مركز الإشعاع الإسلامي

المشرکون، وإن اعتقدوا أنّ الله هو خالق العالم، کانوا یتخذون من الأصنام ملجأً لأنفسهم، ولربّما اتخذوا صنماً لکلّ حاجة معیّنة، فلهم إله للمطر، وإله للظلام، وإله للحرب والسلم، وإله للرزق، وهذا هو تعدد الأرباب الذی ساد الیونان القدیم.

ولکی یزیل القرآن هذا التفکیر الخاطىء، یأمر رسول الله(صلى الله علیه وآله) أن ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ... ﴾ 1.
فإذا کان هو خالق عالم الوجود کلّه دون الاستناد إلى قدرة اُخرى، وهو الذی یرزق مخلوقاته، فما الذی یدعو الإنسان إلى أن یتخذ من دونه ولیّاً وربّاً ؟ وإنّ کلّ الأشیاء غیره مخلوقات وهی بحاجة إلیه فی کلّ لحظات وجودها، فکیف یمکن لها أن تقضی حاجة الآخرین 2؟

• 1. القران الكريم: سورة الأنعام (6)، الآية: 14، الصفحة: 129.
• 2. المصدر: كتاب الامثل في تفسير كتاب الله المنزل‌، لسماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي دامت بركاته.