابر بن عبدالله ، قال : لما كانت ليلة زفاف فاطمة عليها السلام أتىٰ النبي صلى الله عليه و آله و سلم ببغلته الشهباء ، وثنىٰ عليها قطيفة ، وقال لفاطمة : « اركبي » ، وأمر سلمان أن يقودها ، والنبي صلى الله عليه و آله و سلم يسوقها ، فبينا هو في بعض الطريق إذ سمع النبي صلى الله عليه و آله و سلم وجبةً ، فإذا هو بجبرئيل في سبعين ألفاً ، وميكائيل في سبعين ألفاً. فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم : « ما أهبطكم إلىٰ الأرض ؟ » قالوا : جئنا نزفُّ فاطمة إلىٰ علي بن أبي طالب فكبّر جبرائيل ، وكبّر ميكائيل ، وكبّرت الملائكة ، وكبّر محمد صلى الله عليه و آله و سلم ، فوقع التكبير علىٰ العرائس من تلك الليلة 66.
وروى ابن شهرآشوب عن الخطيب في تاريخه وابن مردويه وابن المؤذن وشيرويه الديلمي بأسانيدهم عن ابن عباس وجابر ، قالا : لمّا كانت الليلة التي زفت فاطمة عليها السلام إلىٰ علي عليه السلام كان النبي صلى الله عليه و آله و سلم أمامها ، وجبرئيل عن يمينها ، وميكائيل عن يسارها ، وسبعون ألف ملك من خلفها ، يسبّحون الله ويقدسونه حتىٰ طلع الفجر 67.
وعن كتاب ( مولد فاطمة ) عن ابن بابويه ـ في خبر ـ قال : أمر النبي صلى الله عليه و آله و سلم بنات عبدالمطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة ، وأن يفرحن ويرجزن ويكبّرن ويحمدن ، ولا يقلن ما لا يرضي الله ، فارتجزت أُمّ سلمة وعائشة وحفصة ومعاذة أُمّ سعد بن معاذ ، وكانت النسوة يرجعن أوّل بيت من كل رجز ، ثم يكبّرن ، ودخلن الدار ، ثم أنفذ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إلىٰ علي ودعاه إلىٰ المسجد ، ثم دعا فاطمة عليها السلام فأخذ بيدها ووضعها في يده ، وقال : « بارك الله في ابنة رسول الله »68.
وفي حديث أُمّ سلمة : أنّه صلى الله عليه و آله و سلم أخذ عليّاً بيمينه ، وفاطمة بشماله ، وجمعهما إلىٰ صدره ، فقبّل بين أعينهما ، ودفع فاطمة عليها السلام إلىٰ علي عليه السلام وقال : « ياعلي ، نعم الزوجة زوجتك » ثم أقبل علىٰ فاطمة عليها السلام وقال : « يافاطمة ، نعم البعل بعلك » ، ثم قام معهما يمشي بينهما حتىٰ أدخلهما بيتهما الذي هيّىء لهما ، ثم خرج من عندهما ، فأخذ بعضادتي الباب. فقال : « طهركما الله وطهّر نسلكما ، أنا سلمٌ لمن سالمكما ، أنا حربٌ لمن حاربكما ،
أستودعكما الله واستخلفه عليكما »69.
الوليمة
وفي زواج الزهراء عليها السلام دعا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عليّاً عليه السلام لاَن يصنع طعاماً ويدعو الناس عامة لتكون سنة في أُمّته ، روىٰ الشيخ الطوسي بالاسناد عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : يا علي ، اصنع لأهلك طعاماً فاضلاً ، ثم قال : من عندنا اللحم والخبز ، وعليك التمر والسمن ، فاشتريت تمراً وسمناً ، فحسر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عن ذراعه ، وجعل يشدخ التمر في السمن حتىٰ اتخذه حيساً ، وبعث إلينا كبشاً سميناً فذبح ، وخُبز لنا خبز كثير ، ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ادعُ من أحببت » ... الحديث 70.
وروىٰ الاربلي عن أُمّ سلمة وسلمان الفارسي وعلي عليه السلام أنهم قالوا : أخذ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من الدراهم التي سلّمها إلىٰ أُمّ سلمة عشرة دراهم ، فدفعها إلىٰ علي عليه السلام وقال : « اشتر سمناً وتمراً وأقطاً ، قال علي عليه السلام : فاشتريت وأقبلت به إلىٰ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فحسر عن ذراعيه ، ودعا بسفرة من أدم ، وجعل يشدخ التمر والسمن ويخلطهما بالأقط حتىٰ اتخذه حيساً ، ثم قال : يا علي ، ادعُ من أحببت .. » إلىٰ آخر الرواية 71.
وروىٰ الطبراني بالاسناد عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم دعا بلالاً ، فقال : « يا بلال ، إنّي قد زوجّت ابنتي ابن عمي ، وأنا أحبُّ أن تكون سُنّة أُمتي الطعام عند النكاح ، فائت الغنم فخذ شاة وأربعة أمداد أو خمسة ، واجعل لي قصعة ، لعلّي أجمع عليها المهاجرين والأنصار ، فإذا فرغت منها فآذني بها » فانطلق ففعل ما أمره به ، ثم أتاه بقصعة فوضعها بين يديه ، فطعن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في رأسها ، ثم قال : « أدخل عليّ الناس زُفّة زُفّة »72.
ولا تعارض بين هذه الأخبار ، لأنّه صلى الله عليه و آله و سلم شرط في الأول أن يكون التمر والسمن علىٰ علي عليه السلام ، وهو ما يفسره الخبر الثاني ، وشرط أيضاً أن يكون اللحم والخبز علىٰ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وهو ما يفسره الخبر الأخير.
وحسبك من وليمة تجتمع علىٰ أطرافها البركة والخير والنماء ، فهي تصنع بأمر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وبيده ، وهو الذي يدعو لها ويبارك فيها ، فلابدّ أن تكون أفضل وليمة علىٰ رغم بساطتها وتواضعها.
أخرج ابن سعد عن أسماء بنت عميس 73، قالت : جهزت فاطمة إلىٰ علي ، وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلّا الليف ، ولقد أولم علي علىٰ فاطمة ، فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته 74.
الدعاء للعريسين
وحظي زواج الزهراء عليها السلام بدعاء خاتم النبيين صلى الله عليه و آله و سلم فجرت السُنّة بذلك لتأكيد القيم الروحية والمعنوية في الزواج ، وتأصيلها في العلاقة الزوجية من يومها الأول.
روىٰ أنس بن مالك عن أُمّ أيمن ، قالت : إنّه لما كانت ليلة البناء ، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لعلي عليه السلام : « إذا أتتك فلا تحدث شيئاً حتىٰ آتيك » فدخل النبي صلى الله عليه و آله و سلم فقال لفاطمة عليها السلام : « ائتيني بماء » فقامت إلىٰ قعب في البيت فجعلت فيه ماء فأتته به ، فمجّ فيه ثم قال لها : « قومي » فنضح بين ثدييها وعلى رأسها ، ثم قال : « اللهمَّ أُعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم » ثم قال لها : « أدبري » فأدبرت ، فنضح بين كتفيها ، ثم قال : « اللهمَّ إني أُعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم » ثم قال : « ائتيني بماء » فأتته ، فأخذ منه بفيه ، ثم مجّه فيه ، ثم صبّ علىٰ رأس علي وبين يديه ، ثم قال : « اللهمَّ إني أعيذه وذريته من الشيطان الرجيم » ثم قال : « ادخل علىٰ أهلك باسم الله والبركة »75.
وزارهما النبي صلى الله عليه و آله و سلم في صبيحة العرس ـ وقيل : في صبيحة اليوم الرابع 76 ـ فسأل عليّاً عليه السلام : « كيف وجدت أهلك ؟ » فقال : « نعم العون علىٰ طاعة الله » وسأل فاطمة عليها السلام فقالت : « خير بعل » فقال : « اللهمَّ اجمع شملهما ، وألّف بين قلوبهما ، واجعلهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم ، وارزقهما ذرية طاهرة طيبة مباركة ، واجعل في ذريتهما البركة ، واجعلهم أئمة يهدون بأمرك إلىٰ طاعتك ، ويأمرون بما يرضيك »77.
وكان من عادة العرب في الجاهلية أن يقولوا للمتزوجين : بالرفاء والبنين ، فنهىٰ عنه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في زواج الزهراء عليها السلام وسنّ فيه غيره ، روىٰ ثقة الإسلام الكليني عن أبي عبدالله البرقي رفعه ، قال : « لمّا زوج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فاطمة قالوا : بالرفاء والبنين. قال : لا ، بل علىٰ الخيروالبركة »78 79.
- 1. البدء والتاريخ 5 : 20. ومقتل الحسين عليه السلام / الخوارزمي 1 : 83. والهداية الكبرىٰ : 3.
- 2. a. b. كشف الغمة / الاربلي 1 : 364. وبحار الأنوار 43 : 136.
- 3. إقبال الأعمال / السيد ابن طاووس : 584. وبحار الأنوار 43 : 92 / 1.
- 4. مصباح المتهجد / الشيخ الطوسي : 671 مؤسسة فقه الشيعة ـ بيروت. ومصباح الكفعمي : 514. وبحار الأنوار 43 : 92 / 2.
- 5. أمالي الطوسي : 43 / 16. وبحار الأنوار 43 : 97 / 7.
- 6. مقاتل الطالبيين : 30.
- 7. اقبال الأعمال / السيد ابن طاووس : 584. وبحار الأنوار 43 : 92 / 1.
- 8. طبقات ابن سعد 8 : 22 دار صادر ـ بيروت. الثغور الباسمة : 27.
- 9. المجالس السنية / السيد محسن الأمين 5 : 45 الطبعة الخامسة.
- 10. الاستيعاب 4 : 374. وراجع : ذخائر العقبىٰ : 26. والثغور الباسمة : 6. وأعلام النساء 3 : 1199.
- 11. مقاتل الطالبيين : 30. والإصابة 4 : 377. وطبقات ابن سعد 8 : 22.
- 12. المعجم الكبير 22 : 409 / 1021. ومجمع الزوائد 9 : 206. والمناقب / ابن المغازلي : 347 /399.
- 13. مناقب ابن شهرآشوب 3 : 345. وكشف الغمة 1 : 368. وبحار الانوار 43 : 108 و 140.
- 14. فضائل فاطمة عليها السلام / ابن شاهين : 50 / 36 مؤسسة الوفاء ـ بيروت. وتذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي : 318. مناقب ابن شهرآشوب 2 : 182.
- 15. فضائل فاطمة عليها السلام / ابن شاهين : 50 / 37.
- 16. المعجم الكبير 22 : 407 / 1020. ومجمع الزوائد 9 : 204. وكنز العمال 11 : 600 / 32891.ودلائل النبوة / البيهقي : 142 / 50. وترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ دمشق 1 : 259 / 302.ومقتل الحسين عليه السلام / الخوارزمي 1 : 76.
- 17. كنز العمال 11 : 606 / 32929. وذخائر العقبىٰ : 30. والرياض النضرة 3 : 145.
- 18. تراجم أعلام النساء / الأعلمي 2 : 313 مؤسسة الأعلمي ـ بيروت.
- 19. مستدركات أعيان الشيعة 2 : 331 دار التعارف ـ بيروت.
- 20. الاستيعاب 3 : 36.
- 21. المعجم الكبير 22 : 417 / 1030.
- 22. مسند أحمد 5 : 26. والرياض النضرة 3 : 160. وذخائر العقبىٰ : 78. ومجمع الزوائد 9 : 101و 114.
- 23. المعجم الكبير 22 : 411 / 1022. ومجمع الزوائد 9 : 207. وحلية الأولياء 2 : 75.
- 24. تاريخ بغداد 4 : 128.
- 25. مناقب ابن شهرآشوب 3 : 352.
- 26. الأبيات من القصيدة العلوية / الشاعر عبدالمسيح الانطاكي : 97.
- 27. الفردوس / الديلمي 3 : 170. ومقتل الحسين عليه السلام / الخوارزمي 1 : 66. وكشف الغمة / الاربلي 1 : 472.
- 28. المناقب / ابن شهرآشوب 2 : 181. والكافي 1 : 461 / 10. والتهذيب 7 : 470 / 90. والفقيه 3 : 249 / 1183. وأمالي الصدوق : 688 / 945. وعلل الشرائع 1 : 178 / 3. والخصال / الشيخ الصدوق : 414 / 3 طبع جماعة المدرسين ـ قم.
- 29. مناقب ابن شهرآشوب 2 : 182.
- 30. راجع كتاب بنات النبي صلى الله عليه و آله و سلم / السيد جعفر مرتضىٰ العاملي.
- 31. أمالي الطوسي : 39 / 44. وبحار الأنوار 43 : 93 / 4.
- 32. كشف الغمة / الاربلي 1 : 365. والثغور الباسمة / السيوطي : 31. وذخائر العقبىٰ : 29 و33. والطبقات الكبرىٰ / ابن سعد 8 : 20. وتذكرة الخواص : 308.
- 33. القران الكريم: سورة الأحقاف (46)، الآية: 15، الصفحة: 504.
- 34. مناقب ابن شهرآشوب 3 : 351. وبحار الأنوار 43 : 111.
- 35. كشف الغمة / الاربلي 1 : 358.
- 36. كشف الغمة / الاربلي 1 : 349. وذخائر العقبىٰ : 30. والرياض النضرة 3 : 145. وكفاية الطالب / الكنجي : 302 الطبعة الثالثة ـ طهران.
- 37. المناقب 3 : 351.
- 38. كشف الغمة / الاربلي 1 : 368. وكفاية الطالب : 302. ونحوه عن أنس بن مالك. ورواه الطبراني في المعجم الكبير 22 : 409 / 1021. وابن المغازلي في المناقب : 347 / 399. والمحب الطبري في الرياض النضرة 3 : 142. وابن حجر الهيثمي في المجمع 9 : 205 وغيرهم. ونحوه عن ابن عباس. ورواه البيهقي في السنن 7 : 234. وأحمد في المسند 1 : 80. والمناوي في إتحاف السائل : 35 و 46.
- 39. المناقب / ابن شهرآشوب 3 : 351.
- 40. الكافي 5 : 377 / 5. ونحوه عن الإمام الصادق عليه السلام في الكافي 5 : 377 / 1.
- 41. المجالس السنية / السيد محسن الأمين 5 : 77.
- 42. المناقب / ابن المغازلي : 343 / 395. وأمالي الطوسي : 266 / 464. والفقيه 3 : 253 / 1202.
- 43. الكافي 5 : 324 / 4.
- 44. كشف الغمة / الاربلي 1 : 363.
- 45. شرح ابن أبي الحديد 13 : 227.
- 46. اليقين / السيد ابن طاووس : 158 ـ النجف الأشرف. وبحار الأنوار 40 : 18 / 36.
- 47. مجمع الزوائد 9 : 209. والثغور الباسمة : 33. واتحاف السائل : 42. وذخائر العقبىٰ : 34. والرياض النضرة 3 : 144.
- 48. سنن ابن ماجة 1 : 616 / 1911 كتاب النكاح ، باب الوليمة ، دار الفكر ـ بيروت.
- 49. أمالي الطوسي : 40 / 45. وبحار الأنوار 43 : 94 / 5.
- 50. راجع : مستدرك الحاكم 2 : 185. ومسند أحمد 1 : 84. و3 : 104 و 108. والطبقات الكبرىٰ 8 : 20 ـ 21. والثغور الباسمة : 35. واتحاف السائل : 51.
- 51. كشف الغمة / الاربلي 1 : 359. ومناقب الخوارزمي : 253. وبحار الأنوار 43 : 130.
- 52. اتحاف السائل : 44.
- 53. المناقب 3 : 352.
- 54. المناقب 3 : 353.
- 55. سنن ابن ماجة 1 : 616 / 1911.
- 56. فضائل أحمد 2 : 567 / 956 مؤسسة الرسالة. وتذكرة الخواص : 307. ومجمع الزوائد 9 : 29 عن أسماء بنت عميس.
- 57. قرب الاسناد / الحميري : 53 مؤسسة آل البيت عليهم السلام ـ قم. والطبقات الكبرىٰ 8 : 23. وبحار الأنوار 43 : 104 / 14.
- 58. الطبقات الكبرىٰ 8 : 22. وذخائر العقبىٰ : 35. والثغور الباسمة : 33. وتذكرة الخواص : 307.
- 59. الثغور الباسمة : 35. وإتحاف السائل : 51.
- 60. البيتان لبولس سلامة من قصيدة عيد الغدير : 80 الطبعة الرابعة ـ طهران.
- 61. القران الكريم: سورة النور (24)، الآية: 36، الصفحة: 354.
- 62. الدر المنثور / السيوطي 6 : 203. وروح المعاني / الالوسي 18 : 174.
- 63. فضائل الإمام علي عليه السلام / الشيخ محمد جواد مغنية : 26 ـ 27 مكتبة الهلال ـ بيروت.
- 64. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 33، الصفحة: 422.
- 65. المعجم الكبير 22 : 402 / 1002. ومسند أحمد 3 : 259 و 285. ومستدرك الحاكم 3 : 158. وسنن الترمذي 5 : 352 / 3206.
- 66. أمالي الطوسي : 258 / 464. والفقيه 3 : 253 / 1202. ومناقب ابن المغازلي : 343 / 395. وترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ دمشق 1 : 234 / 299. وبحار الأنوار 43 : 104 / 15.
- 67. المناقب 3 : 354. وتاريخ بغداد 5 : 7. ومقتل الحسين عليه السلام / الخوارزمي 1 : 66. وذخائر العقبىٰ : 32. وبحار الأنوار 43 : 115.
- 68. المناقب 3 : 354. وبحار الأنوار 43 : 115.
- 69. كشف الغمة / الاربلي 1 : 361.
- 70. أمالي الطوسي : 42 / 45. وبحار الأنوار 43 : 95 / 5.
- 71. كشف الغمة / الاربلي 1 : 361. وبحار الأنوار 43 : 132. والمناقب / الخوارزمي : 254.
- 72. المعجم الكبير 22 : 411 / 1022. ومجمع الزوائد 9 : 209. وإتحاف السائل : 39.
- 73. احتمل الاربلي أن تكون أسماء التي حضرت عرس الزهراء عليها السلام هي سلمىٰ بنت عميس زوجة حمزة بن عبدالمطلب عليه السلام لأنّ أسماء بنت عميس كانت بأرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب عليه السلام وقال غيره : هي أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية.
- 74. الطبقات الكبرىٰ 8 : 14. وذخائر العقبىٰ : 33. وكشف الغمة / الاربلي 1 : 366 عن الدولابي. وبحار الأنوار 43 : 138 / 34.
- 75. المعجم الكبير 22 : 409 / 1021. ومجمع الزوائد 9 : 206. واتحاف السائل : 35 و 47.
- 76. كشف الغمة / الاربلي 1 : 362.
- 77. مناقب ابن شهرآشوب 3 : 355. وبحار الأنوار 43 : 117.
- 78. الكافي 5 : 568 / 52. وبحار الأنوار 43 : 144 / 46.
- 79. المصدر: كتاب سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام، للدكتور علي موسى الكعبي.