الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
هل لله زوجة وولد؟
من جملة الخرافات التی کان یعتقد بها عبدة الأصنام قولهم ـ جهلا ـ إنّ لله بنین وبنات:﴿ ... وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ ... ﴾ 1.
أفضل دلیل على أنّ هذه العقائد لیست سوى خرافة، هو أنّها تصدر عنهم ﴿ ... بِغَيْرِ عِلْمٍ ... ﴾ 1 أی إنّهم لا یملکون أىّ دلیل على هذه الأوهام.
و الطوائف التی کانت تنسب لله البنین، فإنّ القرآن یذکر فی آیات اُخرى اسم طائفتین من هؤلاء:
الاُولى: هم المسیحیون الذین قالوا: إنّ عیسى ابن الله.
والاُخرى: هم الیهود الذین قالوا: عزیر ابن الله. و کما جاء فى التفاسیر والتواریخ إنّ قریشاً کانت ترى الملائکة بنات الله من زواجه بالجن.
والقرآن یرفض تماماً کلّ هذه الخرافات التی لا أساس لها، وبعبارة حاسمة قاطعة:﴿ ... سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ 1.
والآیة التّالیة تردّ على تلک العقائد الخرافیة فتؤکّد أنّ الله هو ذلک الذی أبدع خلق السموات والأرض:﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ... ﴾ 2.
هل هناک غیر الله من فعل ذلک أو یستطیع فعله کی یکون شریکاً له فی عبادته؟ کلا، الجمیع مخلوقاته ویطیعون أمره ومحتاجون إلیه.
ثمّ کیف یمکن أن یکون له أبناء دون أن تکون له زوجة؟!﴿ ... أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ ... ﴾ 2.
وما حاجته إلى زوجة؟ ثمّ من التی تکون زوجته وهم جمیعاً مخلوقاته؟ وفضلا عن ذلک کلّه أنّ ذاته القدسیة منزّهة عن کل الصفات الجسمانیة، بینما الحاجة إلى زوجة وأبناء من الصفات الجسمانیة المادیة 3.
